رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هنا القاهـرة

تحقيق ـــ هند مصطفى عبدالغنى [ إشراف : علا عامر]
المسلة الفرعونية يحيط بها الكباش الأربعة ترسم لوحة حضارية فى ميدان التحرير

المدينة « الأجمل» فى القرن العشرين تخوض معارك تجديد الشباب

 

 

 

  • د.ياسمين فؤاد: خطة لتحسين الهواء وخفض التلوث 50% خلال 10 سنوات
  • د. أحمد يسرى : العاصمة «الجديدة» فى مصلحة « القديمة»
  • د.خلف الميرى : القاهرة مصممة على طراز «باريسى» .. ونافست العواصم الأوروبية

 

«هى مدينة عظيمة أجمع المسافرون غربا وشرقا وبرا وبحرا، على أنه لم يكن فى المعمور أحسن منها منظرا ولا أكثر ناسا ولا أصح هواء، ولا أعذب ماء، ولا أوسع فناء» .. لم نجد أفضل من كلمات الرحالة «ابن الوردى»، لتختصر لنا سطورا كثيرة بل صفحات كانت تستحق أن نفردها لنشاركه وغيره من الرحالة والمؤرخين منظومة الاعجاب وكلمات الغزل فى جمال» القاهرة» التى كانت ومازالت قبلة الوافدين من كل أنحاء مصر بحثا عن فرصة أفضل، فى كل شىء، وهى بدورها لم تمانع أن تلعب هذا الدور واحتملت راضية كل هذا العبث بطرزها المعمارية ومبانيها التاريخية، وشوارعها النظيفة، وهوائها العليل.. ولكن آن الأوان لنتوقف ونكتب لننبه، ونقول: «هنا القاهرة» التى تستحق منا أن نفعل الكثير لنمحو ما وقع فى حقها طوال هذه السنين.

«أجمل مدينة» ربما لا يصدقنا أحد عندما نقول إن هذا كان لقبا انتزعته «القاهرة» بعد منافسة شرسة مع عواصم أوروبية مثل باريس وبرلين .. ولكن هذه هى الحقيقة كما وردت على لسان الدكتور خلف الميرى، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، بكلية البنات بجامعة عين شمس، مستطردا: كان هذا فى أوائل القرن العشرين وتحديدا فى عام 1925 حيث حصلت العاصمة على وسام أجمل وأنظف مدينة فى حوض البحر المتوسط وأوروبا، بناء على توافر عدد من المعايير والشروط والمقومات التى تؤهلها لهذه المرتبة المبهرة، وكان ذلك يبدو وكأنه أمر عادى، لأن القاهرة الخديوية وقتها كانت فى أوج جمالها، وكانت سكنا للطبقة الارستقراطية وكبار المسئولين، وكان كل شىء فيها خاضعا لنظام لايمكن خرقه منذ أن استحدث الخديو إسماعيل القاهرة الخديوية، فقد وزعت الأراضى، ووضعت مدة محددة للبناء وبمواصفات معينة مما أوجد حالة من التناسق المعمارى والجمال والحفاظ على هذا الإطار المعمارى، بشروط حددتها الدولة فى ذلك الوقت وساعد وجود المجالس البلدية أو( البلديات القديمة) على تنفيذ القانون للحفاظ على هذا الشكل الجمالى، إذ كانت تلزم كل فرد بالنظافة أمام بيته والقيام بأعمال التجميل والتشجير بل والإنارة، حيث كانت تتبارى الحارات فى النظافة والمظهر الجميل.


د. ياسمين فؤاد - د. خلف الميرى

يصف د. الميرى كيف كانت أحوال مناطق مثل منطقة الأزبكية القديمة وحديقة الأزبكية وجاردن سيتى الفخمة بـ«الفيلات» والحدائق والبنايات العريقة، ومنطقتى المنيرة والمبتديان برونقهما حيث لم تكن قد تسربت إليها العشوائيات مطلقا إذ كانت القاهرة، محافظة على جاذبيتها التاريخية بشكلها وطرزها المعمارية ولم تكن البنايات الإسمنتية التى عرفناها فيما بعد موجودة، واستمرت القاهرة على هذا النحو الرائع.. مساحات خضراء وبنايات حضارية وشوارع مخططة وواسعة ونظيفة وهادئة، فى القاهرة الخديوية ( منطقة وسط البلد الآن ) بداية من العتبة وميدان التحرير إلى جاردن سيتى وقصر عابدين كل هذا كان على طراز باريس المعمارى وأيضا منطقة العباسية ومصر الجديدة فلكل منهما طراز معمارى معين ومنطقة الزمالك كانت تحوى قصورا وبساتين والدقى من المناطق القديمة أيضا، ولم تكن بالكثافة السكانية الحالية، ومنطقة شبرا كانت متنزهات قديما إلى أن تغيرت أحوال القاهرة بسبب الكثافة السكانية والاضطرار إلى تغيير شكل المبانى المعمارية القديمة إلى العمارات والكتل الإسمنتية الحديثة وهدم الفلل والقصور القديمة وبناء أبراج سكنية حديثة أدت إلى حالة من التلوث المعمارى وظهرت هذه الحالة بقوة أكثر بعد استحداث مفهوم التحول الاشتراكى والانفتاح الاقتصادى عام 1974 وهذا أدى إلى ظهور طبقات وفئات تبحث عن الكسب السريع وامتلاك الثروة وشراء مبانى الفيلات القديمة والأراضى والبناء عليها دون أى اعتبارلقيم الجمال والعراقة المتوارثة فى مصر

ويضيف: لو تأملنا المشهد التالى لهذه الصورة الجميلة لوجدنا على سبيل المثال منطقة الأزبكية بحدائقها تحولت إلى أسواق وكذلك الموسكى والعتبة والغورية التجارية والشوارع المتسعة ضاقت بعد زيادة أعداد السكان، وأصبحنا نعانى تلوثا معمارياً يصدم أبصارنا أينما وجهناها.

هواء سيئ السمعة

أين القاهرة ؟ هذا سؤال كان قد طرحه الكاتب الصحفى عبدالله عبدالسلام، فى مقال له كله حسرة على حال القاهرة الحالى، مقارنة بما كان، موضحا أنه كلما طالع تصنيفات من تلك التى اعتادت على نشرها المواقع العربية والأجنبية عن الأفضل فى العالم، وتحديدا المدن؛ من ناحية أكثرها جمالا ونظافة فلا يجد القاهرة لا فى المراكز الأولى ولا حتى المائة، ثم يضيف: تظهر مدينتنا العريقة التى كانت متصدرة فى منافساتها القديمة مع باريس وبرلين ولندن، فى قوائم أخرى من نوعية؛ الأكثر ضوضاءا وتلوثا وازدحاما !

السمعة السيئة تطارد بالفعل هواء القاهرة الكبرى، الذى كثيرا ما صُنف بأنه الأكثر تلوثا، ومابين مخلفات عوادم وسائل النقل.. وحرق النفايات، والمخلفات الزراعية، والانبعاثات المختلفة فى مجالى الصناعة والطاقة فضلا عن الغبار والأتربة.. تتوزع الاتهامات وراء وصول هواء العاصمة لتلك المرحلة المؤسفة، الأمر الذى لا تقتصر تداعياته على الصحة فقط، رغم أهميتها القصوى، بل تمتد إلى جوانب أخرى من بينها الاقتصاد، وحسبما جاء بتقرير للبنك الدولى ضمن دراسة عن تكلفة التدهور البيئى، أن تلوث الهواء فى القاهرة الكبرى كبد الاقتصاد المصرى 47 مليار جنيه فى عام 2017 أى بما يعادل 1.35 من إجمالى الناتج السنوى.. وبالطبع هناك حلول نلمسها جميعا فى هذا الجانب، منها تشجيعات ومغريات تقدمها الدولة لإحلال السيارات القديمة، ومنها تشجيع المزارعين بشراء قش الأرز بدلا من حرقه، حيث كان ولسنوات طويلة متهما رئيسيا فى اختناق القاهرة الكبرى كل عام فى فصل الخريف بسبب تلك السحابة الرمادية التى تغلف هواءها وتثير المتاعب لدى مرضى الحساسية خاصة الأمراض الصدرية، والتى اختفت أخيرا من سمائنا.

تفاصيل أخرى ذهبنا نبحث عنها لدى وزارة البيئة بصفتها الجهة الأكثر اختصاصا بتلوث هواء القاهرة والتى تعطى اهتماما طويل الأمد بهذه القضية، عبرت عنه خطة العمل الخمسية التى تتماشى مع الجهود المستمرة فى تطبيق التشريعات البيئية القائمة – كما قيل لنا - حيث إن نوعية الهواء تمثل إحدى القضايا الرئيسية فى قانون البيئة رقم 4 لسنة 1994 لكون ملوثات الهواء ذات تأثير مباشر على الصحة العامة، ويمكن من خلال متابعة تركيزاتها تقييم نوعية الهواء وتشمل هذه الملوثات: اكاسيد النيتروجين وثانى اكسيد الكبريت وأول اكسيد الكربون والجسيمات العالقة اقل من 10 ميكرومتر.

ووفقا للدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، فإن الوزارة أعدت مخططا يتضمن محاور وسياسات للتحكم فى تلوث الهواء والبيئة الهوائية المحيطة يتضمن الأنشطة الموجهة لتحسين جودة الهواء ودعم جهود رصد وتحسين نوعية الهواء، كما أنه ولأول مرة يتم وضع هدف محدد بالأرقام فى إطار الإستراتيجية القومية للتنمية المستدامة «مصر 2030» « حيث تهدف الحكومة المصرية إلى خفض التلوث بالجسيمات الصلبة إلى 50% بنهاية عام 2030 .

وتتمثل رؤية وزارة البيئة لحماية الهواء من التلوث وتحسين جودة الهواء فى تطبيق سياسات طويلة الأمد للتحكم فى مصادر التلوث مع الأخذ فى الاعتبار مدى الصعوبة التى تواجه هذا التحدى لارتباطه بتحديات أخرى على الأرض تعيق هذا الأمر، لكونها تعتمد على أنشطة وسياسات مرتبطة بعدة قطاعات مؤثرة تشمل المخلفات والنقل بجانب قطاعى الصناعة والطاقة، بالإضافة إلى محور الرصد البيئى ومحور التشريع البيئى. وفى ظل الخطوات التى تتخذها مصر لتسريع الانتقال إلى نموذج تنموى شامل ومراع للبيئة وأكثر استدامة، والذى نتج عن اهتمام غير مسبوق من الرئيس عبدالفتاح السيسى والحكومة المصرية برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى بملف البيئة، ووضعها على قائمة أولويات الحكومة المصرية لتحقيق التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 بما يضمن مستقبلا أفضل للمواطن المصرى فتم العمل خلال السنوات الماضية على تحسين جودة الهواء من خلال مجموعة من الخطط والسياسات التى استهدفت تحسين نوعية الهواء بالتعاون مع كافة الوزارات والجهات المعنية من خلال وضع منظومة لتوفيق أوضاع مكامير الفحم النباتى فى أماكنها حيث بلغ عدد النماذج المطورة التى تم تركيبها والإنتاج منها حتى أكتوبر الماضى ( 235) نموذجا مطورا بالاضافة الى عدد 11 مصنعا لإنتاج الفحم النباتى المضغوط كما تم تطوير آلية تمويلية من خلال بروتوكول تعاون بين وزارتى البيئة والتنمية المحلية وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر عن طريق اتاحة قروض ميسرة بمنحة (20%) مقدمة من وزارة البيئة لمساعدة أصحاب المكامير فى أعمال التطوير وتقديم تمويل لعدد 16 مستثمرا بمبلغ (5490743)جنيها بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات ريادية، لنشر ثقافة النقل المستدام فى مصر، وتشجيع استخدام المواطنين للمواصلات العامة، وترك سياراتهم وأيضا اعتماد منهجية للحد من حرق المخلفات الزراعية، بالتعاون مع الجهات المعنية مما أدى إلى تجنب انتشار ما يقارب (25000) طن من ملوثات الهواء المختلفة.وتوضح وزيرة البيئة أنه تم زيادة عدد محطات الشبكة القومية لرصد نوعية الهواء لتبلغ (114) محطة رصد على مستوى محافظات الجمهورية بزيادة (25%)، كما زادت عدد الكيانات المرتبطة بشبكة رصد الانبعاثات الصناعية لتبلغ (85) منشأة صناعية ومحطة كهرباء بعدد نقاط رصد بلغ (404) نقاط رصد، بالإضافة إلى زيادة عدد محطات الرصد بالشبكة القومية لرصد الضوضاء إلى (38) محطة رصد .

كما تم البدء فى تنفيذ «مشروع تحسين جودة الهواء ومكافحة تغير المناخ بالقاهرة الكبرى» بتمويل قدره (200 مليون دولار) بهدف تحديث نظام رصد جودة الهواء، بالإضافة إلى دعم إدارة المخلفات الصلبة فى القاهرة الكبرى بما فى ذلك إنشاء مدفن متكامل لإدارة المخلفات وإعادة تأهيل مدفن أبو زعبل، علاوة على المساهمة فى تقليل انبعاثات المركبات من خلال دعم تجربة النقل الكهربائى فى القطاع العام والبنية التحتية له. وقد أسهمت الجهود المبذولة فى خفض أحمال التلوث من الأتربة الصدرية العالقة فى الهواء فى القاهرة الكبرى والدلتا بنسبة (25%) مقارنة بعام 2015

الأعلى كثافة

تعد القاهرة من أكثر المحافظات زيادة فى عدد سكانها، ووفقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء فى مصر، فإن عدد سكان محافظة القاهرة وحدها بلغ 10,1مليون نسمة وهو ما يساوى عدد سكان دولة أوروبية مثل المجر 9٫6 مليون نسمة أو سويسرا التى يبلغ عدد سكانها 9٫5 مليون نسمة، وإذا كنا نتحدث عن القاهرة الكبرى فإننا نضيف إليها عدد سكان محافظة الجيزة والذى يبلغ 9.3 مليون نسمة، وكذلك القليوبية وعدد سكانها ستة ملايين نسمة

العاصمة الحضارية

الانتقال الفعلى للحى الحكومى بالعاصمة الإدارية الجديدة يبدأ وفقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بدءاً من شهر ديسمبر المقبل، كفترة انتقالية تجريبية لمدة 6 أشهر تأتى عقب انتهاء المرحلة التجهيزية الحالية لمقار ومنشآت الحى الحكومى .. فكيف نرى تأثير هذا على عملية تطوير القاهرة، إذ معروف أن من أعبائها أنها تحتمل مقار لكل الوزارات والمصالح الحكومية تقصدها يوميا أعداد هائلة من المواطنين..الدكتور أحمد يسرى الأستاذ بكلية التخطيط الاقليمى والعمرانى بجامعة القاهرة يوضح لنا أن انتقال الهيئات والمصالح الحكومية والوزارات من منطقة وسط البلد الى العاصمة الإدارية الجديدة سوف يقلل من الزحام والضغط على المرافق الذى طالما عانته القاهرة كثيرا، ويشير إلى خطأ من يتصور أن هذا النقل سوف يقلل من أهمية القاهرة، أو أنه يعطى رسائل بذلك، فالحقيقة أن هذا بالعكس سيسمح بتطوير القاهرة القديمة بصورة اكبر لتكون هى العاصمة الثقافية والحضارية التى تحوى المتاحف والمناطق السياحية والتاريخية


د. هايدى شلبى

د. هايدى شلبى :  

  القاهرة الخديوية .. تطوير دون تغيير

«حكاية شارع» و«عاش هنا» لانعاش الذاكرة المصرية

 

لعلنا نفهم سر روعة القاهرة التاريخية أو الخديوية نسبة إلى الخديوى إسماعيل صاحب فكرة البدء فى إنشاء وتخطيط منطقة وسط البلد، والتى كانت وقتها منطقة (برك) غير قابلة للسكن، لأنها مغطاة بالمياه بسبب زيادة الفيضان، حيث كلف المعمارى الفرنسى (بولفارد هوسمان) - الذى قام بتخطيط باريس - بهذه المهمة، وفى سنة 1876 بدأ الإنشاء فى منطقة وسط البلد وتخطيطها لتستوعب الأنشطة الجديدة إذ تم بناء دار الأوبرا والنوادى، بشكل معمارى على غرار أوروبا، وعمد «هوسمان» إلى تصميم ميادين مركزية بينها شوارع وفى هذا الوقت اجتذبت المنطقة كبار المعماريين للبناء فى القاهرة، مما أنتج طرزا معمارية رائعة جدا تناسب تطور الحركة العالمية المعمارية وتدمج بين الثقافتين الأوروبية والعربية، وأدى إلى ظهور متحف مفتوح من العمارات يعبر عن كل الطرز المعمارية .. كانت هذه لمحة تاريخية أصرت الدكتورة هايدى أحمد شلبى رئيس الإدارة العامة للحفاظ على المبانى التراثية بالجهاز القومى للتنسيق الحضارى التابع لوزارة الثقافة على تقديمها لنا قبل أن تدلف معنا لتفاصيل تطوير هذه القاهرة الخديوية، والأعمال الموسعة التى تشهدها منطقة وسط البلد بصفتها قلب القاهرة الحديثة الذى يحتاج لضخ دماء التجديد فى عروقه الأصيلة، مضيفة: لا يمنع إنشاء المدن الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة وانتقال الهيئات الحكومية إليها الدولة من الحفاظ على التراث الأصلى وإعادته كما كان، مشيرة إلى العمل بميدان التحرير والذى تم على مستويين: الأول: التصميم العمرانى، والثانى: تطوير الواجهات مع إزالة كافة التعديات او المخالفات على واجهات العقارات والمحلات التجارية، والتى شوهت المشهد سابقا لتتوافق فى شكلها الجديد مع تواجدها فى منطقة تراثية .



تضيف: «نعمل الآن فى ميدان مصطفى كامل وميدان طلعت حرب وشارع قصر النيل، ونعمل على ترميم كل العمارات التراثية وإزالة كل المخلفات والتعديات بشكل يتناسق مع قيمتها التراثية مشيرة إلى انه يتم تنفيذ خطة لتوحيد الواجهات بكل الشوارع من حيث الألوان والخطوط الخاص بلافتات المحلات، وتوضح أن كل خطوات وتفاصيل عملية التطوير تسير وفقا لهدف واحد هو إعادة منطقة وسط البلد إلى شكلها الأصلى دون اجتهادات، والمرحلة القادمة ستكون من ميدان مصطفى كامل إلى ميدان الأوبرا ثم حديقة الأزبكية ومحيطها .. لم تقتصر زيارتنا لمقر التنسيق الحضارى بمنطقة القلعة على هذه المعلومات، بل علمنا تفاصيل أخرى حول مجهودات تساوى مجهود الحفاظ على التراث، ألا وهى: رفع الوعى بقيمة التراث من خلال مشروع (ذاكرة المدينة) الذى يندرج تحته عدة مشروعات أخرى، منها مشروع (عاش هنا) الذى تم إنشاؤه منذ أكثر من خمس سنوات من خلال وضع (لافتات) على مساكن وبيوت أكثر من 570 شخصية فى مجالات مختلفة ثقافية وفنية وسياسية وعلمية، منهم المخرج السينمائى حسن الامام، والمهندس حسب الله الكفراوى والحاج محمود العربى والفنان سميرغانم وزوجته دلال عبدالعزيز والاعلامية ملك اسماعيل، والموسيقار كمال الطويل وغيرهم ممن أثروا الحياة الثقافية فى مصر لتعريف النشء الجديد بهم وباسهاماتهم،وتشمل ذاكرة المدينة أيضا سلسلة من الإصدارات التى تحمل نفس الاسم، قام بتأليفها عدد من أساتذة الجامعة المتخصصين فى هذا المجال تتحدث عن قيمة المناطق التراثية فى مصر وهذه الكتب تباع من خلال منافذ صندوق التنمية الثقافية التابعة لوزارة الثقافة كما يتضمن المشروع الجولات التراثية (خرائط مصممة مجانية) التى تساعد السائر فى المنطقة وأيضا مشروع (حكاية شارع) حيث يتم وضع (يفط زرقاء)تعريفية فى الشارع من خلالها اسم الشخص الذى تم تسمية الشارع باسمه وتم عمل لوحات لأكثر من 300 شارع.







> الحفاظ على الشكل القديم لمبانى ممر بهلر وشارع قصر النيل


عاش هنا


عاش هنا

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق