-
أهمية تكامل البنية التحتية بين دول الإقليم لضمان تعزيز التجارة البينية وحركة انتقال البضائع
-
< الانتهاء من دراسة جدوى مشروع ربط البحر المتوسط ببحيرة فيكتوريا خلال الدورة الحالية
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن تشجيع وجذب الاستثمار فى إقليم «الكوميسا» يتطلب بذل مزيد من الجهود من الدول الأعضاء والأمانة العامة لاستغلال المقومات الفريدة التى تحظى بها دول التجمع.
> السيسى خلال لقائه راجولينا على هامش القمة
ونبه الرئيس إلى أن نقص البيانات اللازمة للفرص الاستثمارية يشكل عقبة تحول دون تنمية الاستثمارات فى المنطقـة، قائلا إن مصر ستعمل على دعم وتشجيع الأمانة العامة للتعاون مع الدول الأعضاء، لإعداد قائمة واضحة بالفرص الاستثمارية، ليتم عرضها على مجتمع الأعمال ومؤسسات التمويل، للعمل على تنفيذها بما يسهم فى زيادة معدلات النمو الاقتصادى وتوفير مزيد من فرص العمل لمواطنى الإقليم.
جاء ذلك فى كلمة الرئيس السيسى أمس بخطاب تسلم مصر رئاسة تجمع السوق المشتركة لدول شرق وجنوب القارة الإفريقية «كوميسا»، خلال أعمال الدورة الـ 21 المنعقدة بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتى أشار فيها إلى أن التقدم المحرز فى التكامل الاقتصادى القارى قد صاحبه العديد من التحديات التى واجهتها دول الإقليم والعالم، بسبب جائحة كورونا.
وطالب الرئيس السيسى بتضافر الجهود المشتركة لمواجهة التحديات التى يشهدها الإقليم، وعلى رأسها جائحة كورونا، مشيرا إلى أن الاقتصادين العالمى والإقليمى شهدا العديد من التطورات منذ انعقاد القمة الأخيرة للكوميسا فى 2018.
وأضاف الرئيس، أنه على الرغم من الجهود المبذولة على المستويات الدولية والقارية والإقليمية لمواجهة جائحة كورونا، إلا أن الإقليم مازال يعانى من آثارها السلبية، وأن وتيرة التعافى منها تتسم بالبطء، الأمر الذى يضع على عاتق هذه القمة، العديد من المسئوليات التى يتعين تضافر الجهود المشتركة لمواجهة تلك التحديات.
وأشار إلى أن تضافر الجهود المشتركة يجسده عنوان القمة، وهو «تعزيز القدرة على الصمود من خلال التكامل الاقتصادى الرقمى الاستراتيجى»، لافتا إلى أنه بجانب التأثير المباشر للجائحة على صحة وحياة المواطنين، أثرت الجائحة على مختلف القطاعات الاقتصادية وبيئة الأعمال فى مختلف الدول الأعضاء، وأدت إلى تراجع الطلب والعرض الإقليميين، متأثرين بتراجع الطلب والعرض العالميين، وتأثرت كذلك سلاسل الإمداد والتوريد للعديد من السلع والبضائع.
واستعرض الرئيس السيسى فى كلمته، رؤية مصر التى تهدف لتعميق تكامل الأعمال بين دول الإقليم لتوسيع وتيرة التعافى الاقتصادى من جائحة كورونا، وذلك انطلاقا من هذه التحديات وفى ظل الدور المهم الذى تضطلع به الكوميسا كتجمع اقتصادى إقليمى يهدف إلى بلوغ التنمية المستدامة للدول الأعضاء، مؤكدا أن مصر تؤمن بأن تشجيع الأعمال، بمفهومها الشامل للأعمال التجارية والاستثمارية والإنتاجية، سيسهم بشكل كبير فى تسريع وتيرة التعافى.
وعوًل الرئيس السيسى، على المسئولية المشتركة لأعضاء التجمع من أجل وضع سياسات وخطط تحرك عاجلة وتيسير الأعمال وتشجيع القطاع الخاص على التكامل وفتح آفاق لتكامل الأعمال فى الإقليم، بما يسهم فى تحفيز الطلبين المحلى والإقليمى وزيادة المعدلات الإنتاجية، بما ينعكس بصورة إيجابية على معدلات التشغيل ومستوى معيشة المواطن فى الدول الأعضاء.
وقال الرئيس السيسى إن الرؤية المصرية لرئاسة تجمع دول شرق وجنوب القارة الإفريقية «كوميسا» استهدفت طرح عدد من المبادرات للمساهمة فى تعميق التكامل، فى عدد من القطاعات الاقتصادية، ذات الأولوية بين دول الكوميسا، على الأجلين القصير والمتوسط.
واستعرض الرئيس السيسى أهم ملامح رؤية رئاسة مصر للكوميسا، ففيما يتعلق بالتكامل التجارى الإقليمى، وإزالة العوائق الجمركية، قال إن مصر تؤمن إيمانا راسخا، بأهمية التكامل الإقليمى والقارى، وتسعى دائما لتنمية التجارة البينية، فى إطار هذا التكامل، مؤكدا أن مصر دأبت منذ انضمامها للكوميسا على تطبيق الإعفاءات الجمركية المتفق عليها، فى إطار منطقة التجارة الحرة، وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل.
وأكد الرئيس السيسى سعى مصر، بالتنسيق مع الدول الأعضاء والأمانة العامة، إلى العمل على إزالة أى عقبات، تحول دون قيام الدول الأعضاء، بتقديم الإعفاءات اللازمة فى هذا الصدد، حيث اقترحت وضع آلية لمراجعة السياسات التجارية للدول الأعضاء، بشكل دورى، وهو الأمر الذى سيسهم فى مشاركة الدول بفعالية لتطبيق الامتيازات الجمركية، فى إطار منطقة التجارة الحرة لإقليم «الكوميسا»، مؤكدا أن مصر ستسعى لمتابعة هذه الآلية، بالتعاون مع الأمانة العامة والدول الأعضاء.
وشدد الرئيس السيسى، على أن مصر ستولى اهتماما كبيرا بتعزيز التكامل القارى، فى إطار اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية والاستفادة من التقدم المحرز فى إطار التكامل الإقليمى للكوميسا فى دعم التكامل مع التجمعات الإقليمية الثلاثة (الكوميسا، وجماعة شرق إفريقيا، ومجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية «سادك»)، والعمل على تشجيع الدول الموقعة، على اتفاقية منطقة التجارة الحرة للتجمعات الثلاثة، للتصديق على الاتفاقية ليتم تطبيقها، ودخولها حيز النفاذ.
وفيما يتعلق بالتكامل الصناعى للإقليم، أوضح الرئيس السيسى أن تعاون دول التجمع لزيادة التجارة البينية يتطلب زيادة الإنتاجية والتعاون فى القطاعات التصنيعية المختلفة والاستفادة من الموارد المتاحة لدول الإقليم وقدرتها التنافسية فى زيادة الإنتاج الصناعى، لاسيما فى ظل التحديات التى فرضتها جائحة كورونا، والتى أثرت على سلاسل الإمداد الإقليمية والدولية.
وأشار الرئيس فى كلمته، إلى أن جائحة كورونا ستعمل على إعادة تشكيل هذه السلاسل، وفقا لقدرة الاقتصادات الوطنية على التعافى، ووفقا للمزايا والقدرات التنافسية المتاحة لديها، وهو الأمر الذى يمكن لدول «الكوميسا» استغلاله، لتعميق التعاون الصناعى المشترك.
وأوضح الرئيس أن مصر قامت بإعداد مبادرة التكامل الصناعى الإقليمى، بما يتوافق مع الإستراتيجية الصناعية للكوميسا (2017 - 2026 )، وأجندة التنمية الإفريقية 2063، وذلك بهدف مشاركتها مع الدول الأعضاء والأمانة العامة لوضع خطة تنفيذية لتحقيق هذا التكامل الصناعى، وزيادة الإنتاجية تحت شعار (صنع فى الكوميسا)، حيث تهدف هذه المبادرة، إلى دراسة الموارد المتاحة لدى دول التجمع والوقوف على المزايا النسبية المتاحة لديهم، لدمج القطاعات الصناعية المستهدفة، فى سلاسل القيمة الإقليمية والدولية.
ودعا الرئيس السيسى، قادة الدول الأعضاء والأمانة العامة لتجمع الكوميسا إلى العمل على استغلال هذه المبادرة، ووضع خطة تنفيذية لها على المديين القصير والطويل، لمساندة القطاع الصناعى ومجتمع الأعمال بالكوميسا.
وفيما يتعلق بالمحور الثالث لرؤية مصر ضمن رئاستها للكوميسا، المتعلق بالتكامل فى قطاعات البنية التحتية، أكد الرئيس السيسى حرص مصر على تكثيف التعاون مع الدول الأعضاء، والأمانة العامة ومؤسساتها، لدفع التكامل الاقتصادى فى قطاعات البنية التحتية، لاسيما النقل والطاقة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشيرا إلى أن مصر حققت طفرة كبيرة فى هذا الصدد، خلال الفترة الماضية وهى على أتم استعداد، للتعاون مع الدول الشقيقة بالكوميسا لتبادل الخبرات وتعزيـز التعاون المشـترك فى هـذه القطاعات أخذًا فى الاعتبار، أهمية تكامل البنية التحتية بين دول الإقليم لضمان تعزيز التجارة البينية، وحركة انتقال البضائع والسلع وعناصر الإنتاج، مؤكدا أن مصر ستعمل بكل جهد مع الدول الأعضاء والأمانة العامة لتشجيع مشروعات الربط البرى بين دول القارة وفى مقدمتها مشروع «القاهرة – كيب تاون» الذى يمر بأغلب دول إقليم «الكوميسا».
كما أكد الرئيس، سعى مصر خلال رئاستها للدورة الـ21 للـ «كوميسا»، إلى استكمال الجهود المبذولة للانتهاء من دراسة جدوى مشروع الربط بين البحر المتوسط وبحيرة فيكتوريا، كأحد المشاريع الطموحة لتسهيل حركة التجارة، وانتقال الأفراد بين دول الإقليم، مشيرا إلى أن مصر ستعمل على نقل خبراتها، فى قطاع الكهرباء والطاقة للدول الأعضاء، وتشجيع جميع المبادرات الرامية، لمواجهة التحديات التى تواجهها الدول الأعضاء، بشأن عجز الطاقة.
وبالنسبة للتكامل فى القطاع الصحى، أوضح الرئيس السيسى أن تداعيات جائحة كورونا أكدت أهمية التكامل الإقليمى والعمل المشترك لمواجهتها، والحفاظ على صحة المواطنين، وهو الأمر الذى ترى مصر أهمية قيام السوق المشتركة بدراسته على وجه السرعة والعمل على وضع خطة واضحة، لتنمية التكامل الإقليمى فى هذا القطاع فضلا عن مواءمة السياسات الوطنية لضمان سهولة نفاذ المنتجات الطبية والدوائية بين الدول الأعضاء، وحث الدول الأعضاء على المضى قدما لرفع الوعى لدى مواطنى إقليم الكوميسا، للاستفادة من اللقاحات الخاصة بمواجهة فيروس كورونا، لمنع تفشيه فى دول الإقليم.
وعن تحفيز مجتمع الأعمال بالسوق المشتركة، قال الرئيس السيسى إن مجتمع الأعمال، هو الفاعل الرئيسى وأهم مستفيد من معاهدة السوق المشتركة للكوميسا، مؤكدا أن مصر تولى اهتماما كبيرا لتذليل أى عقبات تواجه حركة الأعمال فى الإقليم، وتؤمن بأن تكامل الأعمال ضرورة ملحة لتسريع وتيرة التعافى من جائحة كورونا.
وشدد الرئيس السيسى فى كلمته، على أن مصر ستعمل خلال رئاستها للتجمع، على تشجيع جميع المبادرات، التى تسهم فى تيسير بيئة الأعمال خاصة المبادرات الهادفة للتحول الرقمى، والشمول المالى لخدمة الشركات الصغـيرة والمتوسطة، وكذلك المبادرات الهادفة، لتشجيع مشاركة سيدات وشباب الأعمال، فى عملية التكامل الاقتصادى، بالإضافة إلى تشجيع حركة الاستثمارات البينية للقطاع الخاص، فى القطاعات الإنتاجية المختلفة.
ولفت إلى أن مصر ستعمل كذلك على زيادة انخراط مجتمع الأعمال المصرى مع نظرائه من دول التجمع، للاستفادة من المزايا التى تتيحها الاتفاقية، أمام الشركات المصرية والشركات من الدول الأعضاء والعمل على تنمية التجارة البينية المشتركة وفقا لمبدأ المنفعة المتبادلة، التى تحقق المصلحة للجميع.
كما أكد الرئيس السيسى ثقته فى أن «الكوميسا» لديها الإمكانات والموارد والقدرات، التى تؤهلها للتغلب على التحديات الحالية، التى فرضتها جائحة كورونا، والمضى قدما فى مسيرة التكامل الاقتصادي، مضيفا أن مصر يسعدها أن تتولى رئاسة الكوميسا، فى هذا الوقت والعمل معا مع جميع الأطراف لتذليل المعوقات، واستغلال الفرص المتاحة، لتسريع التعافى من تحديات كورونا.
وشدد الرئيس على أن تنفيذ رؤية مصر لدفع التكامل الاقتصادى خلال رئاسة التجمع لن يأتى إلا بالتعاون المشترك بين جميع الدول الأعضاء، والأمانة العامة ومؤسساتها وشركاء التنمية، داعيا الدول الأعضاء إلى العمل معا لتحفيز الأعمال فى إقليم الكوميسا، والتغلب على التحديات الراهنة، بما ينعكس بالإيجاب على مستوى معيشة ورفاهية شعوب التجمع.
واختتم الرئيس كلمته، معربا عن شكره لثقة دول الكوميسا فى مصر لرئاسة التجمع، خلال الفترة القادمة، داعيا الله أن يوفق دول التجمع فى هذه المهمة، بما يعود بالنفع على شعوب دولها الشقيقة.
كما ألقى الرئيس كلمة ترحيبية بقادة ورؤساء حكومات الدول الأعضاء بتجمع الكوميسا ــ فى الجلسة الأولى الخاصة بتسلم رئاسة المنظمة ــ أكد خلالها أن تطورات جائحة «كورونا»، والإجراءات الاحترازية حالت دون استقبال جميع أعضاء التجمع، مما دفع لوضع آلية لعقد القمة بمشاركة حضورية محدودة، معربا عن أمله فى أن تحل القمة القادمة، وقد حفظنا الله من هذه الجائحة.
وتقدم الرئيس السيسى فى كلمته بالشكر للرئيس أندريه راجولينا، رئيس جمهورية مدغشقر على ما بذله من جهود صادقة خلال تولى بلاده رئاسة «الكوميسا» وعلى الإنجازات الملموسة التى تحققت بالتبعية، لتعميق التكامل الاقتصادى الإقليمي، مؤكدا أن مصر ستعمل بكل جهد، خلال رئاستها للسوق المشتركة للبناء على ما تقدم، بما يحقق آمال شعوب الدول الأعضاء.
كما رحب الرئيس السيسى برؤساء الدول والحكومات الذين يرأسون وفود بلادهم لأول مرة، متمنيا لهم التوفيق والسداد ومتطلعا للعمل معهم لتعزيز التكامل الاقتصادى الإقليمي، كما تقدم بالشكر للأمانة العامة للكوميسا على حرصها الدائم، لمتابعة تنفيذ المعاهدة المنشئة للسوق المشتركة، وعقد الاجتماعات بصورة منتظمة والعمل فى ظروف استثنائية، بسبب التحديات التى فرضتها جائحة «كورونا».
واختتم الرئيس كلمته بالتأكيد على ثقته بأن الاجتماع سيخرج بتوصيات عملية بناءة لخدمة أهداف التكامل الاقتصادى الإقليمي، مجددا ترحيب مصر، حكومة وشعبا، بالوفود المشاركة، متمنيا لهم جميعا النجاح والتوفيق.
وتسلم الرئيس السيسى، فى الجلسة الافتتاحية أمس، أدوات سلطة القمة ورئاستها من «أندريه راجولينا» رئيس مدغشقر ورئيس الدورة السابقة للتجمع الاقتصادى، عقب إعلان الأخير عن تشكيل هيئة المكتب الجديدة، برئاسة مصر، وجمهورية ليبيا نائبا، وجمهورية مدغشقر مقررا عاما.
رابط دائم: