عندما يقرر شخصان الزواج يتوقعان أن تمتد هذه العلاقة لآخر العمر، ويبدأ كل منهما فى التكيف مع طباع وشخصية الطرف الآخر، ولكن قد تفشل هذه المحاولات والتى قد تأخذ شهورا واحيانا سنين، وهنا يأتى التفكير فى قرار الانفصال لاستحالة العشرة وهو غالبا ما يحدث فى معظم العلاقات إلا أن هناك نوعا اخر من الأزواج يقرر الاستمرار رغم كل الاختلافات فقط من أجل مصلحة الأبناء أو هكذا يظنون. فهل حقا هذا النوع من الزواج ناجح أم نعتبره زواجا تعيسا؟
ترى دينا المسيرى خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية أن هذه العلاقة ليست صحية لأن الأجواء الموجودة داخل المنزل ليست جيدة وحتى وإن كانت شكل العلاقة من الخارج أمام الآخرين طبيعية وليس فيها أى شوائب. فالظاهر ليس دائماً الحقيقة والبيوت كما يقولون أسرار لذلك نقول إن الانفصال أحيانا قد يكون أكثر صحية لهذه العلاقة لأنه من الصعب إخفاء الأمر على الأبناء الذين يتأثرون بشكل كبير بطبيعة هذه العلاقة لأنهم على قدر عال من الحساسية والذكاء مما يجعلهم يشعرون بأى سلبيات فى تعامل الأب والأم، وبالتأكيد سيكون هناك مؤشرات على ذلك سوف يعانون منها فى حياتهم وفى تكوين حياة أسرية خاصة بهم بعد ذلك. وقد تختلف أشكال الانفصال داخل المنزل فقد ينفصل الزوجان كل منهما فى غرفة مستقلة عن الآخر وقد يقضى طرف منهما معظم الوقت خارج المنزل، وقد تنعدم لغة الحوار والود والمحبة وبالتالى يكون التأثير على الأبناء داخل وخارج المنزل ملحوظا فقد نجد أن الأبناء عندهم قدر من العنف فى المدرسة وقد يمارسون التنمر وفى أحيان أخرى يكون عندهم حالة من حالات الانطواء الذاتى . ولذلك ترى دينا أن الانفصال فى هذه الحالة أفضل للأبناء ولكن لا يجب أن نعمم فلكل حالة ظروفها وملابستها ويتوقف ذلك على طبيعة العلاقة وعلى شخصية كل منهما فقد تكون الزوجة غير قادرة على أن تعيش بمفردها عملا بالمثل الشهير «ضل الراجل ولا ضل حيطة «، وقد يكون الرجل أيضا غير قادر على العيش بمفرده وبحاجة إلى امرأة تقوم بتوفير احتياجاته من مأكل وملبس وغيره ويلجأ بعضهم الى الخيانة الزوجية خاصة مع تطور الوسائل التكنولوجية.
وتضيف: ليس هناك أسهل من الانفصال ولكن لابد من تقييم العلاقة أولا قبل الانفصال فهناك علاقات كثيرة قد تنجح مع محاولة إصلاحها والوصول إلى حلول ويبقى الطلاق وهدم الأسرة هو آخر حل .
وتقول د. مروة المسيرى أستاذة الطب النفسى وطب المخ والأعصاب بجامعة عين شمس: رغم أن الطلاق هو شرع الله الا أن امتداد الأسرة واستقرارها يكون له اثر ايجابى على الأبناء واذا ما وقعت المشاكل بين الزوجين فهم يشعرون بها ويشعرون بهذا الانفصال بين الزوجين ويشعرون أنهم السبب فيها مما يؤثرعليهم نفسيا ويضعف من ثقتهم بأنفسهم ويوجهون اللوم لأنفسهم والإحساس بالذنب بالإضافة إلى احساسهم بعدم الأمان واذا وقع الطلاق تتبعه تغيرات واختلافات فى حياة الابناء الاجتماعية والمادية فقد يكون الأبناء تعودوا على طريقة حياة معينة أو مستوى اجتماعى معين قد تغير فنجدهم ينتقلون من مدرسة لمدرسة أخرى وبالتالى يتواصلون مع زملاء جدد وقد ينتقلون إلى مسكن آخر اقل كل هذه التغيرات الناتجة عن الطلاق تأخذ وقتا من الأبناء للتكيف والذى يكون سريعا لدى البعض وبطيئا عند البعض الآخر وقد لا يتكيفون مطلقا فيعيشون فى معاناة دائمة وصراع داخلى وترى أستاذ الطب النفسى إن الأفضل أن تستمر الحياة كوحدة واحدة وأن يقدم كل منهما تنازلات ويتغاضى عن السلبيات ويتجاوزا عن الامر حتى يعيشا فى سلام وقد يبحث كل منهما عن اهتمامات وأنشطة أخرى تساعد على التكيف مع الضغوط الأسرية التى بها بعض التوتر أوالمشاكل.
ومع ذلك يكون أحيانا قرار الطلاق هو الحل الأمثل فى حالة وجود مشاكل جسيمة ورغم المحاولات المستمرة والتى تستحيل معها المعاشرة الزوجية مثل ادمان الزوج واو الأخلاقيات السيئة لأحد الأطراف أو الضرب وغيرها من المشاكل على اختلاف درجاتها
ونقول لكل زوجين ان الطلاق ليس هو الحل الأول مع أى مشكلة تحدث بينهما ويقرر الانفصال بدون مراعاة لوجود الأبناء وهو النوع الذى نطلق عليه «التلاكيك»فلابد من قدر من التحمل والتغاضى والتكيف والتعاون فى سبيل استمرار الأسرة بوحدتها الكاملة
رابط دائم: