رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

موريس لوبلان .. صاحب «اللص الظريف»

كتب ــ وسام أبوالعطا
> موريس لوبلان

جرت العادة أن يختار الآباء طريقا لأبنائهم مغايرا تماما لما أعدته لهم الأقدار. وهكذا تحديدا بدأت قصة الكاتب الفرنسى الكبير، موريس لوبلان، المولود فى 11 ديسمبر 1864 بمدينة روان الفرنسية فقد رفض الشاب موريس العمل بصناعة آلات صناعة الصوف، والتى رشحها له والده.

كان موريس لوبلان مفتونًا بأساطير السحرة، ومغامرات «الفايكنج» واستمر فى تطوير معرفته العميقة، وحبه لمحيط مدينته «روان» والمعروفة باسم «باى دو كو» فكان يعمل فى واحد من مصانع روان نهارًا، ويمارس الكتابة فى أوقات فراغه. ونهاية الأمر، استطاع الشاب، المفتون بالكتابة، مغادرة بلدته إلى باريس لدراسة القانون وامتهان الكتابة.

وهناك بدأ العمل كصحفى فى العديد من الإصدارات وأولها صحيفة «لو فيجارو» وذلك حتى أطلق القدر إشارته، فقد وصلت موجات الهوس بروايات «شارلوك هولمز» لصاحبها الكاتب الأسكتلندى سير آرثر كونان دويل، إلى فرنسا. وكردة فعل، أطلق الناشر بيير لافيت مجلة جديدة باسم «أعرف كل شيء». وكلف لوبلان بكتابة سلسلة من قصص الجريمة، يكون بطلها من قلب شعب فرنسا ويحمل الكثير من خصال أهلها، على أن يكون على غرار ذكاء وواسع معرفة «شرلوك هولمز» البريطانى.

واستطاع لوبلان، بعد بحث منهك، أن يتوصل إلى شخصية تتطابق مع مطلب الناشر، فكان «أرسين لوبين». وبمزيج أدبى مميز، جاء لوبين يجمع بين مهارات اللص، وذكاء ونبل أهل إرساء القانون، فكان هدف مغامراته ليس تحقيق الثراء أو الانتقام من خصومه، وإنما يساهم أحيانا فى الكشف عن الجريمة، وتعقب الجناة، وتقديمهم للعدالة. وقد تحدى أرسين لوبين أبرز رجال الشرطة والمفتشين الفرنسيين والأمريكيين والبريطانيين فى زمنه، حتى أطلق عليه لقب «الرجل ذو الألف وجه» لقدرته الهائلة على التنكر.


> الحلقات الفرنسية «لوبين» أحدث استلهام لابداع لوبلان

ظهرت أولى روايات أرسين لوبين عام 1907 بعنوان «أرسين لوبين .. اللص الظريف» فكان خير تعارف مع القراء، إذا وجدوه لصا واسع الحيلة يختفى عند اللزوم، ويظهر فى الوقت المناسب بمهاراته المتجددة فى مواجهة المنحرفين. ويقال إن شخصية لوبين قامت على سيرة ماريوس جاكوب ( 1879- 1954) البحار الفرنسى المعروف بمغامراته فى عوالم السطو والسرقة، وذكائه الحاد وتعاطفه مع ضحاياه فى بعض الأحيان. أغرت تلك السمات منتجى السينما بتقديم لوبين فى العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات الكرتونية.

ومثلما كان الحال مع آرثر كونان، وعلاقته المعقدة بصنيعة يديه « شارلوك هولمز» أصابت الغيرة قلب لوبلان من استحوذ أرسين لوبين على قلب مشروعه الأدبى. ولكنه لم يمتلك جرأة كونان، الذى قتل «شارلوك هولمز» فى إحدى رواياته. فقد خضع لوبلان لسطوة لوبين، وأنتج له 21 عملا ما بين روايات طويلة وقصص قصيرة حتى حقبة الثلاثينيات.

نال لوبلان «وسام الشرف» لخدماته فى مجال الأدب. وكان الأديب الفرنسى قد قدم للعالم قبل «اللص الظريف» كتابه الأول عام 1901 تحت عنوان « الحماس». وقرب نهاية حياته ، قدم روايتيه: «العيون الثلاثة « و»الحدث المدهش» وكلتاهما فى مجال الخيال العلمى وبعيدا عن ظل أرسين لوبين. توفى لوبلان قبل ثمانين عاما فى مثل هذا اليوم، السادس من نوفمبر عام 1941.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق