رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قناطر «الهويس وجهينة» بسوهاج.. تطوير مع إيقاف التنفيذ

سوهاج ــ بلال عبد العظيم
قناطر «الهويس وجهينة»

  • المحافظ: خطة للترميم والبدء فى إزالة المخلفات والتعديات
  • رئيس مدينة جهينة: تم إعداد ملف كامل لعرضه على المحافظ
  • رئيس حى غرب: علاقتنا بقناطر «فم السوهاجية» إدارية فقط وهى تابعة للآثار

 

قناطر «فم السوهاجية» .. أو ما يعرف بـ«هويس سوهاج» إحدى نوادر المنشآت المائية التاريخية التى انشأها محمد على باشا  عام  1840  والمسجلة بوزارة الآثار كأثر مائي، وعلى غرارها قناطر الطليحات بمركز جهينة التى يرجع تاريخ إنشائها إلى عهد الخديو إسماعيل .. كلتاهما اصابتها الشيخوخة وتكاثرت التعديات عليها بالمخلفات تارة والبناء من قبل الاهالى تارة اخرى وانشاء مركز لشباب الرى تارة ثالثة .. الأمر الذى دفع الشباب والرياضة للعرض على وزارة الاثار تطوير قناطر «الهويس» على نفقتها مقابل عدم ازالة النادى وايجاد صيغة فنية لمعالجة المخالفة وعدم تأثيرها على القناطر .. وبناء عليه تم تشكيل عدة لجان اخرها عام 2019م، وعلى الرغم من ذلك لم يتم التنفيذ حتى الآن.. وما زالت قناطر الهويس وقناطر جهينة تنتظر أعمال الترميم والتطوير للقيام بدورهما على الوجه الأكمل .. لتحويلها إلى مزار سياحى.

قصة إنشاء قناطر الهويس يرويها المهندس احمد الشطوري، رئيس حى غرب سوهاج قائلا: إن قناطر «فم السوهاجية » تتكون من 21 عينا ويبلغ اتساع كل عين ٣ أمتار معقودة بعقود نصف مستديرة ارتفاع العقد 6 أمتار ويبلغ عمق الفتحة ٦ أمتار وتحمل هذه العقود على البغال الحجرية ويعلوها الدروة التى تتوج القناطر من الجانبين ويبلغ طول جسم القناطر ١٢٠ مترا وعرضها ٨٫٤٠ متر وينتهى من الناحيتين الشمالية والجنوبية الى سلالم نصل منها الى مستوى العقود .

ويضيف المهندس احمد ان قصة انشاء القناطر تعود الى عهد محمد على باشا عام١٨٤٠وكانت تسمى فم السوهاجية، وذلك عندما ضرب الفيضان البلاد وأدى الى غرق أكثر من ٨٠٠ قرية على مستوى الجمهورية مما دفع احمد باشا طاهر حاكم دار الوجه القبلى الى رفع تقارير للحكومة  فتم إنشاؤها ثم تم تسجيلها  بوزارة الآثار عام ٢٠٠٢ كأثر اسلامى وان كل علاقة القناطر بالحى أنها تقع فى دائرته الإدارية فقط لكنها تابعة لوزارة الآثار وإشراف الري، ونظرا لأهمية القناطر تم تشكيل لجنة مختصة انتهت بالموافقة على طلب وكيل وزارة الشباب والرياضة بتطوير ورفع كفاءة  القناطر على نفقة مركز شباب الرى وتحت اشراف وزارة الآثار، وذلك نظرا لأن النادى مقام على الجهة الغربية للقناطر ومخالف لارتفاع المبانى .

وكانت خطة التطوير المزمع تنفيذها ــ والكلام لرئيس حى غرب سوهاج ــ تتمثل فى رفع المخلفات والردم الموجود من الجهة الشرقية للقناطر حتى سور كلية التعليم الصناعى وازالة الحوائط التى تم بناؤها بين فتحات الهويس من اسفل وكذلك هدم مخزن البوتاجاز القديم والكافيتريات المجاورة للقناطر والتى اقامها الاهالى منذ سنوات طويلة وتركيب اضاءة اسفل الهوبس لجعله مزارا سياحيا واقامة سياج حديدى حول الملاعب الموجودة بجوار القناطر من جهة الغرب مع فرشها بنجيلة صناعية وذلك لتجميل الموقع وكذلك إقامة بوابة حديدية من جهة الشرق بعد رفع المخلفات والأحجار المتساقطة من جسم الهويس وإعادة تركيبها كما قررت اللجنة المشكلة ايضا مخاطبة التفتيش المختص وكذلك مخاطبة مديرية الطرق والكبارى وادارة مرور سوهاج واقامة حواجز على بداية القناطر الأثرية ونهايتها لعدم مرور النقل الثقيل بارتفاع ٢٫٥ متر على القناطر لخطورة ذلك عليها وقصر المرور على السيارات الصغيرة والمشاة..

وأشار مسئول من الاثارــ فضل عدم ذكر اسمه ــ الى انه على الرغم من موافقة اللجنة المشكلة عام ٢٠١٩م على عرض وكيل وزارة الشباب والرياضة تطوير ورفع كفاءة الهويس على نفقتهم نظرا لكون النادى مخالفا للقرار رقم ٩٠ الصادر من المجلس الاعلى للآثار والذى يقضي  بألا تزيد الارتفاعات على ثلثى المبنى فى حين ان المركز يتكون من أربعة طوابق الا ان الشباب والرياضة لم تنفذ التزامها بالترميم والتطوير للقناطر الأثرية للحفاظ عليها كأثر مهم حتى الآن .

اما عن قناطر الطليحات بدائرة مركز جهينة فيؤكد المصدر ان المياه كانت تصل اليها حتى التسعينيات ثم انقطعت عنها  وتعرضت لبعض التلفيات فى الدعامات الناتجة عن إزالة البوابات الحديدية وهى الآن مردومة واصبحت موقعا لوضع المخلفات ومستقرا للحشرات رغم أنها لا تزال بحالة إنشائية سليمة ويمكن ترميمها وضمها لهيئة الاثار كأثر مائى نادر وذلك وفقا لتقرير لجنة مكونة من هيئة الآثار ومديرية الرى وإدارة المتابعة الميدانية والتفتيش المالى والإدارى بديوان محافظة سوهاج والوحدة المحلية لمركز ومدينة جهينة .. وباتت القناطر تحتاج الى الاسراع فى عمليات الترميم قبل تزايد التلفيات بها .

واضاف ان هناك ملفا كاملا عن القناطر تم فيه وضع الموقع على خريطة مساحية وإرساله  للمجلس الأعلى للآثار لضم القناطر لقطاع الاثار الا ان لجنة المراجعة  انتهت الى رفض ضم القناطر للقطاع على أساس ان المستوى الفنى لها لا يرقى لمستوى التسجيل وتم عرض الموضوع على اللجنة الدائمة للآثار وقررت هى الأخرى ان قناطر الطليحات لا ترقى لمستوى التسجيل  واقترح المصدر ضم القناطر للمنشآت ذات  الطراز المتميز وذلك بهدف الحفاظ عليها .

اما المهندس احمد البدرى رئيس مدينة جهينة فقال ان قناطر جهينة تعد من المعالم التاريخية حيث يعود تاريخ إنشائها إلى عهد الخديو إسماعيل فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر وتتكون من١٦ بوابة قناطر أمامية ، بطول ٨٠ مترا وارتفاع ٨ أمتار وهى تحمل طابعا معماريا فريدا ذا قيمة تاريخية وحضارية ونظرا لأهميتها فإنه سيتم بالتنسيق مع الرى والاثار والجهات المعنية اعداد ملف كامل لعرضه على اللواء طارق الفقى محافظ سوهاج .

اما اللواء طارق الفقى محافظ سوهاج  فأكد أنه فى إطار الحفاظ على المناطق الأثرية بالمحافظة فانه يتابع ويعمل باهتمام على تنفيذ خطة تطوير وترميم قناطر الهويس وفقا لتقرير اللجنة المختصة  للحفاظ على القناطر التى تعد اثرا مائيا نادرا والوحيد الذى أدرج ضمن قطاع الاثار لما يمثله من طراز معمارى تاريخى فريد وقال انه تم تكليف الوحدة المحلية لمركز ومدينة سوهاج والوحدة المحلية لحى غرب الواقع فى نطاقها قناطر الهويس بضرورة البدء فورا فى إزالة الأتربة والمخلفات والتعديات الواقعة هناك وتجميل المنطقة المحيطة به وإقامة كافيتريا للزائرين وإنشاء حديقة عامة وحديقة لألعاب الأطفال لوضعه على الخريطة السياحية للمحافظة .

وشدد المحافظ على سرعة إزالة الردم عن الأجزاء المغمورة بقناطر الطليحات بجهينة واستكشافها مرة أخرى بالتنسيق بين الوحدة المحلية وتفتيش رى طهطا، وإزالة كل التعديات والمخالفات من هذه المنطقة ذات الطابع التاريخى المميز مؤكدا ضرورة الحفاظ على هذه القناطر وترميمها كقيمة تراثية وقومية للمحافظة وانه سوف يقوم بمخاطبة الدكتور خالد العنانى وزير الآثار من جديد لبحث امكانية ضمها للهيئة لتكون إضافة مهمة للآثار فى سوهاج فى إطار خطة وضع المحافظة على خريطة السياحة المحلية والعالمية .

واخيرا يبقى السؤال .. هل سيتم تطوير هويس سوهاج ام انها كانت وعودا فى الهواء وكلاما للاستهلاك المحلى فقط؟.. وهل ستستجيب وزارة الآثار لضم قناطر جهينة وتطويرها .. ام سيبقى الحال على ما هو عليه ؟

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق