رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

لندعهم يتفلسفوا .. تجربة الإماراتية هيا القاسم لتعريف الأطفال بالفلسفة

الشارقة ــ هبة عبد الستار
هيا القاسم

دائما ما تدور أفكار نمطية حول سيرة الفلسفة عند طرحها، لكن ماذا يمكن أن يحدث عندما يدرسها الأطفال؟ وهل هى مادة مناسبة للأطفال بالأساس؟ قررت كاتبة الأطفال الإماراتية ومدربة مهارات التفكير للطفل، هيا القاسم، خوض تجربة جديدة عبر تأليف سلسلة مخصصة لتبسيط الفلسفة للأطفال واليافعين، وتقديم ورش عمل وحوارات لتعويض ندرة كتب الفكر والفلسفة الموجهة للطفل.

خلال 3 سنوات؛ قدمت القاسم أكثر من 30 ورشة حوارية عن الفلسفة للأطفال واليافعين، ضمن مبادرات ثقافية وتربوية مخصصة للارتقاء بعقل الطفل ووعيه، وتحاول من خلال كتبها تحفيز «ثقافة السؤال» لدى الأطفال.

التقت «الأهرام» القاسم التى أكدت أهمية الفلسفة ووجودها فى حياة الطفل، وتأثيرها على تشكيل وعيه بشكل إيجابى يمكنه من التعبير السليم عن نفسه ومشاعره وقبول الآخر، مشيرة إلى أن الفلسفة مادة محرضة للعقل والتفكير وتسهم فى بناء شخصية مستقلة متمكنة.

وتضيف القاسم أنه بعد إدراج مادة الفلسفة ضمن المناهج الدراسية أخيرا بالإمارات بكافة المراحل بدءا من الابتدائية، أصبح لدى الأسر تخوف من تلك المادة بسبب المفهوم المغلوط الشائع عن الفلسفة. ولذلك سعت ككاتبة أطفال ومؤثرة لتقديم الفلسفة بشكل صحيح. وتوضح أن الفلسفة بالأساس هى علم التفكير. وأن الحاضر يشهد طرح الأطفال لعشرات الأسئلة. وتضيف: «من بين أسباب بطء أو فشل العلاج السلوكى للأطفال،عدم قدرتنا على فهمهم بشكل صحيح، مما دفعنى لإصدار سلسلة (فلسفيشن) التى بدأتها بثلاثة كتب تضم مائة سؤال تلح على اليافعين. وبعد نجاحها، جاءنى طلب بإعداد كتاب مماثل للأطفال بين عمرى الخامسة والعاشرة،فأصدرت (فلسفيشن جونيور)».

ومن أبرز الأسئلة التى تناولتها السلسة، كانت حول مفهوم الله، والإيمان، والعلاقة بين العقل والتفكير، وغيرها.

وتلفت إلى أنها أتبعت تلك الكتب بكتاب آخر هو «فلسفة الأحاسيس»، حول فلسفة المشاعر والأحاسيس والانفعالات، والتى ترى القاسم: « أنها من أكثر الأشياء التى نحتاج أن نفهم أطفالنا من خلالها، وأن نفهمهم أيضا التفريق بين المشاعر والانفعالات المختلفة كى يعبروا عن أنفسهم بشكل صحيح».

وتوضح صاحبة «فلسفيشن» قائلة: «عندما نسأل الطفل ما الفرق بين الشعور بالخجل والإحراج لا يعرف، وكذلك الفرق بين العزلة والوحدة، حتى إننا ككبار وراشدين بعضنا لا يدرك الفارق بين الخجل كشعور نتيجة لموقف إيجابى، بينما الإحراج يأتى نتيجة لمواقف سلبية، وأن العزلة هى قرار شخصى يجلب الراحة النفسية والسعادة، والوحدة هى مجموعة من المشاعر السيئة التى يمكن أن تؤدى لعواقب وخيمة وتدفع الشخص نحو الاكتئاب».

وتؤكد القاسم أن فهم الطفل لتلك المشاعر يؤثر فى قدرته على التعبير، ويجعل التواصل معه أسهل، لافتة إلى أنها صممت صفحات كتبها وأسئلتها لتكون تفاعلية وتخلق حوارا إيجابيا بين الأسرة ككل، وتتيح حرية التعبير وإثارة التفكير لدى الجميع.

وعن أصعب الأسئلة التى وجهت لها من الأطفال خلال ورش العمل، توضح القاسم أنه سؤال عن الموت ووجهه طفل فى الرابعة من عمره، حتى إن أسرته اندهشت كثيرا. وحاولت فى إجابتها التوضيح للطفل أن الإنسان يتطور منذ وجوده فى مرحلة الجنين وحتى موته، وأنه بالموت قد يتقابل لاحقا مع أصدقائه وأهله الذين رحلوا قبله.

وتلفت إلى أن تلك التساؤلات ستجعل الأطفال يوقنون أن السؤال حق ضرورى لهم ويؤهلهم لاتخاذ قرار صائب سواء بمقارنة آرائهم بآراء الآخرين حولهم، أو حتى بالتعبير الواثق عن قناعاتهم وتبريرها. وذلك يجعل للطفل شخصية منفتحة وقادرة على تقبل الرأى الآخر. فالفلسفة ستدفع الطفل لممارسة حقه دائما فى الشك والسؤال والدهشة والتأمل.. إذن. فلم لا ندعهم يتفلسفون؟.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق