تزامنا مع التحذيرات الأوروبية من عودة هجمات « الذئاب المنفردة» التى استهدفت القارة العجوز منذ عام 2015، أثار مصرع “ديفيد أميس” النائب البريطانى فى حادث طعن تعرض له أمس خلال تجمع انتخابى فى كنيسة بلفيرز المعمدانية بمقاطعة إسيكس الجدل حول سلامة أعضاء البرلمان والسياسيين فى المملكة المتحدة وإطلاق دعوات بضرورة حمايتهم من أى اعتداءات فى المستقبل.
وأعلنت شرطة العاصمة البريطانية فى بيان أمس أن حادث الطعن الذى تعرض له النائب أميس «عمل إرهابي»، مؤكدة أن التحقيق المبكر كشف عن «دافع محتمل مرتبط بالتطرف.»
وأفاد بيان الشرطة بأنها ألقت القبض على شاب يبلغ من العمر -25 عاما- يحمل الجنسية البريطانية من أصل صومالى، مشيرة إلى أنه من المرجح قيامه بهذا العمل بمفرده.
وروى أحد شهود العيان من كنيسة بإسيكس فى شرق البلاد، حيث وقع الحادث الصادم، تفاصيل مروعة عما حدث، مشيرا إلى أن المهاجم الشاب انتظر النائب فى القاعة، وحين أقدم للقائه مبتسما، استل خنجرا وطعنه عدة مرات.
وأضاف أن النائب المحافظ وقف عند باب القاعة فى البداية، متحدثا مع ناخبى تلك الدائرة، وملوحا للمارة، إلى جانب لافتة كتب عليها «نرحب بالجميع هنا.»
وفيما وصف سياسيون ثانى هجوم من نوعه على نائب بريطانى فى نفس الدائرة الانتخابية فى السنوات الخمس الماضية بأنه هجوم على «الديمقراطية»، وأثيرت تساؤلات حول سلامة السياسيين حيث نوه ليندسى هويل رئيس مجلس العموم بأنه سيتعين مناقشة أمن أعضاء البرلمان، قائلا: «هذا الحادث سيحدث صدمة فى المجتمع البرلمانى والبلاد بأسرها... فى الأيام المقبلة، سنحتاج إلى إعادة النظر فى أمن النواب».
وفى الوقت الذى جرى تعليق كل حملات حزب المحافظين حتى إشعار آخر، تم تنكيس الأعلام فى داوننج ستريت حدادا عليه وفوق عدد من المؤسسات الحكومية.
وأعادت مقتل أميس إلى الأذهان واقعة حدثت عام 2010 عندما نجا ستيفن تيمز نائب حزب العمال من هجوم مماثل فى مكتب دائرته الانتخابية، وكذلك مقتل جو كوكس النائبة عن حزب العمال فى إطلاق نار عام 2016 ، قبل أيام فقط من استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
من جانبه، قال بوريس جونسون رئيس الوزراء الذى عاد إلى لندن من غرب انجلترا فور إعلان نبأ الهجوم على النائب:»كان ديفيد رجلاً آمنا بشدة بهذا البلد ومستقبله، وفقدنا اليوم شخصية رائعة تعمل فى مجال العمل العام وصديقاً وزميلاً محبوباً للغاية»، وتوجه جونسون إلى الكنيسة التى شهدت الحادث ووضع باقة من الزهور.
فى غضون ذلك وبعد يومين من مقتل 5 أشخاص فى مدينة كونجسبيرج النرويجية، كشف أرنى كريستيان هوجستويل رئيس عمليات مكافحة الإرهاب فى النرويج أن الشرطة كانت لديها مؤشرات منذ عدة سنوات على أن منفذ الهجوم يمكن أن يكون خطيرا.
وقال هوجستويل لصحيفة «فيردينز جانج» إن الشرطة تلقت معلومات عام 2015 بشأن مواطن دنماركى، تم احتجازه لأربعة أسابيع ولكن فى ذلك الوقت، اعتبرت السلطات أنه من المستبعد أن يرتكب أى جريمة عنيفة لها دوافع سياسية لكنها تلقت تحذيرات إضافية عندما نشر الرجل عام 2017 مقطع فيديو وصف نفسه فيه بأنه مسلم ورسول وأعلن عن مهمة.
وقالت الشرطة النرويجية إن الجانى اتسم بالتطرف فى الآونة الأخيرة وكان فى بؤرة اهتمام السلطات لفترة طويلة بسبب ميوله المتشددة.
وفى فرنسا، أكد جان كاستكس رئيس الوزراء أن بلاده عززت قدراتها الأمنية والاستخباراتية والقوانين ضد الإرهاب، بالإضافة إلى أدوات مكافحة الإرهاب فى الفترة الأخيرة، داعيا العالم للنضال ضد «الإرهاب الإسلامي» وجميع أشكال الإرهاب.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أظهرت فيه دراسة لـ»المرصد الأوروبى لمحاربة التطرف» أنه منذ ما يقرب من 6 أعوام، شهدت القارة العجوز ارتفاعا ملحوظا فى حوادث الطعن، بعضها إرهابية دامية، راح ضحيتها الكثيرون فيما أصيب آخرون فى حوادث وصفت بـ»الفردية» والسبب فيها «الروابط الأمنية الضعيفة» بين دول أوروبا، حيث تختلف القدرات الاستخباراتية على نطاق واسع بين الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى البالغ عددها 27 دولة.
رابط دائم: