رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«ميتافيرس» .. التحول القادم

سارة عبد العليم

التكنولوجيا تتطور بصورة مرعبة، ولعل أبرز أحداث عام 2021 فى مجال تكنولوجيا المعلومات، هو التحول الذى أعلنه المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة «فيسبوك» مارك زوكربيرج، إلى «ميتافيرس». «فيسبوك» رائدة شركات خدمات التواصل الاجتماعى والدردشة، على مدار ما يقرب من 15 عاما، ستتحول إلى شركة متخصصة فى العوالم الافتراضية العملاقة، وتقديم محتوى وخدمات «الميتافيرس». ولمن لا يعرف معنى المصطلح «ميتافيرس» هى كلمة تدمج كلمتين : هما «ميتا» وتعنى «ما وراء» و«يونيفرس» وتعنى العالم أو الكون. ويقصد بالمصطلح «ميتافيرس» فى مجال تكنولوجيا المعلومات هو الواقع الافتراضى وخلق بيئة رقمية افتراضية، تصبح مستقبل الإنترنت فى الأعوام المقبلة.

«الميتافيرس» هو عبارة عن بيئة افتراضية، يمكن من خلالها أن يوجد شخص - من خلال صورة رمزية أو أفاتار - مع أشخاص آخرين فى مساحات رقمية ثلاثية الأبعاد. ويمكن للشخص التفاعل معها وكأنه بالفعل بداخلها. فهى تجعله يشعر بأنه يعيش واقعا حقيقيا وليس فقط صورة مجسمة فى عالم افتراضي. وشرح زوكربيرج الفكرة ببساطة، ضاربا مثلا بأنك إذا شاهدت فيديو أعجبك يمكنك من خلال «الميتافيرس» أن تشارك فيه أو ترقص بداخله، وتتحدث إلى الأشخاص الموجودين فيه. وإذا أردت أن تحضر مباراة كرة قدم فى كأس العالم مثلا، فى بلد بعيد ولا يمكنك السفر، يمكنك من خلال « الميتافيرس» حضور المباراة فى بيئة افتراضية على الإنترنت.

وهذا الإعلان الضخم للرئيس التنفيذى لشركة بحجم «فيسبوك» له دلالاته. فعملاق التواصل لديه أكثر من مليارى مستخدم حول العالم، وسيطر بشكل كبير على شبكة الإنترنت، خاصة فى السنوات العشر الأخيرة، وضم إليه تطبيقات شهيرة مثل «واتس آب» و«إنستجرام»، وأصبح جزءا لا يتجزأ من حياة المستخدمين. وهو ما ينذر بأن العالم فى السنوات القليلة المقبلة سيشهد طفرة تكنولوجية هائلة تطرح نمطا جديدا للحياة تقوده تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. «ميتافيرس» أو العالم الافتراضي، العملاق الجديد لن يكون مقصورا على أغراض الترفيه والتسلية، بل كل أوجه الحياة.

«فيسبوك» التى أصبحت الآن تحمل اسم «ميتا»، هى أكبر شركة حاليا تستثمر فى مجال تكنولوجيا الواقع الافتراضي. لكن زوكربيرج أكد أنه حتى الآن لا تستطيع شركته بمفردها امتلاك التكنولوجيا أو تقديم محتوى وتشغيل خدمات «الميتافيرس»، فهى تكنولوجيا تحتاج للتعاون بين عدة شركات أو منصات تساعد على خلق عوالم افتراضية متعددة، يمكن للمستخدم التنقل بينها.

والسؤال الآن إذا كانت هذه هى الخطوة الأولى نحو عالم خيالي، لم يكن فى الحسبان، فهل سيأتى اليوم الذى تسيطر فيه مواقع التواصل بقيادة «ميتافيرس» على كل أوجه الحياة؟؟.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق