-
الوجه القبلى يودع سنوات التجاهل والتهميش و«دولة٣٠ يونيو» تضعه على رأس اهتماماتها
-
1.1 تريليون جنيه استثمارات.. وتطوير 6600 كيلو متر من الطرق.. وتنفيذ 14 مدينة جديدة من الجيل الرابع
كان التحدى كبيرا لكن إرادة المصريين كانت أكبر.. وكان الإهمال جسيما لكن الأمل فى حياة كريمة لأهلى فى الصعيد كان أقوي، وكان حجم التهميش والتجاهل وتراكم المشكلات وندرة فرص العمل وتزايد معدلات الفقر والبطالة مخيفا، لكن طموحات المصريين الذين تفجرت ينابيع حضارتهم منذ فجر التاريخ على أرض الجنوب فى الكرنك وابيدوس وتينيس وابو سمبل وأخميم منذ عهد الملك مينا كانت أقوى وأكبر من كل تلك التحديات.
فى صعيد مصر، حيث المعابد والمسلات الضخمة والمنحوتات، والبرديات التى علمت العالم ووضعت نظما حديثة للرياضيات، والطب، وعلوم الفلك، وأنظمة الرى وتقنيات الإنتاج الزراعي، والقوارب الخشبية، والخزف وتكنولوجيا الزجاج، وتركت آثارها الضخمة التى ألهمت مخيلة العلماء والرحالة والكتاب لآلاف السنين، يسطر الأحفاد ما بدأه الأجداد ويبنون حضارة جديدة على أرض الصعيد الذى عانى عبر عقود طويلة من التجاهل والتهميش وتراكمت عليه المشكلات والهموم الاقتصادية والفكرية والحضارية والاجتماعية، وتدنى مستوى الخدمات الأساسية والاجتماعية والتنموية والصحية. سطرت القيادة السياسية ملحمة جديدة من البناء والتطوير وصاغت رؤية متكاملة لتنمية الصعيد وتطويره والعناية بسكانه البالغ عددهم ثلث سكان مصر المحروسة.
وعلى أرض صعيد مصر بعبقرية شخصيته المتفردة، ومكانته، وجغرافيته، وأهله، وضفاف نيله، حيث المقومات الطبيعية والسياحية الفريدة والثروات التعدينية والمحجرية، والآثار والكنوز التاريخية، والقوة البشرية التى خرجت من صعيد مصر، الذى أنتج لبلده نوابغ وقامات ونماذج مشرفة وقيادات فى جميع المجالات، فى السياسة والطب والفن والأدب والثقافة والاقتصاد وعلوم الأديان، تجسدت تلك الحقيقة على أرض الجمهورية الجديدة التى وضعت القيادة السياسية أسسها فى عام 2014، لتشهد أرض مصر عمليات تطوير نوعية وصلت لكل بقعة فى القطر المصرى بكل مدنه وقراه وريفه وحضره. فبدأ العصر الذهبى بالمشروعات القومية الكبري، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وفى سبع سنوات تغير وجه الحياة فى صعيد مصر اقتصادياً واجتماعياً، وفق جدول زمنى وإنجاز تاريخى مدهش للرأى العام بالداخل والخارج.
وقبل أيام قليلة من رحيل عام 2021 كان «أسبوع الصعيد» حيث افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى مشروعات مصرية عملاقة لفتت أنظار العالم تفتح الطريق أمام مرحلة جديدة من رفع مستوى معيشة المواطنين، وتمنحه حوافز استثمارية لتشجيع المستثمرين لضخ استثمارات فى الصعيد بما ينعكس بالإيجاب على فرص التشغيل، ومواجهة البطالة ومكافحة الفقر ورفع معدلات النمو الاقتصادي، ويسهم كذلك فى توفير فرص عمل لأبناء الصعيد. كما يمثل المشروع القومى لتنمية محافظات الصعيد انطلاقة تنموية شاملة فى مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعمرانية.
وإذا كان العالم أجمع قد تابع افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لمشروعات ضخمة بمحافظات الصعيد، فإن كتاب: «وثيقة المشروعات القومية» الذى وقع رئيس الجمهورية نسخته الأولى خلال زيارته الى محافظة أسيوط، يكشف جانبا مهما من إستراتيجية الدولة المصرية وإنجازاتها وأجندة مشروعاتها القومية، التى نفذتها على مدى 7 سنوات، طبقا لتوجيهات القيادة السياسية،
ويستعرض الكتاب مسيرة الإنجازات فى سبع سنوات والتى بدأت خلال الفترة من 30 يونيو 2014 حتى 30 يونيو 2021 ونستكمل اليوم ما بدأناه قبل أيام بعرض ما تم إنجازه فى محور «البنية التحتية» والمشروعات القومية العملاقة فى بناء الطرق والأنفاق وقطارات السكة الحديد والمدن والمجتمعات العمرانية الجديدة وتنمية الصعيد، وفى إطار توثيق المشروعات القومية أبرز الكتاب محاور التنمية الشاملة، كما جاء بالكتاب، عدد من المحاور ذات الصلة بالزراعة والرى واستصلاح الأراضي، لكن ما يعنينا فى هذه الحلقة مع عرض كتاب: « وثيقة المشروعات القومية» هو حصر ما أمكن - خلال هذه السطور القليلة - من ملحمة وطنية تمت على أرض صعيد مصر.
رابط دائم: