الرئيس: تذليل العقبات أمام الشركات الفرنسية لزيادة استثماراتها فى مصر
ثمن الرئيس عبدالفتاح السيسى، المستوى المتميز للعلاقات الثنائية والإستراتيجية بين مصر وفرنسا فى مختلف المجالات، خاصة على الصعيد السياسى والاقتصادى والتجارى والعسكرى، معربا عن الحرص على استمرار التشاور مع الرئيس الفرنسى بشكل دورى، سواء فيما يتعلق بموضوعات التعاون الثنائى وتعميق الشراكة المصرية ـ الفرنسية، أو اتصالا بالموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
جاء ذلك خلال مباحثات الرئيس السيسى، أمس، فى قصر الاليزيه بباريس، مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون.
وأشار الرئيس السيسى خلال اللقاء إلى النتائج المثمرة التي أسفرت عنها الزيارات الرئاسية المتبادلة بين الجانبين، فضلا عن الزيارة الأخيرة لرئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى إلى فرنسـا فى أكتوبر الماضى، واجتماعه خلال الزيارة بكبار المسئولين الفرنسيين، وكذا رؤساء ومسئولى كبرى الشركات الفرنسية من مختلف القطاعات لمناقشة مشروعات هذه الشركات فى مصر، مؤكدا عزم الحكومة المصرية على تهيئة الظروف المواتية للشركات الفرنسية لزيادة استثماراتها فى مصـر وتذليل أي عقبات قد تواجهها، ومشيدا باتفاقيات التعاون الثنائى التى تم التوقيع عليها بين الجانبين خلال هذه الزيارة.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة بأن اللقاء تناول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة، خاصة فى قطاعات السكك الحديدية، وتوطين صناعة السيارات الكهربائية، وتطوير الموانئ والطيران المدنى والطاقة ومعالجة المياه والبنية التحتية والسياحة.
كما أشاد الرئيسان بالعلاقات العسـكرية المصـرية الفرنسية، والتى تعد من أبرز المظاهر التى تميز علاقات البلدين بعد إبرام العديد من صـفقات التسليح المهمة خلال السنوات الأخيرة، مع الإعراب عن التطلع لمواصلة تعزيزها.
كما تطرقت المباحثات كذلك إلى استعراض سبل تنسيق الجهود مع مصر بشأن تسوية الأزمة فى ليبيا، خاصة فى ضوء انعقاد المؤتمر الدولى حول ليبيا في باريس، وكذا كون مصر من أهم دول الجوار لليبيا، وجهودها الصادقة لدعم المسار السياسي الليبى، من خلال العديد من الفعاليات التى استضافتها مصر مع جميع أطياف الرموز الليبية، وفي إطار مسار التسوية الأممية، حيث تم التوافق حول الاستمرار فى تضافر الجهود المشتركة بين مصر وفرنسا سعيا لتسوية الأوضاع في ليبيا على نحو شامل ومتكامل يتناول كل جوانب الأزمة الليبية، وصولاً إلى انعقاد الانتخابات المرتقبة في ديسمبر المقبل، وإخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضى الليبية، بما يساعد على استعادة الأمن والاستقرار في البلاد، ويحافظ على موارد الدولة ومؤسساتها الوطنية بعيدا عن أى تدخلات خارجية.
كما تم التباحث حول الحاجة إلى تعظيم التعاون الثنائى بين البلدين في مجابهة الجماعات الإرهابية على الساحات المحلية والإقليمية والدولية، خاصة بإفريقيـا، سواء من خلال دعم عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، أو مساندة التحركات الدوليـة فى هذا الصـدد، وذلك فـى ظـل تـنـامى وتيـرة التدخلات الأجنبية غير المنسقة التي تؤدى لتعقيد الحلول الرامية لحلحلة أزمة انتشار الجماعات الإرهابية.
وأكد الرئيسان كذلك أهمية تعزيز التعاون الأورومتوسطي بين مصر والاتحاد الأوروبى، وذلك فى ظل المتغيرات ذات الاهتمام المشترك والأزمات الحالية التي تشهدها الساحة الدولية، صحيا وبيئيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، بهدف العمل على تحقيق الاستقرار والنمو لدول المنطقة والدول المجاورة، فضلاً عن تحجيم تدفقات الهجرة غير الشرعية إلى دول حوض البحر المتوسط.
من جانبه، رحب الرئيس الفرنسى فى مستهل المباحثات بزيارة الرئيس السيسى لباريس، مشيدا بالتطور النوعى فى العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا في جميع المجالات، والتي انعكست فى الزيارات المكثفة المتبادلة على أعلى مستوى بين كبار المسئولين بالبلدين، ومؤكدا تطلع بلاده لتعظيم التعاون الثنائى خلال الفترة المقبلة وتعزيز التنسيق السياسى وتبادل الرؤى بشأن مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك، خاصةً فى ضوء أن مصر تعد أحد أهم شركاء فرنسا بالشرق الأوسط، وما تمثله من ركيزة أساسية للاستقرار والأمن بالمنطقة.
كما أكد الرئيس ماكرون حرص فرنسا على دعم الإجراءات الطموحة التى تقوم بها مصر سعيا للنهوض بالاقتصاد وتحقيق التنمية الشاملة، خاصة من خلال زيادة الاستثمارات ونقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطين الصناعة الفرنسية، أخذا فى الاعتبار إشادات المؤسسات الاقتصادية الدولية بأداء الاقتصاد المصرى.
رابط دائم: