أقترح وضع إستراتيجية تهدف إلى تثبيت أركان (لياقة نفسية) - على غرار اللياقة البدنية ـ تنحصر فى كيفية تعاملنا مع التحديات والمصاعب التى أحكمت قبضتها على حياتنا، وذلك من خلال مجموعة من العوامل التى تزودنا بقدرات مميزة نواجه بها الظروف والأوضاع النفسية التى نتعرض لها، وفق معايير التصالح مع الذات، وتنطلق من حقيقة مؤداها أن دوام الحال من المحال، إذ يتعرض الإنسان لظروف معينة ومواقف محددة قد لا تكون موافقةً لرغباته وطموحاته، وهذه الفرضية تحتم علينا ألا ينحصر الواقع الذى نعيشه فى زاوية ضيقة وفق محدودية التصور، وغياب رؤية شمولية ليست أحادية الجانب ترتكز على معيار دقيق وعادل من العطايا، والمزايا التى منحها الخالق لكل البشر على حدٍ سواء بين الزيادة فى جانب والنقص فى جانبٍ آخر مما يجعلنا بصدد حتمية التعاطى السليم والتحكم فى التفاعلات النفسية إزاءها، فتتسع الآفاق وتحيطها الإدراك بالمنظور المتعقل المتزن ليسيطر على مساحات أكبر فى الذهن والتفكير، وتعطيل كل ما هو مؤد إلى روح الكآبة والهموم وسطوة اليأس الذى يحول دون رفع الروح المعنوية، والتسليم بأن الحياة مليئة بالمتغيرات الإيجابية يرافقها المتغيرات السلبية فهى ليست كلها من نوعٍ واحد، فتهون الشدائد، وتصغُر العظائم، وبذلك نعطى للتفاؤل والأمل مفاتيح قلوبنا وأرواحنا ليدخلاهما وجنودهما، مما يدفعنا نحو صحة نفسية مستدامة نتمكن بها من مواجهة أمواج الحياة العاتية فكما قال الشاعر:
أُعلل النفس بالآمال أرقُبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
عبدالحى الحلاوى
رابط دائم: