رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«ملاذ آمن» يجسد أحلام وكوابيس فتاة من الصعيد

كتبت ــ أمانى زهران
بطلة «ملاذ آمن» فى لوحة «الملاهى»

معرض «ملاذ آمن» بطلته فتاة من قرية فى جنوب مصر تدعى «أروى» تحلم أن تسافر خارج قريتها، وأن ترتدى فستان جدتها الأبيض وتتزوج من تحب، وأن تذهب إلى الملاهى لتمتطى الأحصنة الملونة.

وعن اختيار العنوان، فسر الفنان الدكتور على حسان، أستاذ التصوير بكلية الفنون الجميلة بالأقصر، أن ملاذ الفتاة الآمن هو «الحلم» كان فى وقت اليقظة أو النوم.

ويوضح أن حكاية الفتاة «أروى» التى قابلها صدفة فى الصعيد، وخشيت حضور افتتاح المعرض، جعلته ينفعل ويحولها إلى سلسلة لوحات تكون هى «موديلها» الوحيد، لتعبر عن أحلامها ومخاوفها معا.

يقول: «حين حكت لى عن أحلامها البسيطة، وحوض السمك الملون الذى تمتلكه وكل صباح تجد سمكة قد قفزت منه وفارقت الحياة، فتقول (هذا السمك الملون يشبهنى يريد الخروج إلى الحياة واستنشاق الهواء بشكل مختلف حتى لو كان الثمن حياته وغياب الملاذ الآمن)».

وهو ما عبر عنه حسان فى لوحتى « الجنة» 1و 2، من فكرة صعود روح السمكة والفتاة فى وضع سكون حزين واللوحة الأخرى السمكة معلقة بينما الفتاة تبحث عن مخاوفها.

ويوضح: «فكرة تحقيق الحلم البسيط لهذه الفتاة الملهمة كان دافعى للتعبير عن رحلة بحثها عن الملاذ الآمن رغم قسوة الواقع المحيط». ويكمل بتأثر: «هناك سيدات عجائز فى الصعيد عشن حياتهن و لم يغادرن بيوتهن وحرمن من متع كثيرة فى الحياة مثل رؤية البحر وشم رائحة اليود ومشاهدة الغروب، وتعتبر هذه قضايا إنسانية مؤلمة بالنسبة لى».

وبطلة اللوحات، أروى، يمتلك أخوها «موتوسيكلا» أخضر اللون، تحلم بركوبه ولو خلف أخيها لتنطلق بسرعة وتشم الهواء الطلق ويداعب شعرها، ولكن الأخ يضربها كلما اقتربت من «الموتوسكيل». وذلك كله يتصادم بقسوة مع ما تشاهده أروى من تمتع فتيات بالحرية التى ترنو إليها.

وتكتمل عناصر الإلهام بما يرويه الفنان عن أن الكتاب الوحيد الذى قرأه خلال عامين استغرقهما إعداد معرضه، هو:« ليس كل الأحلام قصائد» عن مجموعة أطفال هولنديين طالبوهم بكتابة أشعار تجسد أحلامهم.

وعن حرص الفنان على واقعية التناول، فقد اهتم بأدق التفاصيل، مثل ملابس أروى فى لوحاته «العروسة « و»حلم الغابة». فقد اصطحبها إلى سيدة تحيك الملابس فى الصعيد لتصنع لها نفس نموذج فستان الزفاف الأبيض الذى يخص جدتها، وكذلك تفصيل فستان «أسود» يشبه ما ترتديه فى أحلامها المخيفة.

وأبدع فى إعداد صياغات غير مألوفة لعناصر مألوفة. فجمع عناصر لوحاته من البيئة المحيطة بالفتاة. ففى لوحة «الملاهى» والتى تجسد حلم أروى بامتطاء الأحصنة الخشبية الملونة لتدور بها سريعا، استعان بالمراجيح الموجودة فى «مولد أبوعلى» بالأقصر حتى يرسم ملاهى الصعيد بألوانها المبهجة.

«ملاذ آمن» يضم حوالى 50 عملا فنيا منفذا بألوان زيت على توال، المزيج الأقرب لعلى حسان، بالإضافة إلى بعض الاسكتشات المنفذة بالفحم وزيت على ورق قام الفنان بتحضيره بعجينة «الجيسو» ليحافظ عليه من عوامل الزمن. وتعد تلك الأعمال امتدادا لأسلوب حسان الواقعى، وإن كان للرموز حضور واضح تستهدف تفاعل المشاهد وفك شفرتها، مع وجود تركيبة سريالية فى أجواء بعض اللوحات.

• معرض «ملاذ آمن» مستمر بقاعة «ليوان» بالزمالك حتى 9 ديسمبر.


لوحة « حلم الغابة»

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق