وسط قمم عالمية هنا وهناك لمناقشة أزمة تغير المناخ واحترار الأرض، لا يلتفت كثيرون إلى الأطفال وأهمية تسليحهم بالوعى البيئى اللازم للتعامل مع واقعهم الحالى والمستقبلى بالكفاءة المنشودة، خاصة مع تأكيد منظمة «اليونيسيف» التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من مليار طفل حول العالم يعانون بالفعل من الآثار بالغة الخطورة المترتبة على تغير المناخ.
فوفقا للمنظمة الدولية، ينمو هؤلاء الأطفال فى عالم يزداد خطورة من حولهم على نحو يهدد صحتهم وتغذيتهم وتعليمهم وتنميتهم، بل بقاءهم فى المستقبل، لافتة إلى أنهم باتوا يعانون بالفعل آثار الظواهر المناخية المتطرفة، مصحوبة بضعف الخدمات الأساسية المقدمة لهم مثل جودة المياه والهواء.
ومن هذا المنطلق، بادرت بعثة الاتحاد الأوروبى فى القاهرة، بالتعاون مع السفارة الألمانية والشركة القابضة لمياه الشرب، وبمشاركة نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية اللواء إبراهيم عبد الهادى، بتنظيم أول فاعلية أعدت خصيصا للأطفال بحديقة الأزهر بهدف تنمية وعيهم البيئى بالمناخ وقضاياه، وذلك تحت مسمى «ملتقى أطفال المناخ»، حيث شارك الأطفال فى عدد من المسابقات والأنشطة المختلفة كالرسم والغناء والاستماع للقصص وغيرها التى دارت جميعها حول المناخ وكيفية الحفاظ على البيئة من أجل سلامة كوكب الأرض.
كما حرص الحاضرون، فى كلماتهم المقتضبة، على التشديد على أهمية التبكير فى تنمية الوعى البيئى لدى المجتمع، بدءا من مرحلة الطفولة لتصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة حول المناخ وقضاياه، وتنمية حث التعامل السليم مع الموارد البيئية على اختلافها كالمياه والطاقة وغيرهما.
البادرة، وإن كانت الأولى فى القاهرة، إلا إنها تعد انعكاسا لاتجاه عالمى متصاعد حول ضرورة عدم إغفال الأطفال فى الحرب العالمية ضد تغير المناخ، إذ خرجت الكثير من الدراسات، وقدم الخبراء للآباء والمعلمين فى المدارس ما يشبه «خريطة طريق» لضمان التعامل الصحيح مع الأطفال فى هذا الصدد، ولا سيما فى مراحل الطفولة الأولى، وأجمعوا على أهمية شرح العلوم بشكل مبسط للغاية فيما يتناسب مع وعى الأطفال فى تلك المرحلة. ولفت الخبراء إلى أن الأطفال فى عمر الخمس والست سنوات لن يكونوا قادرين على فهم أزمة الانبعاثات الكربونية، ولا درجة حرارة الأرض الآخذة فى الارتفاع عاما تلو الآخر، لذا اقترحوا أن تكون البداية مثلا من شرح تغير فصول السنة والاحتفال لدى التحول من فصل لآخر، ليكون ذلك أساسا سليما فيما بعد لشرح إشكالية تغير المناخ.
كذلك، شدد الخبراء على أهمية الثناء دوما على كل فعل إيجابى يقوم به الطفل حيال البيئة، كغلق المصباح الكهربائى لدى مغادرة الغرفة، أو الذهاب إلى المدرسة سيرا على الأقدام، أو بالدراجة، بدلا من السيارة، وهو ما بدأ أطفال وشباب كثيرون يقومون به بالفعل فى مصر، مؤكدين أن الأطفال يتحمسون لتقديم المزيد والأكثر دوما، عندما يرون الإعجاب فى عيون ذويهم ومن حولهم حيال ما يقومون به.
إحدى أهم النصائح أيضا كانت التأكيد على أن العالم يعمل جاهدا الآن لتخطى الأزمة، أو ربما للتقليل من حدة آثارها، وليس تقديم حقائق مجردة صادمة للأطفال عن المستقبل الذى ينتظرهم، وهذا هو التناول الأفضل الذى يجب اتباعه مع من سيكون مستقبل الكوكب أمانة فى يده خلال سنوات من الآن.
رابط دائم: