شدد المشاركون فى جلسة «الرقمنة وصناعة المستقبل فى مجال الرعاية الصحية لدعم مصر كمركز إقليمى لصناعة الدواء» فى ثانى أيام مؤتمر «الأهرام» الثانى للدواء، والتى ترأسها الدكتور يسرى نوار رئيس شركة فايزر، أهمية التحول الرقمى ليس فى المنظومة الصحية فقط ولكن فى كافة المجالات والخدمات، موضحين ان جائحة كورونا دفعت الدول إلى تسريع وتيرة التحول الرقمى لمواجهة آثار الجائحة، والتوسع فى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وقال الدكتور يسرى نوار إن العالم يعيش مرحة تاريخية فارقة، حيث بدأت الدول فى التعافى من آثار جائحة فيروس كورونا، الذى تسبب فى آثار عنيفة منها ضرورة التفكير فى أساليب وطرق مختلقة لمواجهة التحديات، كما كشف الوباء عن التحديات التى تواجه النظم الصحية الحديثة، وآليات الاستجابة مع الأمراض المختلفة.
واستعرض المهندس حسام صادق المدير التنفيذى للتأمين الصحى الشامل، استخدام التكنولوجيا فى دعم التأمين الصحى الشامل، مؤكداً أن التحول الرقمى أصبح ضرورة ملحة، لأى مؤسسة فى العالم وليس المؤسسات التأمينية.
وأوضح أن هيئة التأمين الصحى الشامل تفكر فى المستفيدين وكيفية تسهيل الإجراءات وأداء الخدمة دون معوقات لكافة المنتفعين، موضحاً أنه خلال ٨ سنوات، ستكون الهيئة لأول مرة مسئولة عن ١٢٠ مليون مواطن، وهذا غير موجود فى أى دولة ان تكون هناك جهة واحدة مسئولة عن هذا العدد الكبير.
وتحدث إبراهيم سرحان، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة «إى فاينانس»فى الجلسة الأخيرة للمؤتمر عن رقمنة الخدمات الصحية، موضحا أن الشركة تتوسع فى خدماتها فى السوق المصرية.
وقال: إن رقمنه خدمات التأمين الصحى من أهم المشروعات التى تعمل عليها الشركة وتم إطلاق «كارت آى هيلث» الخاص بالتأمين الصحى بعد ان قمنا بالعمل لمدة ٣ سنوات مع وزارة الاتصالات وتم دراسة كافة المشكلات.
وأكد سرحان أهمية تطور البنية التحتية لجميع أطراف منظومة التأمين الصحى، إلى جانب الاهتمام بالشق المالى لضمان استدامة الخدمات الطبية والصحية التى توفرها لهيئة التامين الصحى.
وأشار إلى أننا نعمل على تطوير البنية التحتية لمنظومة التامين الصحى بعد وضع الأساس الخاص بها، وندرس طبيعة تنفيذ الأعمال وتقدير القيمة لكل الأطراف حتى نتمكن من إقامة منظومة عمل متكاملة ومستدامة.
وقال إنه لا توجد شركة واحدة تستطيع القيام بكل الأعمال لكن لابد من التعاون ووجود شركاء من خلال القطاع الخاص، موضحا أن «اى هيلث» هى الاساس فى العمل والمركز الرئيسى ولكن سيتكامل معها عدة شبكات أخرى.
وقال إننا انجزنا مهمه صعبة مع القطاع الحكومى وهى جمع البيانات لدى هيئة التامين الصحى وأصبحت جاهزة، والمهمة التالية هى كيفية التعامل مع الخدمة من خلال التكنولوجيا الأحدث، وتطبيقها سيوفر أفضل خدمات للمواطنين، وبالإضافة لهذه الجهود فلابد من التركيز كذلك على عملية التسويق لهذه الخدمات والترويج لها وتوسيع دائرة المستفيدين لتصل إلى الجميع.
من ناحيته استعرض العقيد مهندس محمد مجاهد ــ مدير الإدارة العامة للإحصاء والتقارير والنشر الإلكترونى بالإدارة المركزية لنظم المعلومات والتحول الرقمى بهيئة الشراء الموحد ـ عناصر التحول الرقمى بهيئة الشراء الموحد، موضحا أن الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبى وإدارة النظم الطبية مسئولة عن توفير الإمداد والتموين الطبى لكافة الجهات الحكومية.
وأوضح أن الهيئة عملت قاعدة بيانات موحدة حول النظم الصحية، فى مصر من أكبر جهة حتى أصغر وحدة صحية فى مصر، مشيراً إلى أنه جار العمل على إقامة ٦مخازن استراتيجية لتأمين احتياجات مصر من الدواء وتحويل مصر لمركز إقليمى للدواء بالمنطقة العربية والقارة الإفريقية.
وأضافت الدكتورة علا على الدين نائب الرئيس لتطوير الاعمال والعلاقات الحكومية بشركة فيزيتا حيث لفتت الأنظار لأهمية استخدام التكنولوجيا فى خدمة المرضى سواء للتواصل مع الأطباء أو توفير الدواء، واستخدام التكنولوجيا لحجز الخدمات الصحية لتسهيل تلقى الخدمات العلاجية.
وتحدثت الدكتورة سامية عبده جرجس نائب المدير التنفيذى لمستشفيات جامعة عين شمس ومدير مكافحة العدوى، عن سبل مكافحة الجائحات قبل وبعد التكنولوجيا، موضحة أن هناك جانبا مضيئا لجائحة كورونا وهى زيادة الوعى بأهمية الوقاية وسبل مكافحة العدوى، وتسريع استخدام التكنولوجيا والتحول الرقمي.
وأوضحت أن كورونا ليست أول جائحة تتعرض لها الأمم، واستعرضت بعض الجائحات التى مرت بها الشعوب.
وتحدثت الدكتورة رشا زيادة، مساعد رئيس هيئة الدواء المصرية لشئون التطوير الفنى وتنمية القدرات عن تحديات التحول الرقمى، خاصة ما بعد أزمة كورونا والتى أظهرت أهمية تسريع الآليات نحو تحقيق التحول الرقمى فى مختلف القطاعات.
وأكدت أن التحول الرقمى داخل قطاع الدواء زادت أهمية التطرق إليه بعد أزمة كوفيد 19، وهو ما دفع كل القطاعات أيضا إلى اتخاذ إجراءات للتحول إليه، لافتة إلى أن التوسع فى استخدام المنصات والخدمات الإلكترونية كانت أولى الخطوات التى تم استخدامها فى الرقمنة.
وقالت إن عمليات التحول الرقمى ليست سهلة، فعلى الرغم من اتجاه العديد من الشركات إليها إلا أن هناك دراسات أوضحت أن 37% من الشركات فشلت فى تحقيق أى منفعة من عمليات التحول الرقمى، ونحو 50% من مجهودات التحول الرقمى، منذ 2018 فشلت فى تحقيق أهدافها.
ولفتت إلى أن التحديات التى تواجه عمليات التحول الرقمى، تكمن فى نقص الكفاءات وعدم رغبة بعض المؤسسات فى التغيير، بالإضافة إلى ضرورة تهيئة البنية التحتية.
من جانبه اعلن الدكتور على عمر رئيس قطاع اقتصاديات الدواء بشركة نوفارتس فارما أن إتاحة أحدث العلاجات المختلفة وتوفيرها فى السوق المصرى عملية تحتاج الى تكاتف وتعاون هيئات صحية متعددة وهذه العملية تنقسم الى مرحلتين، المرحلة الأولى وفيها تتم عملية تسجيل المستحضر وتسعيرة وهى أول خطوة نحو اتاحة اى مستحضر حديث ويجب هنا أن نشيد بالمجهود المبذول من قبل هيئة الدواء المصرى فى تسريع عملية التسجيل والتسعير، واما عن المرحلة الثانية وهى إتاحة فرص عادلة للمرضى المستحقين لهذا العلاج، وفهذه الخطوة تتأتى من خلال عدة سياسات تشمل برامج دعم المريض المختلفة وبرامج استخراج بيانات حول كفاءة الإنفاق على الأمراض والعلاجات المختلفة واتخاذ قرارات تحسين كفاءة الانفاق، تلك القرارات ستسمح بتوفير أحدث العلاجات جنباً الى جنب مع العلاجات الأخرى للأمراض المختلفة.
رابط دائم: