رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حملة إلكترونية لبناء الوعى
«الإفتاء» تحاصر الأفكار المتطرفة بـ«اعرف الصح»

خالد أحمد المطعنى
د.أحمد رجب

انطلقت، أخيرا، حملة دار الإفتاء المصرية عبر مواقع التواصل الاجتماعى، تحت عنوان (اعرف الصح - هنعرف الصح)، بهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة، ومواجهة الفتاوى الشاذة، وقطع الطريق على التيارات المتطرفة. وقد بلغ التفاعل معها أكثر من 20 مليون متفاعل، وهو ما يسلط الدكتور أحمد رجب أبو العزم، مدير مواقع التواصل الاجتماعى فى الدار، الضوء عليه، موضحا أن الحملة تأتى فى إطار ما تضطلع به الدار من مهمة بناء الوعى الرشيد، وتجديد الخطاب الدينى.

ويلفت إلى أن الدار تمتلك - من أجل إيصال رسالتها - حسابات على كل وسائل التواصل الاجتماعى (فيسبوك – تويتر – يوتيوب – انستجرام – تليجرام – كلوب هاوس – تيك توك)، إذ يتم من خلال هذه المنصات الرد على استفسارات الناس عن طريق بث مباشر يومى على صفحة «الفيس بوك» الرئيسة، التى بلغ عدد متابعيها أكثر من11 مليون متابع، وكذلك نشر مقولات و«كبسولات» لبناء الشخصية، وبناء الأسرة، ومواجهة وتصحيح الأفكار المتطرفة بفيديوهات ومقولات ومقالات، والعديد من طرق ووسائل النشر الحديثة.

ويضيف: حملة (اعرف الصح – هنعرف الصح) انطلقت لمواجهة الفتاوى الشاذة التى انتشرت فى الفترة الأخيرة بين أوساط المجتمع المصرى بين تشدد وتساهل، وقطع الطريق على التيارات المتطرفة فكريا، التى رسخت لدى المجتمع معتقدات ومعلومات خاطئة حول الكثير من القضايا الدينية، واستخدمت فيها العاطفة الدينية من أجل التأثير على المجتمع، ومحاولة إقناع عامة الناس بأفكارهم المتشددة.

الحملة - كما يقول - انطلقت منذ بداية شهر أكتوبر الحالى، وتفاعل معها متابعو مواقع التواصل الاجتماعى فى دار الإفتاء، إذ وصل التفاعل ما يزيد على 20 مليون متفاعل، إلا أن المنشورات لم تسلم من التشكيك فيها بل، وفى دار الإفتاء نفسها، وعلمائها، وفى الآراء الفقهية التى اختارتها للرد على هذه الفتاوى، حتى وصل الأمر بالبعض إلى حد السب والتكفير فى بعض التعليقات من أجل التشويش على من يتابع تلك الحملة!

كذلك لم تسلم الحملة من محاولات إفشالها من التيارات المتطرفة، إذ دشنت صفحات مضادة لها، ووصل الأمر إلى حد السرقة، إذ سُرق التصميم المميز للحملة، ومُسح المكتوب عليها، وتم وضع معلومات مغلوطة لم تصدر من دار الإفتاء المصرية.

موضوعات متنوعة

ويضيف: تنوعت الموضوعات التى تتناولها الحملة، فمنها: حكم العمل بمهنة المحاماة، والالتحاق بكلية الحقوق، والاحتفال بذكرى المولد النبوى، والأيام الوطنية مثل 6 أكتوبر، وبناء الكنائس، وترك الصلاة، وهدم الآثار الفرعونية بدعوى أنها تماثيل، وأداء التحية للعلم الوطنى، والوقوف حدادا، وإيداع الأموال فى البنوك، والتصوير والرسم، وشراء سيارة أو شقة عن طريق البنك، وغيرها.

كما تقوم وحدة الرصد والمتابعة فى الدار بمتابعة التعليقات والتفاعلات مع تلك الحملة من أجل تكوين صورة واقعية عن ردود الأفعال، ومدى فهم المتابعين لتلك القضايا، حتى يتم التطوير فيما سيتم نشره لاحقا.

والأمر هكذا، شهدت الحملة الكثير من ردود الأفعال الإيجابية من خلال مقالات لكبار الكتاب فى الصحف والمواقع، وكذلك تدوينات نشرها الكثير من المتابعين على حساباتهم الشخصية؛ لدعم الحملة، والمساعدة فى انتشارها؛ لإزالة الأفكار المشوهة التى رسخت فى أذهان البعض.

ويشير إلى أن الحملة لا تتوقف عند هذا الحد، فهناك متابعة مستمرة لها وتطوير فى طريقة عرض الفتاوى والمعلومات المنشورة، وإضافة موضوعات جديدة تشمل الأخلاق والمعاملات والعبادات وقضايا التطرف والإلحاد، مشيرا إلى أن منتجات الحملة ستتنوع لتنشر بهيئة مقاطع فيديو لعلماء الدار، ومقاطع «موشن جرافيك وانفوجراف وفيديو جراف»، مع عمل غرف صوتية على تطبيق «كلوب هاوس».

ويتم التقويم كل أسبوع؛ للوقوف على السلبيات والإيجايات، ومدى فاعلية الأسلوب ومناسبته للمجتمع، وكذلك الأخذ بملاحظات التطوير التى يطرحها المتابعون على الصفحة من خلال تعليقاتهم.

مواجهة فكرية

وحول الوسائل الأخرى للدار فى المواجهة الفكرية لجماعات الظلام والفكر المنحرف، يقول د. أحمد رجب: تمتلك الدار 16 صفحة رسمية على «الفيس بوك» بأكثر من لغة، وحسابين على تويتر وحسابا على انستجرام ويوتيوب وقناة تليجرام وساوند كلاود وحسابا على كلوب هاوس وتيك توك، تبث من خلالها جميعا أنشطة مختلفة لتفنيد الفكر المتطرف، والرد الصحيح عليه، علاوة على ما تقدمه من وجبات دينية، كأدعية، وأحاديث تحث على الأخلاق، والاستمساك بالقيم، وتوضيح الأحاديث الصحيحة، لتعريف المسلمين بما يتم تدليسه عليهم، ووقاية الشباب من التطرف، ونشر الفكر الوسطى السمح، والآراء المختلفة للقضية الواحدة، بأقوال العلماء المتخصصين فى مجالهم .

معايير دولية

ويجذب النظر إلى أن دار الإفتاء تستخدم فى هذه المواجهة المعايير الدولية والأدوات الجديدة، فمثلا هناك وحدة «موشن جرافيك»، التى يتم فيها تبسيط القضايا ونشرها بشكل يتناسب مع الشباب والأطفال، لأن هؤلاء هم من ترتكز عليهم التيارات المنحرفة والمتطرفة فى تجنيدهم، وكذلك يتم بث فيديوهات على الصفحة للفتاوى، لا تتعدى الثلاث دقائق، وكذلك الرد على الفتاوى ببث مباشر يوميا.

ويشدد على أن مصر كلها تخوض اليوم معارك عدة على جبهات متفرقة، سواء معركة مواجهة الإرهاب أو معركة التنمية التى تبنى مصر فيها حضارتها ومستقبلها حتى تكون دولة قوية حديثة تأخذ مكانتها اللائقة بين الدول، فضلا عن معركة نشر الوعى، وبناء الشخصية الوطنية المدركة للتحديات الكبيرة التى يمر بها الوطن.

ويختم حديثه بالقول: «نحن فى الدار نعى أبعاد هذه الحرب التى تستخدم كل الوسائل فى سبيل تفتيت الوطن والدين معا، ونعمل على مواجهتها، ونوقن بأننا سننتصر فيها بإذن الله».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق