رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

زوكربيرج.. ملك من القرون الوسطى

هند السيد هانى
زوكربيرج - ميتا

فى عام 2011، وصف جوليان أسانج مؤسس موقع «ويكيليكس»، «فيسبوك» بأنه «أكبر آلة تجسس مروعة اخترعت على مدار التاريخ». قد يبدو رأيا وجيها لدى البعض، فموقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعى يضم نحو 2 مليار مستخدم، يقومون بمشاركة بياناتهم وتفاصيل حياتهم يوميا عليه، حتى أن البعض شبه مستخدمى الموقع بالشعب ومارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذى لشركة «فيسبوك»، بملوك القرون الوسطى. فهو الذى يحدد ما يراه المستخدم على صفحته باختيار المنشورات «ذات الصلة» دون التزام بترتيب توقيتها الزمنى، كما أنه هو من يصنف الموضوعات «الأكثر شيوعا» وبالتالى يملك تأثيرا كبيرا لتوجيه المستخدمين كما يساعد على نشر الأخبار الكاذبة وسائر المحتويات غير القانونية، ويلجأ لأنماط ظلامية لحث المستخدم على الإفصاح عن المزيد من بياناته الشخصية. وإلى جانب ذلك، فهو الذى يملى شروط الاستخدام والخصوصية، ويتحكم فى بيانات المستخدمين التى يمكن تجميعها واستغلالها سياسيا أو اقتصاديا. هذه البيانات التى أصبحت توصف بأنها«بترول العصر»، لكن البترول ينضب  والبيانات فلا. ولاينفى «فيسبوك» أنه يتلقى طلبات مستمرة من حكومات حول العالم للحصول على بيانات بعض المستخدمين، وينشر الموقع تقارير دورية عن حجم هذه الطلبات، ناهيك عن فضائح الاستغلال السياسى لهذه البيانات بشكل غير قانونى.

وقد تعرضت عدة وسائل إعلام عالمية لظاهرة واجهت العديد من المستخدمين شخصيا الذين شعروا بتنصت «فيسبوك» عليهم حينما يقومون بنشاط ما ثم يواجههم بسيل من المعلومات تتعلق بهذا النشاط.  وبررت بعض هذه الوسائل ذلك بأن ذلك يحدث من خلال رصد عادات المستخدم فى التصفح والمواقع التى يفضل المستخدم زيارتها، إضافة إلى تعقب كل «ضغطة إعجاب» يقوم بها المستخدم. لكن هذه المبررات وقفت عاجزة أمام فضائح انتهاك الخصوصية التى لاحقت «فيسبوك». وفى المقدمة، تأتى فضيحة «كامبريدج أناليتيكا»، شركة الاستشارات السياسية البريطانية التى تمكنت من الوصول لبيانات نحو 87 مليون مستخدم على «فيسبوك» دون موافقتهم. وثارت مزاعم بأنه تم استخدامها للتأثير نفسيا على الناخبين الأمريكيين فى 2016. ودفعت هذه القضية، التى تفجرت عام 2018، المفوضية الفيدرالية للتجارة الأمريكية لتغريم «فيسبوك» 5مليارات دولار عام 2019، إلى جانب عقوبات أخرى فى بريطانيا وكندا. ومع التطور التكنولوجى المستمر يصعب التكهن بمدى خصوصية بيانات المستخدمين فى المستقبل. فقد كشف تقرير لشبكة «ذا فيرج» التقنى المتخصص أن «فيسبوك» تجهز حاليا أنظمة ذكاء صناعى يمكنها أن ترى وتسمع وتتذكر كل ما يفعله مستخدموها. وبحسب أسانج، فإن مستخدمى «فيسبوك» يقدمون خدمات مجانية للمخابرات الأمريكية التى تملك القدرة على الوصول إلى بياناتهم وتستخدمها وتمارس من أجل ذلك ضغوطا قانونية وسياسية كبيرة. ولا يبدو أن استدعاءات الكونجرس الأمريكى المتكررة لزوكربيرج، تقدم تفسيرا واضحا حول وقوف الحكومة الفيدرالية الأمريكية مكتوفة الأيدى أمام سلطات «فيسبوك» المطلقة فى مواجهة مستخدميها؟

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق