رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

من بريطانيا وإفريقيا والهند والفلبين
ترمومتر «الجيل الجديد» يضبط حرارة الأرض

دينا عمارة

2018 عام تأسيس حركة «الجمعة من أجل المستقبل» بمشاركة مليون ونصف مليون طالب من 125 دولة حول العالم

 

يكاد يكون من المستحيل تذكر وقت لم تكن فيه أزمة المناخ حقيقة تلوح فى الأفق بالنسبة لجيل ما بعد الألفية، فقد نشأوا وهم يشاهدون شريطا من الأخبار السيئة يتنقل أمام أعينهم: تحذيرات من الفيضانات وحرائق الغابات وموجات الحر التى تحطم الرقم القياسى الآن. لذلك ربما ليس من المستغرب أن يكون هذا الجيل، الذى يشمل تقريبا الشباب دون سن 25 عاما، يقود الطريق فى مواجهة حالة الطوارئ المناخية، مستغلا «ترمومتر» الحماس لضبط حرارة الأرض.

قد لا يكون الناشطون الشباب دائما متفائلين بشأن فرص النجاح مع اطلاق كل مؤتمر خاص بالمناخ، لاسيما مؤتمر جلاسجو فى اسكتلندا، ولكنهم رغم ذلك يواصلون محاربة الأزمة بشجاعة وإبداع ملحوظين. فقد شهدت السنوات الثلاث الماضية موجة ضخمة من النشاط الذى قاده الشباب، من الإضرابات المدرسية التى قادتها الناشطة السويدية جريتا ثونبرج، إلى نشطاء السكان الأصليين الشباب الذين يحمون مجتمعاتهم فى الخطوط الأمامية للأزمة. فى السطور التالية ننقل لكم قصصا لبعض هؤلاء القادة الصغار، وطموحاتهم تجاه مستقبل أكثر اخضرارا.

 

أصغر دكتورة مناخية

«فى عام 2050 سيكون عمرى 48 عاما، وبالتأكيد سيكون لدى أطفال أقلق بشأن مستقبلهم»، هكذا قالت الدكتورة ميا روز كريج (19 عاما)، الناشطة المناخية من أصل بريطانى بنجلاديشى، والتى أصبحت العام الماضى أصغر شخص من بريطانيا يحصل على درجة الدكتوراه الفخرية تقديرا لعملها فى مجال البيئة.

كريج، التى يُعتقد أنها أصغر شخص شاهد نصف أنواع الطيور فى العالم، حيث كانت تبلغ من العمر تسعة أيام فقط عندما ذهبت لمشاهدة الطيور لأول مرة، ترى أن تجربتها فى قضاء طفولتها فى الهواء الطلق جعلتها تدرك مدى قلة الفرص المتاحة للأشخاص الملونين لاستكشاف الطبيعة. لذلك، فى عام 2016، أنشأت كريج مؤسستها الخيرية «Black to Nature» أو «العودة إلىالطبيعة»، والتى تناضل من أجل الوصول المتكافئ إلى الطبيعة للجميع.

تعتقد كريج أن الشباب من جميع أنحاء العالم ينبغى أن يتم الاستماع إليهم فى اجتماعات القادة العالميين، وتقول: «بما أننا سنكون الأكثر تأثرا بتغير المناخ، يجب أن يكون لنا رأى أكبر».


ميتزي جونيل تان

وبسؤالها إذا كان لديها القدرة على إجراء تغيير واحد للمساعدة فى حل أزمة المناخ، قالت لصحيفة «الاندبندنت» البريطانية، إنها ستتخلص من مصطلح «الناتج المحلى الإجمالى»، فهى ترى أن تعريف الأمة الناجحة على أنها النمو المستمر ليس شيئا مستداما، ويجب أن ننظر إلى طرق بديلة لقياس الثروة.

ذكاء بريطانيا الاصطناعى

فى السنوات الأخيرة، تنامى دور الاستشعار عن بعد والتعلم الآلى كأداتين لا تقدران بثمن لمراقبة النظم البيئية للغابات، لذلك فقد استخدمت البريطانية جويسلين لونجدون (23 عاما)، الذكاء الاصطناعى للبحث فى دور التكنولوجيا فى الحفاظ على الغابات.

بالنظر إلى مؤتمر جلاسجو للمناخ، تريد لونجدون، الحاصلة على درجة الدكتوراة من جامعة كامبريدج، أن ترى تحولا سريعا من الوقود الأحفورى، والخروج من جيوب النفط والغاز الضخمة، والاستثمار فى مستقبل الطاقة النظيفة. وتضيف أن قادة العالم بحاجة إلى الوفاء بواجبهم المتمثل فى توفير 100 مليار جنيه استرلينى من التمويل المناخى سنويا للدول النامية، ليس من خلال الأعمال الخيرية، ولكن لأن هذا هو الدين المستحق على الدول الغربية، لكونها تاريخيا أكبر مصدر للانبعاثات على هذا الكوكب.

وبسؤالها عن الشىء الوحيد الذى ترغب فى تغييره أجابت: «إحياء الضمير الروحى للعالم لتوجيه الناس لاتخاذ القرارات الأكثر صحة وإنصافا والأقل تدميرا».


ميا روز كريج

الأمل فى مناخ حقيقى

نشأت ميتزى جونيل تان خائفة من الغرق فى غرفة نومها، فقد عانت الناشطة الفلبينية (23 عاما)، من كابوس الفيضانات التى كانت تجبرها على قضاء ليال طويلة فى خوف وذعر من أن تغمر المياه غرفتها، أو أن تسقط شجرة ما على سطح منزلها بسبب الأعاصير.

الفلبين، حيث نشأت تان، هى أكثر دول العالم عرضة لتأثيرات المناخ، وفقا لتقرير صادر عن معهد الاقتصاد والسلام، ولكن عندما كانت تان أكبر سنا، أدركت أن الاحتباس الحرارى هو السبب الرئيسى فى جعل الفيضانات والأعاصير تزداد سوءا.

«لقد علمونا أن تغير المناخ كان متعلقا بالجبال الجليدية والدببة القطبية فقط، ولم نتعلم أن صناعة الوقود الأحفورى والشركات متعددة الجنسيات هى السبب وراء ذلك»، هكذا قالت تان لصحيفة «الاندبندنت» البريطانية، مؤكدة أنها شعرت بواجبها تجاه هذه القضية، لذلك سعت إلى الانضمام إلى مجموعات السكان الأصليين فى معركتهم لحماية البيئة.

قبل رحلتها إلى جلاسجو لحضور مؤتمر المناخ، شعرت تان بالأمل، لكنها فى نفس الوقت ترى أن العالم بحاجة إلى تغيير الطريقة التى ننظر بها إلى التنمية على أنها إجمالى الناتج المحلى والنمو الدائم لشمال العالم من خلال استغلال الجنوب العالمى.

النفايات الالكترونية

اكتشف جيسلين إيراكوز (21 عاما)، الحجم الكامل لمشكلة النفايات فى سن 11 عاما، وتحديدا فى موقع مكب النفايات المحلى فى شمال رواندا، والذى كان جزءا من رحلته المدرسية لدراسة مشكلة التلوث الحضرى. وفى سن 18 عاما، أسس إيراكوز تطبيقا الكترونيا على الهاتف المحمول يدعىWastezonمهمته الأساسية ربط الأشخاص الذين يسعون للتخلص من نفاياتهم الإلكترونية بشركات إعادة التدوير والمصنعين. وبفضل هذا التطبيق، تم إعادة تدوير أكثر من 500 طن من النفايات الإلكترونية حتى الآن، مما يوفر أكثر من 4500 طن من انبعاثات الكربون.

إضراب عن الطعام

كونه شخصا يتبع نظاما غذائيا نباتيا، كان البريطانى ماكنزى جاكسون (17 عاما)، دائما شغوفا بحقوق الحيوان، وسرعان ما دفعه هذا إلى استكشاف قضية تغير المناخ، فقد أدرك أن إساءة معاملة الحيوانات كانت مجرد قضية واحدة تؤثر على ارتفاع الانبعاثات العالمية. ساعد ماكنزى فى تنظيم الإضرابات المدرسية والاحتجاجات، لزيادة الوعى بشأن القضية، لكنه معروف بشكل أكبر بسبب إضرابه عن الطعام احتجاجا على خطط إنشاء أول منجم فحم عميق فى المملكة المتحدة منذ 30 عاما.

كان الإضراب صعبا جسديا للغاية كما يقول ماكنزى، لكنه استحق المحاولة، فبعد الضغط المستمر، تراجعت حكومة المملكة المتحدة عن قرارها وقررت عدم التدخل بشأن موافقة المسئولين المحليين على خطة منجم الفحم فى كمبريا.

مثل العديد من نشطاء المناخ، لا يعول ماكنزى كثيرا على مؤتمر المناخ فى جلاسجو لحل الأزمة، ومع ذلك فهو يؤكد أن جيل المراهقين لن يدع هذا المؤتمر ينتهى دون أن يبذل الجميع كل ما فى وسعهم لضمان مستقبل قابل للعيش للجميع.

«الجمعة من أجل المستقبل»

بسبب نشأتها فى إحدى مناطق الهند الريفية، فقد رأت آثار أزمة المناخ عن كثب قبل أن تعرف أصلا معنى هذه الكلمة. ومع كل تغيير موسمى، تصف ديشا رافى (22 عاما)، الناشطة المناخية الهندية، كيف كان يتعرض منزل والديها فى مدينة مانجالور للغرق. عندما بلغت رافى 18 عاما، اكتشفت أن أزمة المناخ كانت وراء تفاقم الفيضانات وندرة المياه التى واجهتها عائلتها، بعدها قررت أخذ القضية على عاتقها. وفى عام 2019، ساهمت رافى فى تأسيس الفرع الهندى لحركة Friday for Future أو «الجمعة من أجل المستقبل» وهى حركة دولية لطلاب المدارس، الذين يخرجون فى مظاهرات يوم الجمعة، تطالب باتخاذ إجراءات ضد الاحتباس الحرارى. فأصبحت رافى وجه حملة الحكومة الهندية الشديدة على المعارضة، حتى تم القبض عليها بتهمة التحريض على الفتنة والتآمر الإجرامى. رافى لن تتمكن من حضور مؤتمر المناخ فى جلاسجو، لأن الشرطة لاتزال تحجب جواز سفرها، لكنها مصممة على مواصلة الحملة حول الحدث وستحضر الاجتماعات عبر الإنترنت.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق