رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بابا فى المطبخ
مشاركة الرجل فى الأعمال المنزلية..نقطة خلاف

سارة طه أبوشعيشع

عندما يجد الرجل نفسه بلا عمل هل من الجائز يتفرغ للأعمال المنزلية لمساعدة زوجته؟ ألقى مسلسل إجازة مفتوحة الذى عرض أخيرا الضوء على هذا التساؤل الذى أثار الجدل حوله وتناول المسلسل حكاية زوج وجد نفسه وقد فقد عمله لمدة من الوقت لا يعرف مداها فى حين أن الزوجة مستمرة فى عملها وهنا يقدم الزوج على خطوة قد يعتقد البعض أنها إهانة لرجولته ولكن ثقته بنفسه جعلته يقترح على زوجته مساعدتها فى جميع الأعمال المنزلية من طبخ وتنظيف وشراء احتياجات المنزل لحين عثوره على عمل يستطيع به العودة إلى حياته الوظيفية فهل ما قام به يعد عيبا ومرفوضا من منظور بعض الرجال أم أن الفكرة اصبحت أكثر قبولا؟

تقول دكتورة سامية قدرى أستاذة علم الاجتماع كلية البنات جامعة عين شمس أن ثقافتنا تقوم على اساس تقسيم الادوار بين الرجل والمراة تبعا للمقولة الشعبية القديمة «الرجل للغيط والست للبيت» ووفق هذا التقسيم فالمعروف أن الرجل هو من يعمل بالخارج والزوجة تقوم بالعمل المنزلى حتى بعد أن خرجت المرأة للعمل فمازالت الفكرة التقليدية مستمرة ولذلك ما زالت المرأة تتحمل أعباء مزدوجة داخل وخارج المنزل وبالتالى نظرة المجتمع لعمل المرأة وطبيعة دورها داخل البيت لم تتغير رغم أنها تسهم فى دخل الأسرة ولذلك لا يتقبل المجتمع بسهولة فكرة تبادل الأدوار وأن يتولى الرجل شىءون البيت ولو مؤقتا والزوجة هى من تعمل فأغلب الرجال يربطون بين فكرة الإنفاق والطاعة وأن انفاق المرأة يقلل من هيبته إلا أننى أدعو الرجل للتخلى عن هذه النظرة ومشاركة الزوجة فى الأعمال المنزلية تحت أى ظرف حتى يشعر بقيمة زوجته وتقديرا لدور المرأه داخل المنزل بجانب عملها خارجه وعليه ادراك أن ما تقوم به المرأة فى المنزل هو عمل مأجور فهى اذا لم تستطع القيام به تأتى بمن يقوم به مقابل أجر مادى واذا قام به الرجل فهو بذلك يقوم بتوفير هذه القيمة المادية وبالأخص اذا كان الرجل لا يعمل حتى لا يزيد العبء المادى وعليه ادراك أنه بمكوثه فى المنزل لا يترك مجال العمل فمن الممكن أن يقبل على العمل أون لاين أو العمل عبر الانترنت، ووجود الأب بالمنزل مهم لتماسك وسلامة وبنيان الاسرة وهناك دعوات عالمية لأن يكون الأب مركز الأسرة ومحورحياة أولاده لأن جزءًا كبيرًا من المشكلات التى يعانى منها الأبناء والذكور على وجه التحديد غياب دور الأب المعنوى والعاطفى والجسدى وكى تتغير النظرة التقليدية لتقسيم الأدوار لابد ان تتناولها الدراما بطريقة محفزة وليست منفرة وتحاول حث الرجال على مشاركة زوجاتهم فى اعمال المنزل وشىءون الاسرة

ويختلف د.وليد هندى استشارى الصحة النفسية مع الرأى السابق مستشهدا بالمثل الشعبى الدارج «جنازة بطار ولا قعدة الراجل فى الدار» لأن «قعدة» الراجل فى البيت دون عمل يترتب عليها العديد من وجود الويلات والمشاكل أهمها أن وجوده بالبيت يسبب النكد وكثرة المشاكل مع الزوجة والأبناء لأنه يشعر بالفراغ فيتدخل فى كل شىء وتصبح سلوكياته أكثر اتجاها نحو العصبية المفرطة كما يحدث لديه انخفاض فى تقديره نحو ذاته لأنه فى النهاية الزوجة هى من تذهب للعمل ومن تنفق فيحدث له ما يسمى باضطراب الهوية الجنسية نظرا لتبادل الأدوار فيما بينهما ويصيبه الشعور بالعجز من أداء أدواره الاجتماعية فى الحياة كما يصبح عرضة للمعاناة من الوصمة الاجتماعية والنظرة غير المستحبة من مجتمع المحيطين به كما أن «قعدته» فى البيت تصيبه بالكسل والسطحية وتصبح هناك تغيرات كالسمنة وعدم التكيف مع العمل مرة أخرى لطول فترة مكوثه بالبيت لذلك يحتاج وقتها إلى إعادة تأهيل كما أن العمل المنزلى يجعل اهتمامات الرجل نتيجة الفراغ تصبح نسائية وقد يصل به الامر الى أن يدخل فى علاقات موازية تصل إلى الخيانة الزوجية حتى لو كان الكلام بريئا فى بدايته ويدور حول الطهى والأعمال المنزلية وخلافه.

كما قد تصيبه اضطرابات النوم فمن الممكن أن ينام طول النهار ويستيقظ فى المساء وتنعدم لديه اللياقة الاجتماعية فى الملبس واستقبال الضيف وطريقة الكلام

لذلك ينصح دكتور هندى أى رجل اضطرته الظروف للمكوث فى المنزل الا يستسلم لمشاعر اليأس والإحباط ويحاول تنظيم حياته وممارسة بلعب الرياضة بقدر الامكان والتدرب على عمل جديد أو اكتساب مهارات جديدة أو الدخول فى العمل التطوعى والخيرى وانتهاز الفرصة لتقوية العلاقة مع الابناء والمشاركة فى تربيتهم بدقة وجدية وتوطيد صلة الرحم وأن يكون لديه الحماس والإصرار فى الحصول على عمل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق