رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الأنانية وتصلب الرأى أشياء تفسد الحب

أمل شاكر

الاحتفال بالحب فى كل وقت ولايشترط له تاريخ محدد وربما كان المصريون الشعب الوحيد الذى يحتفل به مرتين فى العام , الأولى فى فبراير مع الاحتفال العالمى بعيد القديس فالنتين والثانية اليوم فى عيد الحب المصرى الذى دعى إليه الراحل مصطفى آمين وبدأ الاحتفال به عام 1988 ليكون يوما لإحياء قيم المحبة بين الناس وداخل أفراد الأسرة ولا ينحصر مفهومه على مشاعر الانجذاب بين الرجل والمرأة والسؤال الذى يطرح نفسه ما الذى يفسد علاقات الود والقرب بين الناس وبين الاسرة الواحدة ولماذا نشعر بالحنين الدائم لفترات سابقة كانت العلاقات فيها بين الناس اقوى واكثر دفءا وكيف نستعيد هذه المشاعر؟

د. شيماء عراقى استشارى الإرشاد الأسرى وتعديل السلوك تقول: ما أحوجنا لاستعادة المحبة والسعادة وجعلها عادة لكن الحب ايضا يموت ويفسد بسبب عدة أشياء قد تكون سببا فى ضعف الترابط الآسرى وقد لاينتبه لها الزوجين سواء فى الشكل او المضمون ومنها افتقاد الاحترام والتقدير للطرف الآخر والإهمال وعدم الانتباه والإنصات والاستماع والاهتمام أو حتى ملاحظة ادق التفاصيل اليومية . أيضا من الاشياء التى تفسد الحب التسلط سواء من الزوج او الزوجة خاصة الزوج الذى يرى ان الرآى الأول والاخير له ولا يسمح بالمساحة الكافية للأبناء او للزوجة للتعبير.كما أن سيطرة الأنا خاصة اذا كان احد او كلا الطرفين لا يفكر إلا فى احتياجاته وسعادته هو فقط ولا ينظر لاحتياجات الطرف الآخر النفسية والمعنوية والجسدية ومن الاشياء التى افسدت العلاقات الانسانية والحب وباتت منتشرة ونلاحظها بشكل كبير عدم مراعاة او مشاركة الزوج الواجبات الاجتماعية التى تخص أهل الزوجة مما يؤدى إلى مشاعر الجفاء العاطفى والأسرى وانتشار العنف سواء الجسدى او المعنوى بالالفاظ الذى شطر الاسرة إلى نصفين وأدى الى ظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق وايضا استسهاله والبحث عن السعادة لكل طرف على حساب الابناء وهى من أسباب عزوف الشباب عن الزواج ومشاعر الحب لافتقادهم معانى الاحتواء والسعادة والحياة المقدسة وهناك التأثير السلبى للتكنولوجيا الحديثة التى توغلت فى حياتنا والسوشيال ميديا وقنوات اليوتيوب التى لاتهدف إلا للربح وللأسف انجرفت الأسرة وراءها واصبحت أدق تفاصيل الحياة والعلاقات بين الزوج والزوجة والابناء مستباحة واصبحنا نأخذ المشاهير و«البلوجرز» أو من يطلقون عليهم المؤثرين كنموذج يحتذى به ومقارنة أنفسنا بهم طوال الوقت فنريد ارتداء نفس الملابس أو»البراندات» ونعيش نفس الحياة وأصبحت الأسرة فى صراع شديد غير قادرة حتى على توفير الاحتياجات والمتطلبات المعيشية اليومية وكل فرد فيها له رغبات وانتماءات وفكر وطموح مختلف عن الآخر ولا يوجد عوامل مشتركة تجتمع عليها الزوج والزوجة والابناء وهذا كله كما تشير د.شيماء عراقى أدى إلى افتقاد مشاعر الحب الحلوة والدفء والسكينة وقلت البركة بالفعل من البيوت وكى نمارس مشاعر المحبة والسعادة وتصبح عادة وواجبات أساسية نحس بها خلال اليوم فهى ليست مسئولية فردية على فرد واحد لا الأب ولا الأم ولا الأبناء بل هى مسئولية كل الأطراف وبها يجب ان نتعامل مع بعضنا البعض فالمحبة ليست الهدايا الثمينة ولا السفريات والنزهات المسرفة التى تستنزف ماديات ودخل الأسرة ولا تعنى الخروجات والفسحة الذهاب الى المولات الكبيرة التى تشعر الأسرة بالإحباط لكن هناك التجمعات العائلية الحلوة والتنزه على شاطئ النيل وفى الحدائق والمنتجعات والاماكن العامة والبسيطة الرائعة هى دعوة للحب وكلها اشياء بسيطة يمكن تسعد الاسرة وتتعلم فنون الحب والاحتواء والسعادة

د. عماد مخيمر أستاذ علم النفس وعميد كلية الآداب جامعة الزقازيق يرى ان طريقة التربية والتنشئة لم تعط الأبناء المحبة الكافية فمن لم يعايش خبرات الحب بين والديه قد لا يستطيع ان يعطى الحب أو يعبر عنه بل قد لا يستطيع أن يستقبل مشاعر الحب من الآخرين أو يشعر بهم وبكل تأكيد أن الضغوط الحياتية المتزايدة سواء دراسية او عملية أو ثقافية واقتصادية او شخصية وزيادة تأثر الفرد بها من الممكن ان تفسد الحب وأيضا نقص القدرة على العطاء وعدم مراعاة مشاعر الطرف الآخر والميل إلى السيطرة ومن الاشياء التى تفسد الحب ايضا المبالغة فى الأمور المادية المتعلقة بالزواج وتكوين أسرة وبداية حياة جديدة تثقل كاهل الشباب وتجعلهم قد لا يستطيعون احتمال المشاعر حيث ان الحب هو الطريق الملكى إلى الزواج وهو العلاقة المشروعة لتتويج مشاعر الحب وايضا فإن مصاعب وضغوط الحياة مثل عدم توفر فرصة عمل للشاب قد تهدم أحد جناحى الصحة النفسية وهما الحب والعمل فعدم توافر عمل بالاضافة الى الظروف الفردية والاضطرابات النفسية مثل الشخصية النرجسية التى تعشق ذاتها ولا تستطيع ان تقدم الحب للآخرين كذلك الشخصية الاعتمادية وغير المستقلة وغير القادرة على اتخاذ قرارات مناسبة فى الوقت المناسب والكيفية المناسبة والشخصية الضعيفة او الشكاكة التى لا تثق فى الاخرين ولا حتى فى نفسها ايضا وصفات مثل الكذب وعدم الشفافية والخيانة والخداع والشخصية الهيسترية ورغبة صاحبها فقط فى علاقات سطحية عابرة دون مراعاة مشاعر الآخرين ودون احترام الطرف الآخر واحتوائه والصدق معه والرغبة فى استكمال الحياة مع شريك وتكوين اسرة ويبقى اهم طاقة للمحبة وهى لا تعنى العاطفة بين الرجل والمرأة لكنها اشمل واعمق للوطن وعلينا ان نحافظ عليها ولا نفسدها بالافعال والسلوكيات غير المنضبطة بل علينا ترجمتها الى اتقان للعمل والتضحية من أجله.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق