هى الكائن مغاير دائما، عذبة، لطيفة وساحرة، إنها المرأة فى عموم الحياة، أما المرأة المصرية فتتمتع برونق خاص، فضلا عن طبيعتها التى جعلت منها إنسانًة تتحمل الكثير من الأعباء داخل أسرتها، والتى قد تزداد حين تكون هى الأم والأب، هذه المرأة القوية لابد لها لكى تحافظ على صحتها وقوتها وتحملها وتصل إلى مستوى جيد ومقبول من الرشاقة، أن تهتم كثيرا بممارسة الرياضة، حيث كشف كثير من الدراسات المتخصصة، عن أن المرأة بحاجة إلى ممارسة الرياضة، لأنها بحكم تكوينها البيولوجى، تكون أكثر تعرضا للسمنة، حيث تصل نسبة الشحوم فى جسم المرأة إلى حوالى 28.2%، ومن ثم فإنها تحتاج الى مزاولة الرياضة وبشكل مستمر.
وتقى الرياضة المرأة من الإصابة بالعديد من الأمراض، خاصة تلك المرتبطة بالتقدم فى العمر، لكن الأمر يرتبط بعوامل عدة، مثل نوع الرياضة وعدد مرات مزاولتها، وقوة الإرادة والحزم والانتظام فى ممارستها، فمنذ سنوات والدولة تولى اهتماما كبيرا بصحة المرأة، وليس أدل على ذلك من مبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة المصرية، ضمن حملة (100 مليون صحة)، التى تستهدف مكافحة الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكرى وسرطان الثدى والرحم، إلى جانب التقليل من خطر الإصابة بأمراض السمنة، وفقدان الوزن والتخلص من الدهون، وتقوية العظام وتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام، وكل ذلك لا يمنع من أهمية ممارسة الرياضة، بما لها من دور كبير فى الوقاية من الإصابة بمشاكل الجلد والشيخوخة المبكرة، إذ تساعد على إفراز كمية كبيرة من الكولاجين الذى يعطى نضارة للبشرة باختلاف أنواعها، كما تساعد على تحسين الصورة الذاتية للمرأة وزيادة ثقتها بنفسها، فما رأى المرأة المصرية نفسها فى الرياضة وإلى أى مدى تقدر أهميتها؟
«الجيم».. ظاهرة إيجابية
ندى نادر مدربة بأحد النوادى الرياضية، ترى إن الثقافة الرياضية أصبحت تشكل مساحة كبيرة بين العائلات المصرية، وهو ما يؤكده وجود العديد من المراكز الرياضية المخصصة للسيدات فى الفترة الأخيرة، ووجود حصص وتجمعات خاصة بهن، وترى أن المراكز الرياضية ليس مقتصرًا على ثقافة العضلات، لكنه ينعكس إيجابا على الصحة بشكل عام، فمهما كان التمرين يمنح المرأة قوامًا رشيقًا ومُتناسقًا وشكلًا أفضل للجسم، فإنه أيضاً يعمل على تحسين الحالة المزاجية، وتنشيط الدورة الدموية وعمل القلب ويقلل من نسبة الكولسترول، والحد من الإصابات بالأمراض المزمنة، والتقليل من السمنة والشيخوخة المبكرة، كما تعمل الرياضة على تقوية العظام والحد من هشاشتها، وتجعل الجسم قادرا على أداء كل الحركات دون أى تعب، وتضيف كابتن ندى أن كل امرأة تذهب للجيم لها هدف، فمثلا هناك سيدات يذهبن من أجل تحسين الحالة المزاجية، والصحة النفسية والخروج من الاكتئاب، وهناك سيدات يذهبن لتساعدهن الرياضية على النوم والاسترخاء خاصة أن بعض النساء نتيجة للضغوط يعانين من الأرق، وبعضهن وخاصة صغيرات السن يمارسن الرياضة لفقد الوزن، إذ تعمل على إحراق السعرات الحرارية والدهون العنيدة المتراكمة فى مناطق الجسم المختلفة، وهناك بعض الشابات يمارسن رياضة الأوزان للحصول على قوام ممشوق.
تدريبات الرقص والحالة المزاجية
خلال السنوات الأخيرة، بدأت عشرات من مدارس الرقص الشرقى فى الظهور داخل العديد من مراكز الرياضة الخاصة بالنساء، حيث تقوم على تلك المدارس، مدربات مؤهلات فيما يعرف بالرقص الإيقاعى، من بينهم أمل ناكاسونى التى تقول: تلجأ كثير من النساء إلى الرقص الإيقاعى باعتباره وسيلة ناجحة لتحسين الحالة المزاجية، ما يعزز من ثقة المرأة بنفسها وبجسدها، عن طريق مجموعة من التمارين، التى تؤدَى على إيقاعات موسيقية، تساهم فى الدخول إلى حالة مزاجية مختلفة، مع تناغم العضلات والحركات الدقيقة خاصة للوسط، الأمر الذى يساهم فى الوصول الى حالة من النشاط النفسى والذهنى، ما يزيد بشكل ملحوظ من الثقة بالنفس، فالرقص فى النهاية يحفز الجسم على إفراز هرمونى الإندورفين والدوبامين، المسئولين عن الشعور بالرضا، وكل هذا يساهم فى تكوين علاقات وصداقات جيدة، والتعرف على أشخاص وقصص مختلفة، ما يساهم فى تطوير روابط وعلاقات اجتماعية، وتضيف أمل : يساعد الرقص على إنقاص الوزن كثيرا، لأنه يساهم بقدر كبير على حرق الدهون بنسبة كبيرة، ما يساعد على حماية المرأة من الإصابة بمخاطر السمنة المفرطة، حيث تعمل حركات الرقص على ليونة الجسم، وخصوصا منطقة البطن والخصر.
سارة يحي
أمل طبيبة صيدلانية شابة، تداوم منذ فترة على أداء التمرينات الحركية التى تعتمد على الرقص الإيقاعى، وهى تقول عن ذلك: أحببت الرقص الإيقاعى واحترفت تدريبه، بجانب عملى لعلمى بفوائده الكثيرة للجسم، وتحسين الحالة النفسية والخروج من ضغوط الحياة، وتحفيز مسارات الإبداع، وقد اكتشفت أيضا ان الرقص يداعب الذكاء ومركز التفكير فى المخ، حيث يتطلب حركات مختلفة ومتوازنة فى الوقت الملائم للموسيقى، ما يفتح المسارات العصبية فى الجسم ويدعم لياقته.
صداقات جديدة مع الدراجة
وتقول طبيبة الأسنان سارة يحيى: كنت فى البداية أرغب فى تعلم رياضة ركوب الدراجات، كنوع من الرياضة الجميلة للتخسيس، والحصول على لياقة بدنية عالية، فبدأت أبحث عن جروب على الفيس بوك يساعدنى على ذلك، ولاحظت أن معظم الموجودين به من الفتيات، ما عزز من إحساسى بالأمان، ودفعنى للاستمرار والمضى قدماً لاستكمال تلك الرياضة الجميلة، وقد كانت ممارسة رياضة الدراجات، سببا فى اتجاهى الى ممارسة أنواع اخرى من الرياضة، مثل السباحة والجرى.
تعترف سارة يحيى بالتأثير الكبير بعد ممارستها رياضة ركوب الدرجات، التى ساهمت فى ضبط الوزن وتنظيم التنفس، وإعطاء شكل جميل للجسم، ما ساهم كثيرا فى تحسين حالتها النفسية، وتضيف سارة: ثقافة ركوب الدرجات وسط المجموعة يدفع ممارس تلك الرياضة الى الدخول فى نظام حياة صحى ومنظم، من حيث الاستيقاظ المبكر، حيث إننا نبدأ تلك الرياضة فى الصباح الباكر جدا، ويمكننا أن نسافر لمسافات طويلة بالدراجة، مما يؤثر بشكل إيجابى على حياتنا وصحتنا، إضافة إلى تطوير المعارف واكتساب صداقات جديدة تشبهك أكثر.
علا عاصم
قوام ممشوق ودفاع عن النفس
ترى علا عاصم الطالبة فى المرحلة الثانوية، أن ممارسة الرياضة أمر مميز، حيث إنها تساهم فى تحسين شكل الجسم بشكل كبير، وتمارس علا رياضة الكيك بوكس منذ سنوات وهى تقول عنها: تؤثر تلك الرياضة فى نحت القدمين واليدين، ومناطق الجسم المختلفة، وتشد العضلات بشكل رائع، ما يعطى للأنثى مظهرًا متميزًا، كما أنها تعزز القدرة على التحمل، حيث إنها من التمارين الهوائية الثقيلة، إضافة إلى مساعدة الجسم على حرق الكثير من السعرات الحرارية، نتيجة المجهود الكبير المبذول فيها، فتساهم فى رفع معدل خسارة دهون منطقة البطن، وتضيف علا: ممارسة الكيك بوكس لمدة ساعة من شأنه حرق سعرات حرارية تعادل 750 سعرا حراريا، إضافة إلى أنها تعمل على تعلم تقنيات التنفس المناسبة، وتلك الرياضة تعطى ميزة إضافية بزيادة الثقة فى النفس نتيجة زيادة القدرة على الدفاع عن النفس، كما تدفعك للتخلص من كل الطاقة السلبية والضغوط المحيطة، وكل طاقة الغضب التى بداخلك.
امل ناكاسوني
اليوجا.. رياضة الروح ودعم النفس
تقول غادة الطنبارى، مدربة يوجا: كل يوم تزداد شعبية اليوجا فى العالم أجمع، خاصة مع انتشار ومعرفة مزاياها للجسم والعقل والراحة النفسية، لكن يجب أن نفهم أن هناك فوائد لليوجا للمرأة بشكل خاص، ومع الاستمرار فى الممارسة يمكن الاستفادة بالكثير منها، من تجربة 10 دقائق فقط يوميًا وبحركات بسيطة، يمكن القيام بها فى بيتك، وفى وقت فراغك، وقد أثبتت الأبحاث أن ممارسة اليوجا قبل الولادة يمكن أن تساعد طوال فترة الحمل والولادة، وذلك من خلال تقليل الإجهاد والألم خصوصًا فى منطقة الحوض والمساعدة على تسهيل عملية الولادة الطبيعية، لكن يجب أن تراجعى الأمر مع الطبيب الخاص بكِ، حتى تعرفى أى نوع من اليوجا يناسب حالتك.
ويوجد أكثر من ١٠٠ نوع فى اليوجا، فهناك أنواع قديمة مثل الهاثا (أقدمها) والأشتانجا... وأنواع حديثة مثل الايريوجا مثلا، وكل نوع منها له أسلوب وطريقة للتعلم ولكن جميعها من السهل التمرن عليه بمستويات مختلفة تناسب المبتدئين، حيث تجتمع جميع الأنواع على مبدأ عام لليوجا وهو تقوية الجسد والعقل بتمارين الحركة والتنفس المختلفة حتى يكون قادرا على جلسات التأمل.
التمرين الصحيح لليوجا حسبما تقول غادة، يكون فى حالة أشبه بالتأمل، وذلك بالتحكم فى النفس مع الحركة فيهدأ الجهاز العصبى ويدخل العقل فى حالة شبه تأملية حتى مع الحركة بتمارين التنفس المعتادة، أو بدمجها أحيانا مع الحركة يدخل للجسم أكسجين أكثر بخمس مرات للجسم.
رابط دائم: