رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فضلت «ريتا» ورفضت «مارلين» «تلميذة حسن الإمام».. هند رستم تزور السيدة نفيسة «متخفية»

كتبت ــ هنـد رأفـت
هندرستم وحديث خاص مع عباس محمود العقاد > صورة أرشيفية لـ «الأهرام»

لم تكن الفنانة هند رستم، التى تحل هذه الأيام ذكرى ميلادها، تفضل لقب "مارلين مونرو" رغم أنه لازمها طوال مسيرتها وفترة توهجها، وحتى بعد اعتزالها وابتعادها. فقد كانت "هنومة" التى تتنقل بخِفة ودلع بين عربات القطار، و"الراهبة" التى بدأت بحال وانتهت بحال، و"كريمة" التى تعاطف معها عشاق "إنجى وعلي" رغم محاولتها التفريق بينهما، هى "عزيزة" بنت الريس حنفى التى اختارت لنفسها لقب "ريتا هيوارث الشرق" دون أن تفصح عنه أبدا.

كانت هند رستم ( 12 نوفمبر 1931- 8 أغسطس 2011) ترى أنها أقوى تمثيلا وحضورا من "مارلين مونرو" وكما صرحت لصديقها المقرب، الكاتب الصحفى أيمن الحكيم فى إحدى المرات: "لو بإيدى كنت أختار يتقال عنى ريتا هيوارث الشرق" والأمر نفسه قالته عن لقب "ملكة الإغراء" الذى كان يزعجها نظرا لإتقانها أداء العديد من الأدوار البعيدة تماما عن مساحة "الإغراء" التى قدمت من خلالها حوالى ثمانية أفلام.

وعن علاقة الصداقة التى جمعت بين "هند" و"الحكيم" تحدث لـ «الأهرام» مبتسما عن علاقة بدأت بالتواصل المعتاد بين صحفى وفنانة، إلى صداقة قوية ممتدة لسنوات طويلة. لقاءات عديدة دفعت بتساؤلات الصحافة جانبا ليحل محلها أحاديث الأصدقاء المقربين لساعات، الأمر الذى أثار فضول "بسنت رضا" -الابنة الوحيدة لهند رستم- لسؤاله عن مكالماتهما الهاتفية لوقت طويل، ليعلق مؤكدا أن أحاديثها كانت شيقة وممتعة.

يرى نفسه محظوظا بحماسها وموافقتها على إجراء سلسلة حوارات اقترحها عليها وهو صحفى تحت التمرين بالكواكب، ذلك الاقتراح الذى كان يتضمن أسئلة عن أهم 10 رجال فى حياة هند رستم، فأجابت بضحكة كانت تأشيرة دخول لحياة الفنانة هند رستم.

يرى الحكيم أنها كانت تمتلك "خـلطة" من البساطة واللطف والكبرياء والاعتزاز بتاريخها ونفسها، مشيرا إلى أن هذا الخليط كان يظهر فى كثير من المواقف تذكر منها وقت اختيار الفنانة فاتن حمامة نجمة القرن العشرين قائلا: "لم تكن غيرة كما ظن البعض ولكنها رأت فى ذلك ظلما لنجمات الجيل كله، فقد كانت ترى أن الكثيرات منهن جديرات بهذا اللقب" أما عنها هى، فقد كانت ترى فى تاريخها من التنوع والاختلاف ما يجعله مميزا، وأنها كانت أكثر جرأة فى اختيار الأدوار التى لم يكن ليقترب منها غيرها.

وبعيدا عن الفن وكواليسه يحكى "الحكيم" "كانت دايما تختار مواعيد الساعة 8 و9 صباحا وكان بالنسبة لى بدرى جدا، لكن كان لازم أروح، فمن هذا الذى يمكنه أن "يفوِّت" موعدا مع هند رستم؟!".

ويوم ميلادها كان له بعض الطقوس سواء بزيارة الفنان سمير صبرى كل صباح يوم 12 نوفمبر أو الاحتفال العائلى البسيط فى آخر اليوم.

"هند" كانت ضد فكرة تسجيل المذكرات نظرا لارتباط تاريخها بآخرين كانت ترى عدم أحقيتها فى ذكر ما يخصهم أو تناول حياتهم الشخصية ضمن أحداث حياتها التى ارتبطت بهم. ولكن حوارتها مع الحكيم بالإضافة إلى انطباعاته عنها تحققت فيما يشبه المذكرات التى نشرت بكتاب "ذكرياتى.. هند رستم" والذى صدر بعد وفاتها بسنة تقريبا.

ويرى أن من أهم الأحداث التى وقعت لها وكانت سببا فى منحها الكثير من السعادة، هو اختيار أحد أشهر النقاد الأمريكيين لها ضمن أشهر النجمات فى القرن العشرين، حيث كانت النجمة العربية الوحيدة بالقائمة العالمية التى انتقاها وذلك قبل وفاتها، مضيفا إلى أن هذا الناقد تواصل معها بشكل شخصى للتهنئة وأصبح على اتصال بها حتى وفاتها.

وأشار إلى رغبتها فى ترجمة الفصل الذى كتبه عنها ونشره قائلا: "كانت بتتمنى إن ده يحصل وأنا اعتبرت ده وصية وعملت كده".

وإذا كانت هذه وصية غير معلنة استشعرها "الحكيم" ونفذها، فقد كانت لها وصية أخرى واضحة ومُعلَنة وهى خروج جنازتها من السيدة نفيسة التى كانت تعشقها وتزورها "متخفِّية".

وعن كواليس قرار الاعتزال ودوافعه يقول "الحكيم" إنها قررت الاعتزال بعد أن لاحظت الكثير من التغييرات التى طرأت على أجواء الوسط الفنى وتقاليده التى لم ترغب يوما أن تحيد عنها، الأمر الذى كان دفعها للتفكير فى الابتعاد خاصة وإنها على حد قولها "تربية مدرسة الأستاذ حسن الإمام كما كانت تُلقِّبه دائما.

ويروى أحد المواقف التى لمس فيها طريقة تفكيرها ورُقى أفعالها حين سألته عن هند صبرى وطلبت منه رقمها، وفسرت الأمر بموقف جمعها بها صدفة أثناء تصوير "هند صبري" لفيلم "جنينة الأسماك" بمنطقة بالزمالك بالقرب من منزل هند رستم التى كانت تجلس فى شرفتها ولمحتها "هند صبري" التى أشارت إليها فظنت أنها واحدة من معجباتها لتكتشف فيما بعد أنها بطلة الفيلم، فقالت للحكيم "اتحرجت، ولازم أكلمها اعتذر لها".

ويشير إلى أن أحب أدوارها إليها فيلم "الراهبة" بسبب المجهود الكبير الذى بذلته فى أداء الشخصية، وكذلك فيلم "كلمة شرف" وسعادتها الأكبر بردود الفعل عليه والتعديلات التى طالت القوانين بسببه، كما كانت تتحدث دائما عن فيلم "باب الحديد" وتعترف بعدم نجاحه جماهيريا ولكنها كانت تراه علامة سينمائية تم استيعابها فيما بعد، وكذلك فيلم "إشاعة حب".

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق