من المشكلات الشائعة والخطيرة عند الأطفال الرضع خاصة وصغار السن بصفة عامة ابتلاعهم اجساماً غريبة وذلك لأن لديهم حب استطلاع للتعرف على الأشياء والأجسام الصغيرة خاصة أولئك الذين تتراوح أعمارهم ما بين ستة أشهر وثلاث سنوات، من خلال وضعها بالفم مثل العملات المعدنية أو أجزاء من لعبة أو المجوهرات أو البطاريات القلوية، الإبر، الدبابيس، أو المفاتيح الصغيرة
كما يقول الدكتور جمال السعيد أستاذ جراحة الأطفال بطب الأزهر ومن حسن الحظ أن معظم تلك الأشياء يمر عبر القناة الهضمية دون تدخل طبى إلا أن 10% إلى 20% يحتاجون منظارا للمرىء والمعدة بينما 1% فقط يحتاج إلى تدخل جراحى. ويوضح أن هناك نوعين من الأجسام الغريبة وهى الأخطر على حياة الأطفال وهى كرات الكرستال الزخرفية الصغيرة الحجم ( 1-4 ملم ) المصنوعة من البوليمر عالى الامتصاص ( SAP ) لذلك فإنها عندما تلامس محلولا مائيا فإنها تمتص الماء 500 مرة من وزنها وتنتفخ من 30 إلى 60 مرة من حجمها الأصلي، ونظرا لتعدد ألوانها واشكالها المختلفة وتوافرها كزينة وديكور فى المنازل والمحلات فإنها تجذب الأطفال إليها وبعد ابتلاعها وتلامسها مع السائل المعوى تتفخ وتتضخم ويؤدى ذلك إلى مضاعات كثيرة مثل الانسداد بالأمعاء الدقيقة وثقب بالأمعاء والتهاب بريتونى حاد، وقد تؤدى إلى الوفاة إذا لم يتم التشخيص والعلاج مبكرا وكان هذا هو الخطاب التحذيرى الأول للآباء من خلال دراسة مصرية نشرت فى مجلة جراحة الأطفال الأمريكية الدولية.
د.جمال السعيد
أما النوع الآخر فإنه من أخطر الأجسام الغريبة التى يبتلعها الأطفال وهى الكريات المغناطيسية الصغيرة المصنعة من مادة «النيوديميوم» عالى الطاقة والتى تتوافر فى بعض أجزاء لعب الأطفال ومن خواص عنصر «النيوديموم» عالى الطاقة انه ذات قوة جذب شديدة تصل من 5 إلى 20 ضعف قوة جذب المغناطيس العادى المصنوع من مادة الحديد، وتباع هذه الكريات المغناطيسية فى محلات لعب الأطفال فى صورة (كريات البوكى أو مكعبات البوكى المنجذب بعضها إلى البعض) من دستة إلى مئات الكريات، وتكون هذه الكريات صغيرة الحجم (0٫3 إلى 0٫6 سم )، وذات ألوان متعددة وجذابة للأطفال.لذلك فهى تجذب الأطفال إليها وعند تناول هذه الكريات المغناطيسية الصغيرة يستقر البعض منها فى أجزاء مختلفة من الجهاز الهضمى والبعض الآخر يصل إلى أجزاء أخرى منه وبفعل القوة المغناطيسية الشديدة تنجذب هذه الكريات المغناطيسية الصغيرة بعضها إلى بعض جاذبة معها جُدر الأمعاء بعضهم إلى بعض مما يؤدى إلى ضغط فى جُدر الأمعاء فى موضع انجذاب الكريات المغناطيسية الصغيرة مما يؤدى إلى ثقوب فى جُدر الأمعاء ثم التهاب بريتونى حاد ثم إلى ناسور معوى - معوى ( ناسور بين تجويف الأمعاء) ثم انسداد بالأمعاء، وإذا لم يتم التشخيص والعلاج مبكرا يؤدى إلى مضاعات كثيرة قد تصل إلى الوفاة.واشتمل البحث على خمس حالات؛ ثلاثة أطفال ذكور وبنتين، وتم تشخيصهم بعمل أشعة سينية على البطن وعلاجهم بالمنظار الجراحى حيث تم استئصال جزء من الأمعاء الدقيقة فى أحد الأطفال وخياطة الثقوب التى حدثت بالأمعاء فى بقية الأطفال، وبعد تعافيهم تم عمل خروج لهم فى حالة جيدة .وتم قبول هذا البحث للنشر فى مجلة جراحة الأطفال الأمريكية الدولية.
وأضاف الدكتور جمال السعيد أنه جدير بالذكر فى عام 2012 م قامت لجنة سلامة المنتجات الإستهلاكية فى الولايات المتحدة الأمريكية (TPSC) برفع دعوة قضائية ضد الشركة المصنعة لكريات البوكى لغرض سحبها من الأسواق، وأشادت الجمعية الأمريكية الشمالية لأمراض الجهاز الهضمى والكبد والتغذية للأطفال NASPGHA لهذا الإجراء ودعمتها لحظر بيع مغناطيس «النيوديميوم» عالى القوة، ونصح الآباء والممارسين الصحيين حول خطر ابتلاع الأطفال لكريات «النيوديميوم» المغناطيسية العالى القوة ويجب توعيتهم من خلال منصات التواصل الإجتماعى. وأجهزة الإعلام المرئى والمسموع والمطبوع حفاظا على أرواح الأبناء.
رابط دائم: