رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

نقاد وكتاب وأساتذة جامعيون يثمنون مشروع د. حسن حنفى للنهضة:
وداعا فيلسوف التنوير الحقيقى!

محمود القيعى
حسن حنفي

  • عنانى:الفيلسوف العربى الوحيد بعد د.زكى نجيب محمود
  • عصفور :مفكر كبير حلم بالجمع بين النار والثلج
  • الدسوقى :مجدد للفكر السلفى ورحيله خسارة للفلسفة العربية

 

 

كالأشجار التى تموت واقفة، رحل عنا المفكر و أستاذ الفلسفة الكبير د. حسن حنفى بعد حياة مديدة ظل فيها حتى آخر أيامه منشغلا بمصر، متيما بها، وفيا لها، حريصا عليها. عُرف حنفى بمشروعه الذى حلم به بالجمع بين التراث والحداثة، وتقديم وجه الإسلام المستنير فى مشارق الأرض ومغاربها . لم يكن غريبا أن تكون آخر مقالات حسن حنفى قبيل الرحيل عن فجر التنوير، وغسقه وشروقه وضحاه، فالرجل عاش طيلة حياته مدافعا عن التنوير بمعناه الحقيقى الذى يضع تراث الأمة فى المقدمة، لا التنوير المزيف الذى يسعى للهدم . وما كتبه منا ليس ببعيد : «التراث والتجديد»، «من النقل إلى العقل»، «حوار الأجيال»،و «مقدمة فى علم الاستغراب» .

يحسب للدكتور حسن حنفى نقله الفلسفة من الكتب وقاعات الجامعة إلى الناس والشارع، وكانت مقالاته التى نشرها فى مجلة «روزاليوسف» فى سبعينيات القرن الفائت وهى المقالات التى دخل بسببها فى معارك فكرية حادة، انتصر بها لاستقلالية المثقف وللعقلانية.

فى البداية يصف د. جابر عصفور رحيل حسن حنفى بأنه خسارة كبيرة للفكر العربى المعاصر، مشيرا إلى أنه كان أحد المفكرين الكبار الذين كانت لهم آراء أثرت ولا تزال الثقافة العربية بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معها. ويضيف أن حسن حنفى كان يحلم بالجمع بين الأضداد والمخالفين حتى بين أقصى اليمين وأقصى اليسار، وكان يرى أن اليسار هو وطنى وكذلك اليمين، مشيرا إلى أنه كان يبحث عن وسائل يقرب بها ما بينهما، وكان صادقا فى ذلك كل الصدق. ويتابع د. عصفور: كنتُ أختلف معه وأقول له : يا حسن لا يمكن الجمع بين النار والثلج، لأن هذا مستحيل، فكان يخالفنى، ويرى أن هذا ممكن وغير مستحيل، وكان متأثرا فى هذا كل التأثر بالحركات الدينية التى اتجهت إلى اليسار فى أمريكا اللاتينية، وكنت أقول له: نحن لسنا فى أمريكا اللاتينية، ولكنه كان متشبثا بآرائه وأفكاره إلى أقصى حد، ولم يكن بالمناسبة كاذبا بل كان يؤمن إيمانا حقيقيا بالجمع بين المتناقضات العربية، ولذلك كنت أقول له: يا حنفى أنت تذكرنى بالأب ياناروس فى رواية كازانتزاكيس «زوربا». ويضيف عصفور أن نقاشه الحاد مع د. حنفى لم يتوقف، مشيرا إلى أنه فى كل اختلاف معه كان يحترمه ـ بمحبة ـ إلى أبعد حد، ويحترم طريقه النضالى فى إثبات أفكاره وعرضها. وعن أجمل صفات حسن حنفى يقول د. جابر :كان من أجمل صفاته الصدق مع الأفكار، مشيرا إلى أنه مهما اختلف معه، فقد كان يحبه، ويحترمه فى آن.

عصفور

خسارة للفكر العربى المعاصر

ويتابع : أعتقد أن موته هو خسارة لا يمكن تعويضها للفكر العربى المعاصر ، لأنه كان نمطا فريدا فى هذا الفكر، وأساسا قويا من أسسه، وصوتا مميزا من أصواته، ولا أستطيع أن أقول إلا: «رحمه الله رحمة واسعة». ويختتم د. عصفور مؤكدا أن من الصعب بل من المستحيل أن نجد نموذجا، ونمطا فريدا مثل د. حسن حنفى، سواء فى أفكاره أو طرائقه فى التعبير عن نفسه وعن الأفكار .

أستاذ الأدب الإنجليزى والمترجم الكبير د. محمد عنانى يقول إن حسن حنفى كان الفيسلوف العربى الوحيد من جيله بعد زكى نجيب محمود الذى قدم خيارات فلسفية جديدة أمام الفكر العربى .ويضيف أن زكى نجيب محمود أثار قضية الأصالة والمعاصرة، وجاء حسن حنفى ليصعد بالقضية إلى أصولها الأولى منذ المعتزلة وفكرهم عبر العصور، ليناقشهم مناقشة علمية عميقة ويقدم للمفكرين الجدد خيارات لم تكن متاحة من قبل.

عناني

ويلفت عنانى إلى أن حنفى قضى أربع سنوات فى اليابان وعاد برؤية جديدة وهى :كيفية النزول بالفلسفة من عليائها فى السماء إلى الأرض بالطريقة اليابانية، مشيرا إلى أن هذا الأمر كان جديدا كل الجدة . ويتابع قائلا: «أهتم حنفى بمسألة كيف تصبح الفلسفة عنصرا من عناصر الشخصية القومية، وكان اهتمام اليابان بالعلم العملى كبيرا، ووصل الأمر عندهم إلى التوحد بين البشر والحجر أو بين الإنسان والطبيعة، وحاول حسن حنفى أكثر من مرة ربط بعض اتجاهات الفلسفة العربية بفلسفة الشرق الأقصى، وقال إن ذلك ليس مقصورا على اليابان، بل نجده فى الصين وبعض دول الشرق الأقصى فى قارة آسيا».

ويرى عنانى أنه كان سباقا فى التنبيه إلى فكرة التقارب بين الشرق والغرب بعيدا عن الصراع والحروب.

ترك بصمة مهمة

المترجم الكبير د. شوقى جلال يقول إن د. حسن حنفى كان زميلا يتميز بثباته على مبدئه وعلى فكره، وإن أجاد المناورة مع التيارات المتعددة لتجنب الصدام المباشر .ويضيف أنه كان يترك الحرية للآخرين لكى يعبروا عن أفكارهم ويقبل الفكر الآخر ويحترمه، مشيرا إلى أنه ترك بصمة مهمة فيما يتعلق بالفكر الفلسفى الإسلامى خارج مصر وخارج العالم العربى .

ويوضح أن حنفى كان مشاركا ومساهما فى العديد من مراكز الفكر الإسلامى فى الخارج، مؤكدا أنه ترك تراثا مهما واجتهد بعلم فى مجال الفكر الإسلامى، وكان مؤثرا .

مناقشة المسلمات

المؤرخ د. عاصم الدسوقى يقول إن د. حسن حنفى كان دارسا عميقا للفلسفة ومجددا للفكر الفلسفى، وسعى للخروج عن المسلمات السائدة ومناقشتها.

ويضيف أنه حاول إخضاع الظواهر للتفكير العقلى المجرد عن الهوى، مشيرا إلى أن الفلسفة المصرية والعربية خسرت كل هذه الأشياء الإيجابية .

ويوضح أن ثمة فرقا كبيرا بين شخص أسير لبعض الأفكار، وبين آخر مجدد فى إطار التفكير العقلى الذى نحتاجه بشدة فى وقتنا الحالى .

الدسوقي

الناقد الأدبى د. أحمد درويش يصف رحيل المفكر الفيلسوف الدكتور حسن حنفى بأنه خسارة كبيرة لمؤيديه ولمخالفيه، بل خسارة لحركةالتفكيروالتجديد العربية.

سيبقى معلما

فى السياق نفسه ترى د.وفاء إبراهيم أستاذ الفلسفة وعلم الجمال أن د. حسن حنفى سيبقى فى ذاكرة تلاميذه ومحبيه بما قدمه من علم نافع فى الثقافة العربية والإسلامية حتى وإن اختلفوا معه فى مراحل نضجهم .وتضيف أنه سيبقى نموذجا للأستاذ الذى كان حريصا على الذهاب مع تلاميذه إلى مكتبة الجامعة حتى يدربهم كيف يرجعون إلى أصول النصوص.

وتتابع :» سيظل أيضا الأستاذ الذى علم تلاميذه الحوار حين كان يقرأ عليهم مسودات كتبه الجديدة، وعلمهم الحوار والجرأة مع النصوص.

وتقول إنها شاهدت أخطر الحوارات حول القضايا الفكرية الساخنة مثل الأصولية الإسلامية وعلاقاتها بالعصر، ومصير الأمة العربية والإسلامية والبحث عن نقاط الالتقاء ، لجعل الجميع فى كتلة تاريخية لمواجهة المصير المشترك. وتشير إلى أنها كانت تتمنى أن تجرى مع الراحل الكبير حوارا حول مشروعه الفكرى وخيوط التماس مع د. زكى نجيب محمود والمفكر والفيلسوف المغربى عابد الجابرى، ورأيه فى المرأة المبدعة والفيلسوفة، وهل قدمت المرأة المصرية منذ خرجت إلى العمل ما حلمت به؟ وما الفرق بين مشروعه الإسلامى ومشروع الإخوان الذين يدعون أنه تحقيق لحلم جمال الدين الأفغانى لإصلاح الأمة؟. وتختتم مبدية أسفها لطول الانتظار مع توالى مراحل المرض، مشيرة إلى أن آخر مكالمة معه كانت منذ نحو شهر، وكان مريضا جدا، وشعرت أن هذا الحوار المأمول لن يتم، وأردفت: على أى حال كنت أتمنى أن أوثق آخر كلماته فى أسئلة أظن أنها كانت ستفتح طرقا وتشير إلى الحقيقة.

التأثير العظيم

من جهته يصف أستاذ الفلسفة د. أحمد سالم د.حسن حنفى بأنه عملاق من أعظم أبناء مصر .ويضيف أنه رحل فى هدوء ..وهو من هو ! ويقول إن حسن حنفى كان رؤساء الدول يستقبلونه على سلم الطائرة فى اندونيسيا ..وإيران ودول ماوراء النهرين، وكانوا يعرفون قدره وعظمته وتأثيره، مشيرا إلى أنه كان على علاقة مباشرة بمهاتير محمد ومحمد خاتمى وغيرهما الكثير.

تلمذة فى 5 أيام

د. حسن على أستاذ الإعلام يقول إنه تتلمذ على يد الدكتور حسن حنفى فى خمسة أيام شرف فيها بصحبته خارج البلاد، مشيرا إلى أنه عرفه عبر مؤلفات.قبل أن يراه .ويتابع قائلا : كنت أسأل نفسى مندهشا: أى عقل هذا الذى ينتج لنا فكرا على هذا النحو المبدع؟ وأى قدرة على الاستنباط والاستنتاج يحفل بها إنتاجه الفكرى .. وبعضه مثير للجدل؟

شرفت بلقياه أول مرة فى مؤتمر جامعة فيلادليفيا بالأردن. كنت أتعمد ان أخرج قبله وأطرق بابه علنى أظفر بوقت أطول بصحبته حتى ألف الرجل صحبتى .

ويصف حنفى بأنه قوى الحجة ... متدفق ... قارئ ... واسع الاطلاع ... واسع الأفق ... رفيق بتلاميذه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق