تعهد عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادى السودانى أمس بإجراء الانتخابات فى ٢٠٢٣ وإعادة السلطة إلى المدنيين. وقال البرهان، فى تصريحات لصحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، إنه سيترك السياسة فى عام ٢٠٢٣، متابعا: «بعد ذلك، سأغادر وأهتم بعملى الخاص، كما سأترك القوات المسلحة». وأوضح رئيس مجلس السيادة أن الاتفاق الذى توصلت إليه الأطراف الفاعلة يوم الأحد الماضى مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، يسمح بتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة دون سياسيين، والتركيز على القضايا الأساسية فى الفترة الانتقالية، مثل الاقتصاد والانتخابات والسلام والأمن. وتابع أنه يتواصل مع حمدوك يوميا، وأن سبب وضع رئيس الوزراء السودانى قيد الاعتقال المنزلى لعدة أسابيع لحمايته بسبب أن بعض الأطراف السياسية لم تكن تريد نجاح الانتقال السياسي. وأضاف أن ما حدث فى السودان لم يكن انقلابا، بل تصحيح مسار الانتقال، ووضعه على المسار الصحيح، وألقى باللوم على «الأحزاب السياسية التى تسللت إلى الأجهزة الحكومية فى الدولة للحصول على مكاسب لأنفسهم».
وفى غضون ذلك، أصدر حمدوك توجيها بالإيقاف الفورى للإعفاءات والتعيينات بالخدمة المدنية بكل الوحدات الحكومية على المستويين القومى والولائي. ووفقا لما نقلته وكالة السودان للأنباء أمس فإن الإيقاف سيستمر حتى إشعار آخر.
كما وجه حمدوك بإخضاع حالات التعيين والإعفاءات التى تمت خلال الفترة الماضية للدراسة والتقييم والمراجعة.
وفى اجتماع مع أعضاء للمجلس المركزى القيادى لقوى الحرية والتغيير مساء أمس الأول، شدد رئيس الوزراء السودانى وقيادات الحرية والتغيير المشاركين فى اللقاء على ضرورة استعجال إطلاق سراح كل المعتقلين بالعاصمة والأقاليم وحماية المواكب السلمية وضمان حرية التعبير والتظاهر السلمى بكل أنحاء البلاد، بجانب ضرورة وأهمية التوافق على ميثاق سياسى بين مختلف القوى السياسية الفاعلة فى المجتمع السودانى لضمان نجاح ما تبقى من فترة الانتقال المدنى الديمقراطي.
وقدّم حمدوك شرحا حول أولويات الفترة القادمة فى أهمية إنجاح الاتفاق السياسى للمحافظة على مكتسبات الفترة الماضية فى الاقتصاد والسلام والحريات العامة؛ مع أهمية استكمال المشوار بإجراء الانتخابات وبقية عمليات التحول الديمقراطى.
وفى غضون ذلك، أعرب أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، فى اتصالين هاتفيين مع البرهان وحمدوك عن دعم الجامعة للاتفاق السياسى واستمرار مساندتها للعملية الانتقالية فى السودان. وأكد الأمين العام لكل من البرهان وحمدوك وقوف الجامعة إلى جوار السودان حكومة وشعبا.
رابط دائم: