رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

من دراسة الألمانية إلى تأسيس أول فرقة نسائية لحفظ التراث الشعبى
سهى على: «طـبلة السـت» طريقتنا الخاصة لتقديم الفلكلور

حوار. رانيا نور

حكايات وأمثال شعبية.. فنون وحرف.. أغان وموال.. كلها صور من الفنون التى وصفت بدقة عاداتنا وتقاليدنا ورسمت ملامح المجتمع المصرى بكل صوره من قديم الزمان وظلت تنتقل بين الأجيال لربما استطاعت مواكبة التطور التكنولوجى أملا فى الحفاظ على شخصية مصر التراثية التى نبعت من حواريها وشوارعها وأقاليمها المختلفة وهذا ما حاولت الفنانة «سهى محمد على» مؤسسة فرقة «طبلة الست» عمله من خلال التمسك بروح الغناء المصرى وإعادة تقديم الفلكلور الشعبى بلون مختلف يتماشى مع أفكار الأجيال الجديدة وذلك من خلال الفرقة التى تقدم الفلكلور الشعبى والأغانى التراثية على طريقتها الخاصة.

للتعرف أكثر على تأسيس الفرقة وطبيعة تكوينها وخطوات تطويرها كان هذا الحوار مع الفنانة سهى محمد على..

...................

كيف جاءتك فكرة تكوين فرقة نسائية للعزف الإيقاعى والغناء الشعبى؟

الموضوع بدأ معى منذ طفولتى فقد كنت أهتم بالغناء الشعبى وأستمع إليه بشغف كبير لدرجة انى كنت أكتب كلمات الأغانى وأحاول أن أفهم معناها ومع الوقت بدأت أبحث عن أصل هذه الأغانى وعلاقتها بعاداتنا وتقاليدنا وكان لدى اهتمام خاص جدا بالموسيقى والعزف الإيقاعى ولكنى كنت فى مدارس حكومية مثل أغلب الأطفال فى تلك الفترة حيث لايوجد أى اهتمام بالموسيقى أو الرسم أو الرياضة ولا دعم لأى موهبة بشكل عام فأتممت دراستى والتحقت بكلية الأداب قسم ألمانى وأثناء مدة الدراسة بالجامعة بدأت أجمع كل ما يتعلق بالأغانى التراثية والفلكلور الشعبى واشتركت بفرقة رضا والفرقة القومية للفنون الشعبية حتى أستطيع أن أصل الى الغناء الفلكلوى فى كل محافظات مصر وخاصة الصعيد الذى يعد صاحب النصيب الأكبر فى أصل الغناء الشعبى وبالفعل ذهبت من خلال هذه الفرق الى كل أقاليم مصر مما ساعدنى على الاقتراب من البيئة التى شكلت وجدان الغناء المصرى القديم ووصفت بدقة ملامح المجتمع التى خرجت منه سواء كان الصعيد أو الدلتا أو النوبة وأتقنت أيضا إيقاع الملفوف والحجالة وبعد تخرجى فى الجامعة بدأت أسافر الى كل أقاليم الصعيد وأبحث عن فرق الغناء الشعبى لأتعلم لهجتهم وأدرس أصول الكلمات التى يتغنون بها حتى كونت كتالوجا كاملا عن الفلكلور المصرى ثم بدأت أدرس أصول الإيقاع فى معهد الموسيقى العربية مع أستاذ سعيد الأرتيست وبعد ذلك ذهبت الى المنيا والتى تعد من أكثر محافظات مصر ثراء بالتراث والفلكلور وتعلمت هناك أصول اللهجة الصعيدية وأغانى التراث الصعيدى من فرقة « ملوى» على يد عم جمال مسعد والذى يعد أشهر حافظى الفلكلور الشعبى بالمنيا وبعد أن أتقنت العزف الإيقاعى والغناء الصعيدى قررت تكوين فرقة طبلة الست.

الطبلة عموما ليست من الآلات الموسيقية الجاذبة للمرأة.. فما الذى جذبك لها؟

بالعكس الآلات الإيقاعية الموجودة على جدران المعابد وتحديدا معبددندرة فى قنا ومعبدحتحور فى المنيا يوجد جدارية كبيرة جدا كلها لفرق نسائية تعزف على الألات الإيقاعية مثل الدف والطبلة وهى تنشد أغانى تعكس طبيعة المجتمع وقتها كما أننا وحتى منتصف الثمانينيات تقريبا كانت الطبلة موجودة فى كل بيت تقريبا وبمجرد ما يكون هناك مناسبة مثل ذهاب أحد أفراد الأسرة للحج أو زواج واحدة من البنات تأتى سيدة من العائلة لتعزف على الطبلة ويلتف حولها كل نساء العائلة بمختلف أعمارهن ليرددون خلفها الأغانى التراثية التى توارثنها تعبيرا عن فرحتهن وكان من أشهر أغانى الحج وقتها أغنية مطلعها «يا صلاة النبى عليه.. رايح للنبى برجليه» وكذلك فى الزواج الذى تختلف أغانيه ما بين كلمات خاصة بالخطوبة أو تنجيد العروسة أو ليلة الحنة وقد ظل هذا المشهد محفورا فى ذاكرتى لذا قررت دراسة أصول العزف الإيقاعى بجميع آلاته وأتقنت كل المقامات الخاصة به ولكنى وقعت فى عشق الطبلة واخترتها لتكون الآلة المميزة لفرقتى والمصاحبة لغنائنا الشعبى أملا فى الانتصار على الموسيقى الغربية المعلبة التى سيطرت على كل مناسباتنا.


سهى على

اختيار أفراد فرقة نسائية للعزف على الطبلة ليس بالأمر السهل.. فكيف وقع اختيارك عليهن؟

بعد أن أتقنت العزف على الطبلة وحفظت جزءا كبيرا جدا من أغانينا الفلكلورية بدأت دراسة الغناء فى أكاديمية الفنون والأوبرا وذلك لأن الإيقاع عندما يكون مصحوبا بالغناء يكون تأثيره أقوى بكثير ومن هنا بدأت أدمج الغناء بالطبلة ولكنى شعرت أننى لا أريد أن أقدم هذا اللون الغنائى المختلف بمفردى وفضلت تكوين فرقة نسائية تغنى الفلكلور وتعزف آلات إيقاعية فى نفس الوقت ومن خلال الكورسات التى كنت أدرسها بدأت أعرض فكرتى على البنات المهتمة بالموضوع حتى أستقررت على عشر بنات وأصبحنا أول فرقة نسائية للعزف الإيقاعى والغناء الفلكلورى الشعبى وقدمنا أول حفلة لنا فى معهد جوتة فى نوفمبر 2019 ورد الفعل كان مذهلا وقتها.

بعض أغانى الفلكلور كلماتها لم تعد متداولة الآن.. فكيف استطعتن الوصول بها للناس بهذه السهولة حتى إن بعض فيديوهات الفرقة تجاوزت نسبة مشاهدته على اليوتيوب أربعة ملايين؟

أنا بحب أختار الأغانى المبهجة التى تعبر عن بساطة المجتمع المصرى وأصوله وعاداته وتقاليده وفى نفس الوقت تحمل معانى جميلة يعنى مثلا إذا تأملنا معظم أغانى الفلكلور الخاصة بالزواج نجد أنها تقدم نصائح جميلة للعروسين يستطيعان من خلالها الحفاظ على حياتهم الزوجية وسعادتهما فيها وحتى الأغانى التى تنطوى على كلمات أو معان صعبة نحاول تنقيحها بما يتناسب مع الظروف الحالية والحقيقة أننى كنت أقوم بذلك من عشرين سنة تقريبا كهواية يعنى مثلا معظمنا يعرف أغنية رمضان الشهيرة «أهو جه يا ولاد» ولكن بالتأكيد الأجيال الجديدة لاتعرف أن الثلاثى المرح هن ثلاث فتيات سناء وصفاء ووفاء كن من أشهر الفرق الغنائية فى الخمسينيات وقدمن مجموعة كبيرة جدا من الأغانى لأكبر الشعراء والملحنين فى ذلك الوقت منها أغنية «حبيبى عامل بيومية وأنا زميلته الصبحية» والتى ارتبطت بعيد العمال وأغنية «العتبة جزاز» و «منتاش خيالى يا وله» وقد قمت بجمع كل أغانى هذا الثلاثى بالإضافة الى كل أغانى الفلكلور الخاصة بالمناسبات السعيدة وبالتالى أصبح لدى مخزون كبير من الأغانى الشعبية وهذا المخزون هو ما تقدمه الفرقة الآن.

وهل تكتفى الفرقة بغناء مخزون التراث الخاص بالمناسبات السعيدة فقط؟

نحن لو قدمنا كل يوم حفلة بأغان جديدة فلن نستطيع تقديم كل مخزون التراث الفلكلورى السعيد فالحقيقة أن مصر غنية جدا بتراثها الفنى فكل محافظة وإقليم بها له الأغانى الخاصة به فضلا عن التيم الموسيقية والإيقاعات التى كانت تقدم من خلال الأغانى الجماعية والتى يجب أن نتكاتف من أجل الحفاظ عليها ومع كامل تقديرى للجديد وما يقدم الأن فيؤسفنى أن أقول إننا نعانى إفلاسا فى الإبداع سواء فيما يتعلق بالكلمة أو الجملة الموسيقية أو الرؤية.

حدثينى عن رد فعل الجمهور على حفلات طبلة الست؟

الحقيقة شىء لم أتخيله على الرغم من أن الظروف لم تكن فى مصلحتنا فنحن قدمنا أول حفلة فى نوفمبر 2019 ورد فعل الجمهور عليها كان أكثر من رائع لكن بعد ثلاثة أشهر بدأت جائحة الكورونا وتوقفنا تماما بسبب إغلاق الاستديوهات التى كنا نجرى فيها البروفات كما أن الحفلات نفسها توقفت ولم نعد سوى فى نهاية 2020 وبالتالى نحن بدأنا بشكل فعلى منذ عشرة أشهر تقريبا والحمدلله فى هذه الفترة القصيرة استطعنا تحقيق حالة غنائية مختلفة ورد فعل جماهيرى غير مسبوق حتى تجاوز فيديو أغنية «يا أبو اللبايش يا قصب عندنا فرح واتنصب» الأربعة ملايين مشاهدة فى ثلاثة أيام فقط ومن ضمن أنجح الحفلات التى قدمناها حفلة مهرجان الطبول فى القلعة وكان أغلب الجمهور شبابا ومن شدة تفاعله مع أغانى الفلكلور كتب بعضهم كلماتها ونحن نغنيها.

هل يستطيع الغناء الفلكلورى الوقوف أمام أغانى المهرجانات؟

مبدئيا أنا لست ضد أغانى المهرجانات ولا ضد أى نوع من الغناء سواء بوب أو جاز أو كلاسيك فالمفروض أن كل هذه الألوان تكون موجودة وأنا دورى كفنان أو كفرقة غناء فلكلورى تقديم اللون الخاص بى فمن غير المعقول أن أنتقد أغانى المهرجانات ولا أقدم البديل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق