رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بعد العزلة والإهمال لسنوات طويلة
«قرية السلام» بالقنطرة شرق تتنفس الصعداء بمشروعات «حياة كريمة»

الإسماعيلية ــ سيد إبراهيم
إحدى المدارس التى تم انشاؤها بقرية السلام

كما عانت قرى شرق قناة السويس بالقنطرة شرق من ويلات الحروب والعزلة والإهمال لسنوات طويلة ، بصورة حولت حياة المواطنين فيها إلى نوع من الجهاد والكفاح اليومى للحصول على الخدمات بل والحصول على قطرات المياه اللازمة للحياة ، فقد جاءت مبادرة « حياة كريمة « لتمنح هذه القرى قبلة الحياة مرة أخرى، بعد توفير جميع الخدمات فيها دون الحاجة إلى تكبد مشقة السفر والإنتقال إلى مسافات بعيدة ، وكانت نقطة انطلاق المبادرة بمحافظة الإسماعيلية من هذا الجزء العزيز من أرض الوطن ، فطبقا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فإن هذه القرى هى القرى الأكثر احتياجا بالمحافظة .

وتأتى قرية «السلام » من ضمن القرى الأربع الرئيسية التى شملتها المبادرة حيث تصل مساحة هذه القرية إلى مساحة مركز ومدينة بالكامل، حيث تمتد بطول 40 كيلو مترا فى مواجهة قناة السويس وبعمق 30 كيلو مترا فى سيناء ، مما يجعلها من أكثر القرى مساحة على مستوى الجمهورية، وكان سكانها يعانون الأمرين فى الحصول على الخدمات وكان عليهم قطع مسافة لا تقل عن 70 كيلو مترا إذا ما أرادوا الحصول على شهادة ميلاد على سبيل المثال، كما كانت المياه تمثل أكبر المشكلات فلا تصل سوى ساعتين فى اليوم ووصل سعر المتر المكعب منها فى بعض الأحيان إلى 100 جنيه، فى الوقت الذى تسابق فيه الأجهزة المعنية الزمن من أجل الإسراع بإنهاء كافة الخدمات وفق التوقيتات المحددة . يقول محمد طنطاوى «سائق» من سكان قرية السلام : كانت لدينا معاناة شديدة فى الحصول على الخدمات ، فعلى سبيل المثال للحصول على شهادة ميلاد أو للذهاب إلى مصلحة حكومية ، كان على أن أقطع مسافة 70 كيلو مترا ذهابا إلى مدينة القنطرة شرق و70 كيلو مترا إيابا للحصول عليها، وفى حال عدم حصولى عليها لعدم وجود الموظف المختص ، على العودة فى اليوم الثانى لأقطع نفس المسافة، وهذه المسافة فى المواصلات العادية تتكلف 25 جنيها ذهابا و25 جنيها إيابا، بينما قيمة الأجرة من الإسماعيلية إلى القاهرة ذاتها 25 جنيها ذهابا و25 جنيها إيابا، ولكن الآن مجمع الخدمات الذى يتم انشاؤه سيوفر الوقت والمال والجهد . ويضيف أن المياه كانت تمثل أزمة كبرى وقضية لوحدها ، وكانت لا تأتى سوى ساعتين فى اليوم ، ويعتمد الحصول عليها على مدى تواجدك فى بيتك فى هذه التوقيت ، وإلا فإن البديل أن تبيت بدون مياه ، وكانت تعتمد على الخزانات ويتم ضغط المياه ويتم السحب عن طريق المواتير بالمنازل ، ولكن الآن الوضع اختلف تماما وأصبحت المياه أفضل بكثير ويتم عمل خطوط جديدة ذات ضغط عال . ويلتقط محمد همام «مهندس مدنى» طرف الحديث ويشير إلى أنه من مواليد قرية السلام وعمره الآن 31 عاما ، ويؤكد كانت القرية تعانى الإهمال الكبير وقلة الخدمات، سواء فى صورة الصرف الصحى أو المياه أو التليفونات أو الطرق غير المعبدة ، مع العلم بأن قرية السلام وحدها تضم 20 تابعا ، وتبدأ من محافظ السويس بطول 40 كيلو مترا فى مواجهة قناة السويس وبعمق 30 كيلو مترا داخل سيناء . ويضيف أن المياه كانت تمثل مشكلة كبيرة لسكان القرية ، فهى لا تأتى سوى ساعتين فى اليوم ، وكانت هناك مناطق فى القرية لا تصلها المياه من الأساس، كما أن المياه لم تكن تصل إلى كامل شبكات المياه لطول المسافة ، كما كانت هناك مناوبات فى مناطق معينة ، فضلا عن عدم وجود خطوط للمياه فى بعض الأماكن ، وكان سكان هذه المناطق يعتمدون على الجراكن لنقل المياه من المحطات نفسها ، أو يشترون المياه من سيارات المياه التابعة لبعض الأهالى وصل سعر المتر المكعب من المياه إلى 100 جنيه فى المناطق ذات المسافات البعيدة عن المحطات ، ولكن الآن الأمور اختلفت فقد تم مد شبكات المياه إلى جميع المناطق وتم رفع كفاءة وقدرات المحطات والشبكات والخزانات الجديدة حيث تأتى المياه دائما وبدون انقطاع. ويؤكد أنه تم البدء فى إنشاء محطة معالجة الصرف الصحى وخطوط الطرد الجديدة بتكاليف تصل إلى 120 مليون جنيه ، كما تم البدء فى انشاء مجمع الخدمات الحكومية على مساحة 450 م2، ويضم ثلاث طوابق الأول يضم 8 خدمات حكومية ومركز تكنولوجى لخدمات المواطنين، والطابق الثانى يضم مكتب شهر عقارى ومكتبا للتموين ومكتبا للبريد، بينما يضم الطابق الثالث الوحدة المحلية والمجلس المحلى ومكتب التضامن الإجتماعى، حيث سيضم المجمع كافة الخدمات التى يتعامل معها المواطن بشكل يومى، وهو ما سيوفر الوقت وتكبد مشقة السفر لمسافة تصل إلى 70 كيلو مترا للحصول على الخدمات، فى منطقة تكاد المواصلات تكون فيها معدومة . كما كانت المدراس تعانى التكدس ويصل متوسط عدد الطلاب فى الفصل الواحد إلى 100 طالب فى المرحلة الابتدائية والإعدادية ، كما كانت القرية ذات المساحة الشاسعة تضم مدرسة واحدة فقط للتعليم الإبتدائى والإعدادي، ومدرسة للتعليم الزراعى ، والآن تم إنشاء جناح كامل يضم 22 فصلا لتخفيف الكثافة فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية وسيتم افتتاحها خلال شهرين، كما كانت المدرسة الزراعية عبارة عن مبنى مؤجر من وزارة التضامن الاجتماعى منذ أكثر من 5 سنوات، ولكن بفضل مبادرة «حياة كريمة» تم إدراج إنشاء مدرسة ثانوية زراعية حيث تم البدء فى التنفيذ وستضم 11 مبنى منفصلا ومعامل .

وبدوره يؤكد محمد عبد السلام رئيس قرية السلام بالقنطرة شرق، أن القرية بفضل مشروع حياة كريمة قد شهدت توسعات فى العديد من المشروعات، بعد أن كانت قرية معدومة فى جميع الخدمات فلم يكن هناك وجود للصرف الصحى أو المياه التى كانت تأتى كل شهر كما أن خدمات الإسعاف كانت تأتى من الطريق الدولى من مسافات لا تقل عن 15 كيلو مترا . ويضيف أن الأمور قد تبدلت الآن فقد تم إنشاء مجمع للخدمات وتم عمل وحدة للإسعاف وإحلال وتجديد وحدة أخرى، كما أن الإسعاف أصبح يأتى الآن فى غضون من 4 إلى 5 دقائق بعد أن كان يأتى فى السابق عبر معدية نمرة 6 أو عبر نفق الشهيد أحمد حمدى من السويس، كما تم عمل مجمع زراعى، ومحطة لمعالجة الصرف الصحى ،والمياه أصبحت منتظمة من الحنفية وبدون انقطاع، بالإضافة إلى إقامة 25 فصلا بمدرسة خالد بن الوليد ، وتغيير المحولات والأعمدة الكهربائية ومد خطوط جديدة ، وإقامة عمارات سكنية ، ومحطة لتحلية مياه البحر من مياه قناة السويس والبحيرات المرة ، فبعد أن كان لدينا خدمة أو خدمتان فقط فى القرية أصبح لدينا الآن نحو 20 خدمة ، وقد شهدت القرية نقلة كبرى لم أكن أتوقعها .

ومن جهته يؤكد الدكتور محمد أنور ترك عضو البرنامج الرئاسى ومنسق المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بمحافظة الإسماعيلية ، أنه قد جاءت فكرة شباب البرنامج الرئاسى بإطلاق مبادرة هدفها تلبية نداء الأسر الأكثر احتياجا بكافة أنحاء الجمهورية، ومن هنا ظهرت مبادرة «حياة كريمة» كمبادرة مقترحة فى يناير من عام 2019 ، واستطاع شباب البرنامج الرئاسى فى حينها عرض الرؤى والأفكار الخاصة بتنفيذ المبادرة فى المؤتمر الوطنى السابع للشباب ، وذلك وفقا لرؤية إستراتيجية مصر 2030 ، و أيضا بناء على الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة والتى تسعى الى القضاء على الفقر ، وكذلك الهدف الثانى الخاص بتحسين ورفع كفاءة مستويات المعيشة لدى المواطن المصرى.

ويضيف أن الحلم أصبح حقيقة بعد تبنى السيد رئيس الجمهورية وأجهزة الدولة المعنية لهذه الفكرة ، وإعلان مجلس رئاسة الوزراء للمبادرة الرئاسية «حياة كريمة» كمشروع قومى، وبذلك أصبح المشروع القومى «حياة كريمة» توجه دولة وهدف شعب يتحقق من خلال شركاء النجاح، بداية من دور المواطن المصرى على أرض الواقع، امتدادا إلى دور المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والقطاع الخاص ، وتحول من مقترح فى أثناء فعاليات المؤتمر الوطنى السابع للشباب إلى مشروع قومى له استراتيجية وطنية قائمة على مفهوم التضامن وتوحيد جهود المؤسسات والمواطنين لخدمة كل مواطن وضمان حياة كريمة لهم من أجل غد أفضل.

كما استطاع شباب البرنامج الرئاسى من خلال مؤسسة «حياة كريمة» تقديم عدة مبادرات مؤخرًا لعل أبرزها مبادرة التصالح حياة، والتى كانت قد أطلقتها مؤسسة حياة كريمة ، لتخفيف العبء عن كاهل الفئات الأكثر احتياجا ومحدودى الدخل، وذلك من خلال المساهمة فى دفع قيمة التصالح الخاصة بمخالفات البناء للمواطنين الأولى بالرعاية فى التجمعات الريفية المستهدفة . ويشدد على أنه فور اطلاق المبادرة الرئاسية حياة كريمة واختيار 16 قرية من قرى شرق القناة بمحافظة الاسماعيلية، اعطى اللواء شريف بشارة محافظ الإسماعيلية توجيهاته للبدء بتشكيل لجان فحص الاحتياجات من الجهات المختصة ، برئاسة السيد نائب المحافظ وبالتنسيق مع شباب البرنامج الرئاسى واعضاء مؤسسة حياة كريمة، على مدار 10 ايام من العمل المكثف والرصد الميدانى، لاحتياجات القرى فى كافة القطاعات الخدمية للوقوف على الوضع الحالى من احتياجات تشمل رفع كفاءة الطرق والبنية التحتية ، من شبكات مياه الشرب والصرف الصحى ، والاتصالات، ومراكز الشباب و الوحدات الصحية عالية الكفاءة ، وسرعة إنجاز المشروع القومى لتبطين وتغطية الترع، وتحسين جودة خدمات الكهرباء , والغاز والنقل، والوحدات البيطرية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق