بعد ما يقرب من عام من الإعداد له، أقرت اللجنة الوزارية لشئون التشريع في الكنيست الإسرائيلي مشروع قانون قدمه وزير العدل جدعون ساعر، يقيد ولاية رئيس الوزراء بـ «ثمانية» أعوام. ويُنظر إلى مشروع القانون على نطاق واسع على أنه يستهدف رئيس الوزراء السابق بنيامين نيتانياهو، الذي أطاح به الائتلاف الحاكم الجديد بعد 14 عامًا في منصبه مما جعلها أطول فترة لرئيس حكومة إسرائيلية، متجاوزًا حتى ديفيد بن جوريون. لكن هل حقا يستهدف هذا المشروع شخصا بعينه؟ وهل إقرار مثل هذا التشريع من شأنه إحداث إصلاح حقيقي؟.
في حقيقة الأمر، هذا القانون لن يقضي على احتمال عودة نيتانياهو، زعيم حزب الليكود وزعيم المعارضة الحالي، للحكم، نظرا لأنه لن يطبق بأثر رجعي. ومع ذلك، يختلف هذا القانون عن مشروع قانون آخر ينوي ساعر تقديمه يمنع أي نائب متهم «بجريمة خطيرة» من أن يصبح رئيسا للوزراء وهو ما يريده ساعر أن يدخل حيز التنفيذ قبل الانتخابات القادمة. وهذا التشريع تحديدا، في حالة إقراره، سيمنع نيتانياهو من العودة إلى السلطة حيث أنه ملاحق قضائيا حاليا بتهم فساد. صحيح أن التشريع الأول يلقى ترحيبا واسعا سواء للتخلص من أمثال نيتانياهو للأبد أو لعدم سيطرة منهج سياسي واحد على مجريات الأمور بالبلاد، لكن أيضا الديمقراطيات البرلمانية لا تحد من فترة رئاسة الوزراء ولكنها تترك للجمهور حرية تقرير من سيخدمهم. فهكذا انتخب المواطنون الألمان مرارًا وتكرارًا مستشاريهم هيلموت كول وأنجيلا ميركل لفترات استمرت 16 عامًا.
الأهم من ذلك، إن ساعر كان من أوائل المنشقين عن الليكود العام الماضي بعد أن تحدى نيتانياهو على زعامة الحزب واعتزل الحياة السياسية لفترة حتى أنشأ حزبه الجديد. وحذر من أن البقاء في السلطة لفترة طويلة يهدد حرية الأمة وأخلاق شعبها ويؤدي إلى الفساد.
ولأن التشريع الأول لن يطبق بأثر رجعي، فبذلك ينتفي عنه النظرة الحالية بأنه يخدم أهدافا شخصية، وهو ما يرفضه الجميع بمن فيهم ألد أعداء نيتانياهو وحتى رئيس الوزراء الحالي نفتالي بينيت.
لكن التشريع الثاني، ورغم أنه يقف وراء مبدأ هام، لكنه يستهدف بوضوح فردًا واحدًا وهو نيتانياهو الملاحق قضائيا لكن لم تتم إدانته بعد ، وبالتالي يُفترض أنه بريء. ولذلك يفضل المعارضون أن يدخل القانون حيز التنفيذ بعد ثلاث سنوات من الآن ، بمجرد معرفة مصير نيتانياهو القانوني. و يروج ساعر للتشريع الثاني بكل قوته ما وضعه في عين العاصفة، حيث يقول البعض إن عداءه الشخصي لنيتانياهو هو سبب سعيه للانتقام. أما نيتانياهو، فلم يفقد الأمل في العودة، ويحلم بانتخابات مبكرة قد تعيده مجددا إلى سدة الحكم، قائلا: «سيعود الليكود مجددا، قد يستغرق الأمر أسابيع أو سنوات ولكن في نهاية الأمر سنعود».
رابط دائم: