رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

د. محمد حسن عبدالله: أفكر فى نفســى يوما ناقــدا.. ومكافأة عبد الناصر غيرت مجرى حياتى

حوار ــ مــى الـخــولى [تصوير ــ هاشم أبو العمايم]
د. محمد حسن عبدالله

  • لدينا نقاد لم يصلوا إلى حد الإبداع واستقلال الشخصية
  • كتابة قصة واحدة أفضل عندى من عمادة كلية
  • محفوظ رفض الجلوس فى مقهى توفيق الحكيم بعد وفاته
  • الحكيم كان أظرف من مقالاته عشرات المرات
  • نجيب محفوظ أرسل لى خطابًا بدأه بـ «سيدى الدكتور» وشربت «العِرق» مع الحكيم
  • كتبت على مجلة حائط الجامعة أن العقاد قليل الذوق إثر غمزه على أحمد شوقى فى مؤتمر قدّمه طه حسين
  • أكثر من 70٪ من البحوث النقدية فى شمال إفريقيا منقولة أو مفبركة.. وشباب النقاد يترجلون «وقلبهم جامد كأنهم يتكلمون شرعى» وهم نقلة
  • نحن أمام موجات نقدية وليست مناهج.. وزمن محمد غنيمى وشوقى ضيف انتهى


كان العقاد مدعوا لحفل يقدمه طه حسين احتفاء بأحمد شوقى، وإذ بالعقاد يقف ويقول إن شعر شوقى مصطنع وشعر حرفة وليس موهبة، ومن دون الحضور جميعا، طالب بالفرقة الأولى يعلق فى اليوم التالى على حائط الجامعة، مقالا ينتقد فيه فعل العقاد ويصفه بـ «قليل الذوق»، ليثير غضب طلبة الليسانس فمن يكون هو لينتقد اسما كالعقاد؟

بعد شهور قليلة من الواقعة، كان طالب الفرقة الأولى مدعوا لتسلم ميدالية طه حسين الذهبية لفوزه بالجائزة الأولى على الجمهورية العربية المتحدة عن قصته الأولى سطوحى، وفى فترة قليلة بدأ تجربته فى كتابة الرواية، فكتب «الشعلة وصحراء الجليد»، ليحصد بها الجائزة الأولى للرواية من المجلس الأعلى للفنون والآداب، لكن قرارا من الرئيس جمال عبدالناصر بصرف 7 جنيهات ونصف كمنحة تفوق للطلبة المتميزين، لفت انتباه ابن قرية تمى الأمديد عن الكتابة، لينشغل بالتفوق، ويتحقق له ما أراد، لكنه حين انتهى لم يجد إلا فرصة للعمل كمعيد فى اللغة أو النحو، وهو مالم يرده، فقد كان ينتظر فرصة فى الأدب، وفشل فى اللحاق ببعثة إلى السوربون لأن المجمع اللغوى رشح آخر، فحزم أمتعته وسافر إلى الكويت مقموصا من مصر، معتبرا نفسه من أيتام الحظ فيها.

وفى نهار تال، كان جمال النهرى أحد شخوص ثلاثية نجيب محفوظ الحقيقيين، يلح عليه أن يكتب عن الإسلام فى أدب نجيب، لتبدأ علاقة الناقد بالأديب، وليكون شريك محفوظ والحكيم جلساتهم فى بترو والشانزلزيه، وليكتشف أن الحكيم منفتحا أكثر من نجيب وأنه أكثر ظُرفا مما يكتب بعشرات المرات، رغم مشاكسته له دائما بقوله: «انت يا جدع يا بتاع الكويت»، إذ قضى بها 25 عاما، يوثق ويصنف آدابها، ويكتب فى الحركة الثقافية الكويتية مالم يكن مكتوبا قبل وصوله، حصل على العديد من الجوائز وكثيرمن التكريم فيها، لكنه يقولها بغصة:» مصر كبيرة جدا، اللى يتقمص منها يتفلق، فمهما علا أى من أبنائها، من يكون إلى جوار مصر؟!، مصر تاريخ وعظمة ومستوى لا يبارى،

لكنها لم تصالحنى على الإطلاق، وإلى الآن لم أشعر أننى حصلت على حقى، لكننى يئست، ولم يعد فى العمر بقية، ولست وحدى، فهناك قامات ومبدعون لم يكتشفوا إلا بعد رحيلهم، حين يصبح الجو محايدا تجاههم، ويجىء جيل لا يحمل لهم ضغينة».. الناقد د.محمد حسن عبدالله فإلى نص الحوار معه:



بدأت حياتك الأدبية فائزا بالجائزة الأولى فى مسابقة نادى القصة للقصة القصيرة، وكنت وقتها طالبا جامعيا، فكيف أصبح القاص ناقدا؟

كأستاذ جامعى درّس النقد الأدبى طيلة 50 عاما، بين جامعات الكويت ومصر، أستطيع أن أقول اننى لم أفكر فى نفسى يوما ناقدا، وإنما مبدعا، وهذا الهبوط الإجبارى فى مسار حياتى كان بسبب مكافأة الرئيس عبدالناصر للطالب المتفوق والتى لم يكن من السهل التضحية بها من أجل كتابة قصة؟!.

ومع ذلك، ظل المبدع مؤثرا على سلوكى، فلم أحب يوما شغل أى منصب إدارى، لأن الإدارة مسئولية والتزام، والفنان «بتاع سرحان، يخلص فقط لهوائيات الإبداع»، وظللت طوال مراحل عمرى بعدها أرى أن كتابة قصة يقرأها 30 فردا ولو على سبيل مجاملتى، أحسن عندى من عمادة الكلية، وظل أسلوبى حكائيا ولقطاتى شخصية أكثر مما هى نقدية موضوعية صارمة تنتمى للمفكر فلان والأديب علان، فكل هذا لا يشغلنى، أو بالتعبير اللبنانى «كل ده على صُرمايتى»، استغناء وليس استهتارا.

هل انتهى زمن د. محمد غنيمى ود. شوقى ضيف فى النقد؟

لازلت أعتز جدا بأننى تلميذ د. محمد غنيمى هلال وشوقى ضيف، وهم أكثر من أثروا فى، تعلمت من غنيمى أمانة الإسناد، وكتاباته هى الأغنى هوامش، وتعلمت من شوقى ضيف كونه مؤسِسا، لكن زمنهم ولّى، الآن شباب النقاد يترجلون «وقلبهم جامد كأنهم بيتكلموا شرعى»، وهم ينقلون من مراجع أخرى، وللأسف فهذه الموجة منتشرة فى العالم العربى كله، فقد أخبرتنى د. سعاد عبدالوهاب المسئولة عن مجلة عالم الفكر، أنها منذ أن عينت أستاذين يجيدان اللغة الفرنسية كمستشارين لها، وجدت أن أكثر من 70 ٪ من البحوث النقدية التى تأتيها من شمال إفريقيا منقولة بتصرف أو مفبركة من بحثين معا، وهناك من ينتقد الآن شوقى ضيف بإعتباره تقليديا، ويتباهون بنظريات النقد الغربى، باعتبار أنه يضيع الوقت فى تصويب النص وأنا أقول لهم: «ياريتك تقدر تحط كلمة أو سطرا بعد ما أضاف شوقى»، فلا أحد يستطيع، ويمكن للموضات النقدية ولا أسميها مناهج، أن تبرز فترة ثم تنطفىء، ولو كان بها فكر لاستمر منها منهج نقدى واحد.


د. محمد حسن عبدالله مع نجيب محفوظ


هناك فارق كبير بين النقد فى الغرب وهنا؟

نعم فرق كبير، إذا حاولنا تأصيل البدايات، النقد الغربى بدأ فى الغرب بشيخ النقاد أرسطو، وظل يرى فى الفلسفة منبعا وعلم الجمال أصلا من علوم الفلسفة والتشكيل الفنى والصور الإبداعية المتخيلة كلها ذات تواصل مع علم الجمال ومنطقية الدلالات وسياق الأفكار،وحتى عندما انطفأ النقد الغربى فى القرن الرابع عشر وبداية الخامس عشر، عادوا بالكلاسيكية الجديدة فأصبح عصر النهضة، فالكلاسيكية الجديدة تناسب عصر الإقطاع، ومع صعود البرجوازية تظهر المدرسة الرومانسية، ثم الواقعية زمن الاشتراكية، ثم الرمزية والوجودية، ثم انفرطت المذاهب كلها وأصبح النقد ممارسة شخصية وأصبح كل فرد يملك منهجه وانتهت المناهج العالمية، ولم نعد نستطيع أن نقول ان هناك منهجا سائدا، فالمنهج الغربى بدأ غربى وانتهى عالمى.

وكان د. غنيمى يقول إن هناك مثلثا فاعلا جدا فى النقد الغربى، ألمانيا وإنجلترا وفرنسا، كما أن فرنسا هى من تتولى تحويله إلى مذهب له قواعد وأُطر، وهذه الموجة فى الغرب فقط، فنحن ليس لدينا أى شىء من ذلك، وبدايتنا فى النقد الأدبى كانت من الرواة واللغويين، إذ كان رواة الشعر قديما يوثقون نسب القصيدة ومناسبتها، ثم جاء اللغويون، فلم ينظروا نظرة جمالية للتشكيل الفنى على الإطلاق.

هل تعتقد أن هناك نظرية نقدية عربية خاصة يلجأ إليها النقاد، أم اكتفينا بتعريب النظريات الغربية؟

النقاد الغرب ينظّرون ونحن «نتمنظر»، وكل يدعى وصلا بليلى، شيخ النقاد الآن لقب يُمنح بتجاوز سِن الشباب، لدينا نقاد نعم، لكنهم لم يصلوا إلى حد الإبداع واستقلال الشخصية وإنما نتلقف الكرة ونتعلم كيفية شوطها بالضبط، حتى الذين ينبغون فينا، لاينبغون عندنا وإنما فى الخارج، فلدينا إيهاب حسن ناقد مصرى مبدع لكنه فى أمريكا.

إذن، هذا السؤال موجه لأستاذ النقد الأدبى.. لماذا لم تعد الجامعات العربية قادرة على تخريج نقاد جيدين؟

حتى الآن يأتينى طلبة تخرجوا فى الجامعة وعملوا كمدرسين يقولون لى: لا نعرف كيف نشرح القصيدة، واتألم لأجلهم ولأجل تقصيرنا، لأن تدريس النقد رغم أنه مقرر طوال 4 سنوات الدراسة، لكنه غير واف وغير قادر على تخريج طالب يشرح قصيدة للتلاميذ بعد تخرجه، فهناك قيد حقيقى هو عدد ساعات التدريس القليلة وإلغاء الأنشطة، وغياب الفعاليات الثقافية بالجامعة بل وحتى مجلة الحائط لم يعد لها وجود، ولا تبادل أساتذة بين الجامعات.

لأى النقاد الحاليين يمكن أن تقرأ؟

كان من الممكن الإجابة عن هذا السؤال من 20 أو 30 عاما، لكن الآن لم يعد يصلح، حتى لو كان موجودا لن أستطيع أنا أو غيرى معرفته، فكيف نعرفه إلا من خلال كتاباته؟!، قديما كان الناقد يقدم أوراق اعتماده للجرائد والمجلات الثقافية، وكان من يصل للكتابة فى مجلة الآداب البيروتية يكون قد وصل، الآن أين ذهبت منافذ النشر هذه؟.

الآن النقد فى كتب الجامعات المقررة، وأساتذة الجامعات الذين يدرسون النقد هم الجديرون بالنقد بحكم الموقع وليس الاستطاعة، لأن الذين يدَرسون الآن فى درجة مدرس أو استاذ مساعد أو أستاذ حديث «تعبانين جدا»، وهم فى ذلك ضحايا وليسوا جناة، إذ أننا لم نعد نرسل بعثات، فالرافد الغربى توقف.


د. محمد حسن عبدالله مع توفيق الحكيم

ما الذى استدعاك لإطلاق صالونك الثقافى بعد عودتك من الكويت، وما هو الصالون الأقرب لصالون ماهر عبدالكريم فى مرايا محفوظ؟

عندما عدت وجدت القاهرة وقد ازدحمت، ولم يعد هناك قنوات طبيعية لحدوث تلاقى ثقافى، فكان لابد أن تظهر ميكروفونات جزئية تستقطب أعدادا متقاربة فى الثقافة والميول وهى فرصة لممارسة الديمقراطية، لأن الصالون غير صالون العقاد لا يكون لصاحبه وصاية عليه، أما الصالون الأقرب لصالون دكتور ماهر عبدالكريم فى رواية المرايا، فهو صالون نجيب محفوظ نفسه، وللحقيقة فإن كل صالون له دور، غير أن العقاد للأسف هو من رسخ صورة محرفة للصالون لأن ضيوف صالون العقاد يذهبون لسماعه هو، لا أحد يستطيع أن يتكلم فيه غير العقاد، وأنا حضرته مرتين ولم أستطع المداومة.

وهل تعتقد أن السبب فى ظاهرة انتشار الصالونات الثقافية هو فشل نوادى القصة والأدب فى تأدية الدور المنوطة به؟

نعم فقد سيطر عليها انتهازيون، واذكر قصة طريفة، عندما كنت بالكويت، وكان عزيز أباظة قد توفى أثناء زيارته الكويت، ونزل ثروت أباظة فى بيتى ضيفا لمدة 3 أيام حتى انتهاء الإجراءات، واعتبرت أننا صرنا أصدقاء، وعندما عدت إلى مصر زرت نادى القصة، فوجدت النادى فى حالة يُرثى لها، يقوم على شئونه 4 كُّتاب من الدرجة الثالثة أو الرابعة، حصل بعضهم على جائزة الدولة التقديرية، وفى يوم أخذتنى الغيرة على النادى، وشعرت أنه مشغول، فقلت له: «ما تسيب لى النادى ده؟»، وكان ثروت باشا وقتها رئيس مجلة الإذاعة وعلى وشك تولى منصب نائب رئيس الأمة، فقال لى أباظة: «لا، هذا لا شريك لى فيه».

كتبت وحدك عن الإسلامية والروحية فى أدب نجيب محفوظ وهو تناول به بعض الغرابة وقتها.. من أين أتتك الفكرة؟

شعرت أن هناك قراءة جانحة ضد نجيب محفوظ، فقد اتهموه أنه السيد أحمد عبدالجواد، ثم واتتنى الفرصة بدعوة من شخص يدعى جمال النهرى قال لى أنا عبدالمنعم الثلاثية، أنا الإسلامى ابن أخت نجيب محفوظ، وأنا أريدك أن تكتب لى عن الإسلام فى أدب نجيب محفوظ، سلسلة مقالات فى المجلة التى أديرها، فوافقت وبدأت فى كتابة المقالات، لكن قامت هوجة أن الرئيس عبدالناصر أمه يهودية، وكتب جمال النهرى مقالا بعنوان من هى أم جمال عبدالناصر ولماذا كانت غامضة، وهاج الناصريون فى الكويت على النهرى وأخرجوه من الكويت، لكنه أهدانى فكرة الكتاب، وبعد صدوره أرسلت لنجيب محفوظ 3 نسخ، ويبدو أنه ظن أننى مواطن كويتى، فأرسل لى خطابا بدأه بسيدى الدكتور محمد حسن، أنا قلت نعم؟، سيدك؟!، وعندما نزلت مصر ذهبت إلى الإسكندرية وصرت أقضى معه ومع توفيق الحكيم شهرى الصيف من كل عام حتى لحق الحكيم بجوار ربه فى عام 1987، فانتقلت معهم من كازينو بترو إلى مقهى الشانزليزيه، الذى رفض محفوظ الجلوس فيه بعد وفاة الحكيم وانتقلنا إلى حديقة سان ستيفانو حتى تغير الزمان وبدأ نظر نجيب يضعف، وسمعه أيضا، ولم استطع أن أرى الأستاذ يُسحب، فبدأت اختفى رويدا رويدا.

إذن ما الذى دفعك لكتابة الحكيم وحوار المرايا؟

توفيق الحكيم كان يقول لى: «انت يا جدع انت يا بتاع الكويت اقفل المسجل اللى معاك ده»، وكنت أحب أن أسجل نقاشاتهم ومحادثاتهم، وكان الحكيم يزعجه ذلك، فأغلق المسجل لكننى أفتح أذنى وحين أعود للمنزل أكتب كل كلمة قالها، وفى يوم سأل الحكيم، محمود البرشومى وكان وقتها كاتبا فى روزاليوسف، «نجيب بيحتفى بالجدع ده ليه؟»، فقالوا له: «ألّف عنه كتابا»، فقال الحكيم للبرشومى: «ما تعمل عنى كتاب زيه؟، وأدلك على الأماكن اللى أخدت منها الحاجات دى»، ويبدو أن البرشومى أخذ الأمر على محمل الضحك، وتوفى الحكيم بعدها بقليل، فكتبت المرايا من حوارات توفيق الحكيم التى كنت أسمعها فى جلساته، والحكيم كان أظرف من كتاباته 10 مرات على الأقل، وكان محفوظ يصل المقهى فى تمام العاشرة ويغادره فى الواحدة، وكنا ننتظر رحيل محفوظ لنطلب العِرق وهو نوع من البيرة، ولأن الحكيم كان أكثر انفتاحا من نجيب كنا نطلب منه أن يشاركنا الشراب، فيرفض، وبعد إلحاح منا كان يقول لنا «طب خيط واحد» والخيط يساوى مِللى، وخيط وراءه خيط حتى يشرب معنا بَكرة.

«انت يا عبدالله قصير زيى، والقصير يجيد التسرب وتصدر الصفوف».. هذه الجملة قالها يحيى حقى لعبدالله الإمام.. لمن تقولها أنت؟

محمد عبدالحليم مات فى 30 يونيو 1970، بضربة شمس على الطريق، ومصيره لا يختلف عن مصير إبداعاته، فلم يعد أحد يقرأ مؤلفاته بل واختفت، رغم ان كثيرا من مؤلفاته انتقلت للتليفزيون كمسلسلات وأفلام فى حياته، ويبدو أن محمد عبدالحليم كان قصيرا أيضا بتعبير يحيى حقى، فتصدر الصفوف فى حياته، وتحولت مؤلفاته لأفلام ومسلسلات وحصد العديد من الجوائز، وبموته اختفت مؤلفاته.

أنت تقدر الرئيس محمد نجيب وتعتقد أن عبد الناصر أقام قلعة على رمال متحركة.. فلماذا ؟

عبد الناصر هو ثالث ثلاثة فعلوا ذلك، أولهم المنصور بن عامر فى الأندلس وكان قائدا مرعبا، ومع ذلك بعد وفاته بعامين احترقت قرطبة وتقاسمتها الأهواء، وبدأ حكم الطوائف، فحاكم بكل هذه القوة يكون أُفقه بهذا الضيق ويريد فقط أن يترك شيئا لأولاده، فيضيعوا كل ذلك؟!، وصلاح الدين الأيوبى وهو القائد السياسى، الذى له كل هذه الوجاهة، بعد وفاته تشتعل الخلافات بين أولاده وأولاد أخيه؟!، ألم يكن في استطاعتكم تكوين نظام حكم قوى؟!، ومثلهم عبد الناصر، أين رجالاته؟، وضعهم السادات جميعا فى السجن، أين ذهبت الاشتراكية؟ ماذا فعل بالوحدة؟ وضعها فى يد عبد الحكيم عامر؟!، أين هذه القلاع؟!

قلت إنك «اتقمصت» من مصر وسافرت الكويت، ثم عدت إليها بعد زمن طويل فهل صالحتك مصر؟

مصر كبيرة جدا، «اللى يتقمص منها يتفلق»، لم تصالحنى على الإطلاق، وإلى الآن لم أشعر أننى حصلت على حقى، ولا أبحث عنه.

نعم، انا من أيتام الحظ، لم أجد فرصة للتعيين بحكم التفوق معيدا فى الأدب، وتم ترشيحي لبعثة إلى فرنسا، ولكن للأسف وضعوا اسم شخص آخر، فأخذت شنطتى وسافرت إلى الكويت 25 عام، والعام الماضى تم ترشيحى مع 3 آخرون لجائزة الدولة التقديرية ولم أحصل عليها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق