كعادتها السنوية؛ أعلنت جريدة «نيويورك تايمز» الأمريكية البارزة قائمتها لأفضل 10 كتب خلال عام 2021 . وتنوعت الاختيارات بين الأعمال الفكرية والأدبية ولكن طغى على تلك الاختيارات قضايا ومن أبرزها قضايا النسوية، وتأثير المعاناة خلال وبعد الاستعمار، وإرث العبودية والعنصرية فى الولايات المتحدة الأمريكية، والسير الذاتية التى تسلط الضوء على قضايا اجتماعية كبرى.
تصدرت القائمة رواية «كم كنا جميلين» للكاتبة إمبولو مبو، وتبدأ أحداثها عام 1980 فى قرية كوساوا الإفريقية الخيالية، حيث جاء ممثلو شركة نفط أمريكية للقاء السكان المحليين، الذين يموت أطفالهم بسبب الحقول البور، المياه المسمومة التى سببها الحفر وخطوط الأنابيب. تستكشف مبو عبر روايتها عقودا من السلطة والفساد من خلال عيون مواطنى كوساوا الصغار والكبار، وصراع المصالح الذاتية.
تليها بالقائمة رواية «الحميمية» بقلم كاتى كيتامورا، حيث يتم تكليف مترجمة بمحكمة فى لاهاى، بالتحقيق فى شهادات وقصص مجرمى الحرب الذين يمكنها التواصل معهم بمفردها، تستخدم الحكايات بالرواية كعدسة لاستكشاف القضايا الاجتماعية الكبرى مثل الاستعمار والنسوية.
ووصفت الجريدة الرواية الأولى للشاعر أونريه فانون جيفرز «أغانى الحب» فى أسباب اختيارها لها ضمن قائمتها كملحمة قادمة مؤثرة، وفحص للعرق، وتنقيب عن التاريخ الأمريكى.تنتقل أحداث الرواية ذهابًا وإيابًا بين قصة أيلى بيرل غارفيلد، وهى فتاة سوداء نشأت فى نهاية القرن العشرين، و«أغانى» أسلافها، الأمريكيين الأصليين والأمريكيين الأفارقة المستعبدين الذين عاشوا خلال تشكيل الولايات المتحدة. بينما تتقارب قصصهم، تخلق الرواية صورة لاتُنسى للحياة السوداء تكشف كيف أن الماضى لايزال يتردد حتى اليوم. وتحل الشاعرة باتريشا لوكوود بالقائمة بروايتها الأولى أيضا «لا أحد يتحدث عن هذا» التى تتحدث فيها عن ملذات الحياة والحرمان والمعاناة والانقسامات خلال التفاعلات عبر الإنترنت وفى الواقع.
ويجمع كتاب «عندما نتوقف عن فهم العالم» بقلم بنجامين لاباتوت. تترجمه أدريان ناثان ويست، قصص أعظم المفكرين فى القرن العشرين لاستكشاف كل من النشوة والعذاب للاكتشافات العلمية: مكاسبها الهائلة للمجتمع بالإضافة إلى تكاليفها البشرية الباهظة.يتقدم رحلة تستعرض لمحات عن عالم ذى إمكانات غير محدودة يكمن وراء العالم المرئى، هذا الهجين الاستثنائى من الخيال والواقعية يثير التساؤلات حول اختبار صواب أو خطأ العديد من المسلمات، فكلما قرأنا، كلما زادت ضبابية الخط الفاصل بين الحقيقة والخرافة.
ويأتى كتاب السيرة الذاتية «ثلاثية كوبنهاجن: الطفولة ؛ شباب؛ الاعتمادس بقلم توف ديتليفسن. ترجمة تينا نونالى ومايكل فافالا جولدمان. ليتضمن مذكرات الشاعرة ديتليفسن الرائعة، التى نُشرت لأول مرة فى الدنمارك فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى، وتم جمعها هنا فى مجلد واحد، يتناول نشأتها الصعبة، ومسارها الوظيفى، وإدمانها الذى لا يرحم فى سرد قوى للنضال من أجل التوفيق بين الفن والحياة. وكيف أصبحت شاعرة مشهورة فى أوائل العشرينات من عمرها، ووجدت نفسها، بعد زواجين فاشلين، مرتبطة بطبيب مختل عقليًا وتعتمد بشكل ميئوس على المخدرات فى الثلاثينيات من عمرها.
وحول موضوع العبودية والعنصرية الساخن دائما بأمريكا يأتى كتاب «كيف يتم تمرير الكلمة: حساب لتاريخ العبودية فى جميع أنحاء أمريكا» للشاعر والصحفى كلينت سميث الذى يقدم هنا جولة فى المواقع الرئيسية لتاريخ العبودية وإرثها الحالى، بما فى ذلك مونتيسيلو لتوماس جيفرسون؛ أنجولا، سجن ولاية لويزيانا ؛ ومقبرة الكونفدرالية. تمتزج المقابلات مع السائحين والمرشدين والناشطين والمؤرخين المحليين الذين يلتقى بهم على طول الطريق مع قراءات بحثية قريبة والتفكير الشخصى المؤثر، يقدم سميث مرآة لعلاقة أمريكا المشحونة بماضيها، ملتقطًا مزيجًا قويًا من النوايا الحسنة، وتصحيحيًا جادًا. وخيوط الجدل بين الجهل المتعمد والتشويه الصارخ.
أما كتاب «الطفل الخفي: الفقر والبقاء والأمل فى مدينة أمريكية» لأندريا إليوت يقدم سردا مؤلما لنضال عائلة واحدة مع الفقر والتشرد والإدمان فى مدينة وبلد فشلوا فى التصدى له.
ينسج كتاب «فى جونتينث» بقلم أنيت جوردون ريد التاريخ والمذكرات معًا لاستكشاف التعقيدات العرقية والاجتماعية فى ولاية تكساس، مسقط رأسها، تطلب جوردون ريد من القراء التراجع عن المناقشات الساخنة الحالية وإلقاء نظرة أكثر دقة على التاريخ والمفاجآت التى يمكن أن يقدمها.جونتينث أو Juneteenth يعد اختصارا لـ الأحد 19 يونيو هو عطلة يُحتفل بها بتحرّر أولئك الذين كانوا عبيداً فى الولايات المتحدة. نشأت هذه الاحتفالية فى تكساس، ويحتفى به سنوياً فى 19 يونيو فى معظم الولايات المتحدة، غير أن الاعتراف به يتباين من ولاية إلى أخرى. وأخيرا يأتى كتاب «المذنب الأحمر: الحياة القصيرة والفن المتوهج لسيلفيا بلاث» بقلم هيذر كلارك التى تقدم سيرة ذاتية جديدة لبلاث، تقدم خلالها بشكل غير متوقع إنجاز هائل وعزيمة لإنقاذ الشاعرة الراحلة من الانتقادات بعد وفاتها منتحرة باعتبارها امرأة مجنونة محكوما عليها بالفشل و«إعادة وضعها كواحدة من أهم الكتاب الأمريكيين فى القرن العشرين»، تقدم كلارك رواية عن موهبة أدبية نادرة والبيئة الأسرية والفكرية التى أحبطتها وشجعتها على حد سواء، سيرة تنبض بالحياة من خلال اقتباسات مما كتبته بلاث من رسائل ومذكرات وشعر ونثر.
رابط دائم: