لا تتدخلى فيما لا يعنيك..
أسرار التعامل مع أهل الزوج

على الرغم من احترام الكثير من الزوجات لراى أهلهن وعملهن بمشورتهم إلا أن البعض منهن من يرفضن أن يكون لأزواجهن حرية استشارة الاهل أو مساعدتهم بالمال والجهد عند الحاجة وكثيرا ما تصير هذه المشكلة مصدر خلافات بين الزوجين بل يصل الامر لأن تضع الزوجة نفسها فى مقارنة مع أم زوجها وتطلب منه الاختيار بينهما

وتشير دراسة سابقة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية إلى أن 28% من حالات الطلاق فى السنوات الثلاث الاولى من الزواج ناتجة عن تدخل الاهل.

وترى د.هالة منصور استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن بر الأهل ومساعدتهم من الف ضائل ويجب علينا عدم الخلط بين ما هو إيجابى وما هو ضغط سلبى فكلنا لديه مماثلة يسعد بها ويحافظ عليها وكلنا يحب أيضا الخصوصية فى العلاقة بين الزوجين ويجب الا يحدث تعارض بين ما يخص العائلة الكبيرة بكل ما لها من حقوق وواجبات وما بين الزوجين من خصوصية فيجب على الزوج أن يراعى عائلته دون أن يتم ذلك على حساب أسرته الصغيرة ويجب الا تضع الزوجة نفسها فى نزاع مع الأسرة الكبيرة لأن ذلك سيؤدى إلى خسارتها هى اهتمام زوجها على المدى الطويل.

بينما تقول د.إيمان عبدالله استشارى علم النفس والعلاج الاسرى إن العديد من الزوجات يدخلن انفسهن فى مشاكل بهدف السيطرة على الازواج وهذا غير سليم فهو قد يكون اعتاد على أن يشاور أهله وهم اعتادوا على أن يعتمدوا عليه واحيانا يكون هو عائل أسرته الوحيد فلماذا لا يساعدهم طالما لايؤثر ذلك على اسرته الصغيرة. ومن ناحية أخرى يجب أن يتفق الزوجان على رسم حدود الخصوصية بينهما ووضع قواعد لما يتم عرضه من المشاكل على الاهل سواء أهلها أو أهله ويجب أن تعرف الزوجة أن الأم والاخوات هم جزء من الزوج فيجب عدم تشجيع الزوج على الانفصال عن الأهل إلا لو كان الزوج يهمل زوجته وأطفاله لصالح الإنفاق على إخوته ورغم ذلك فعلى الزوجة الا تبث افكارا سوداوية فى رأس زوجها تجاه اهله خاصة انه يحمل مشاعر ايجابية طيبة تجاه والدته وأهله كما أنه لا يقصد مقارنة والدته بزوجته لكن ذلك يحدث غالبا فى العقل الواعى .

وتضيف أنه على الزوجة أن تعرف أن زوجها يحتاج إلى وقت حتى يعتاد على التركيز مع بيته الجديد فرجل فى أواخر العشرينات والثلاثينيات لن يغير جلده بسرعة كما أن الزوج يشعر بحنين لبيت اهله كما تشعر الزوجة تماما وذلك يستغرق وقتا ليس بالقصير ولا بالطويل حتى يتأقلما معا على قواعد الاسرة الجديدة ويجب على الزوجة أن تعرف أنه ليس من حقها أن تسأل زوجها كم ينفق من المال على والدته واخواته طالما أنه لا ينفق من مالها والعكس صحيح. فإذا كانت اسرة الزوج تساعده على الإنفاق على زوجته واطفاله فعلى الزوجة أن تحاور زوجها بصورة طيبة ويجب الا تقوم باحراج الزوج فى الحالتين بل أن تساعده اذا قصر ماديا فاذا قصر الزوج فى حق البيت فان على الزوجة مناقشته وتفعل ذلك بلباقة فمن الطبيعى أن يكون لكل منهم خصوصيته مع أهله فمن الطبيعى أن ينتمى كل منا لأهله فلابد من تجنب ثقافة البتر والانفصال.

توضح أنه: عندما يخرج الرجل من انتمائه لأهله فانه يحتاج، الى وقت وذكاء من المرأة فلو وجد الزوج فى زوجته السكينة والحب والسر والأمان لاصبحت موضع سره وشريكة حقيقة له والحياة الزوجية تبنى على الأخذ والعطاء وتبادل المصالح فلا تتدخلى فيما لا يعنيك طالما هو ينفق عليك وكونى له الصدر الحنون وعاملى اسرته باحترام فيزداد انتماؤه لك, واذا كنت تظنين ان بعض افراد اسرته فقومى بالاتفاق معه على أسلوب وقواعد للانفاق بحسب قدرته بما لا يجور على عائلتك واسرتك وناقشيه بالمودة ولابد ان يقتنع بآرائك وليس هناك اجبار فى الامر

وتشير هبة محمد الاستشارى الاسرى إلى أن هذه المشكلة من أكثر المشاكل شيوعا للكثير من الزوجات وهى مشكلة تبعية الزوج لأهله والتى قد تؤدى فى كثير من الاحيان إلى الطلاق بسبب قيام الزوج بطرح الخلافات الزوجية على اهله مما يثير غضب الزوجة وتشعر بانتهاك خصوصيات بيتها واطلاعهم على اسرارها وتدخلهم فى علاقتها بزوجها وعدم الاستقلالية فى بيتها الجديد والامر متوقف على وضع الحدود من البداية بشكل لا يعنى القطعية مع اهل الزوج او التباعد عنهم لأن ذلك سيأتى بنتيجة عكسية ولا يجب ان تضع الزوجة نفسها فى موضع المقارنة مع اهل الزوجة او تطلب منه الاختيار فهذا غير منطقى وغير ممكن وغير صحى وهناك بعض النقاط التى تساعد الزوجة على إدارة العلاقة مع أهل الزوج بشكل صحي, منها وضع حدود للتعامل مع اهل الزوج فيجب على الزوجة أن تضع اطارا محددا للتعامل مع أهل الزوج وتحديد الموضوعات التى يسمح للأهل بالتطرق اليها وتحديد الامور الشخصية التى لا يسمح للاهل بالتطرق لها مع توضيح ان هذا لايقلل من شأنهم فى شئ. ويجب على الزوجين تحديد ادوار كل طرف فى حياتهم القادمة دون تدخل الاهل فى حياتهم او طرق تربية الأبناء حتى لا تتفاقم المشكلات الصغيرة وتتحول الى صراعات بين الزوجين والاهل. وكذلك تدارك المشكلات الصغيرة وعدم الشكوى للزوج ويجب على الزوجة أن تحتوى الموقف فى الامور التى لا تتطلب تدخل الزوج حتى لا تتعقد المشكلات وتجرف زوجك لا اراديا فى تحيز لأهله مما يضع حاله من التوتر وعدم الاستقرار أما بالاحترام المتبادل فجميع المشكلات يمكن أن نتخطاها اذا وجد الاحترام بين الزوجين واخيرا تؤكد استشارى الاسرى أن علاقة الزوج الجيدة بأهله صحية ومفيدة للحياة الزوجية فالزوج البار بأهله هو نفسه الزوج البار بزوجته والقادر على احتواء كل جوانب الحياة الجيدة والسيئة.