رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الرئيس فى المؤتمر الصحفى للقمة:
مصر تطالب أوروبا بحوار عميق وشامل للتعامل مع الهجرة غير المشروعة

> صورة تذكارية لزعماء القمة

  • نحن قيادة تحترم شعبها وتسعى من أجل تقدمه وتوفير حياة كريمة له < يعيش فى مصر ٦ ملايين «ضيف» كمواطنين وليس لاجئين

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى ضرورة التوصل الى مقاربة مختلفة للتعامل مع قضية الهجرة غير الشرعية، مشيرا إلى أن مصر لم تترك اللاجئين الذين تستضيفهم ليلقوا مصيرهم فى البحر أو للمجهول، بل دمجتهم فى المجتمع، مشددا على أن مصر لم تقبل من منظور أخلاقى أو إنسانى أن تجمع اللاجئين فى معسكرات، أو تصدرهم إلى أوروبا عن طريق الهجرة غير الشرعية.

وقال الرئيس السيسى أمس فى المؤتمر الصحفى لقمة دول الفيشجراد ومصر المنعقدة فى العاصمة المجرية بودابست، إنه يوجد 6 ملايين لاجئ فى مصر يعيشون كمواطنين عاديين، وليس داخل معسكرات، ولم تخرج هجرة غير شرعية واحدة من مصر. قائلا: نحتاج إلى شكل أعمق من الحوار فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية، متسائلا «هل الدول الأوروبية مستعدة لمساعدة الدول الفقيرة التى يخرج منها المهاجرون غير الشرعيين على تحسين الأوضاع المعيشية لشعوبهم».

وأكد الرئيس أن فى مصر قيادة تحترم شعبها وتسعى من أجل تقدمه، ولا تنصاع لأى إملاءات لما تفعله، قائلا: «نحن قيادة تحترم شعبها وتحبه وتسعى من أجل تقدمه وهناك ضرورة لتفهم اوروبا لما يحدث فى مصر». وأوضح أن مصر تسعى للتقدم فى جميع المجالات من أجل توفير حياة كريمة للمواطنين، مشيرا إلى المبادرة التى تحمل نفس الاسم «حياة كريمة» التى تستهدف تطوير حياة 60 مليون إنسان بالريف المصري، فى جميع المجالات ومن بينها التعليم والصحة ومعالجة المياه والرى والطرق والصرف الصحى وغيرها.

وشدد الرئيس السيسى على متانة العلاقات التى تجمع مصر ودول تجمع فيشجراد، معربا عن تطلعه لمواصلة تطوير تلك العلاقات لتصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية مع تلك الدول. وأعرب عن سعادته للقاء قادة تجمع فيشجراد ــ للمرة الثانية ــ ومناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك؛ بما يعكس متانة العلاقات التى تجمع مصر ودول التجمع.  وقال إن مصر ترتبط بعلاقات صداقة تاريخية مع دول تجمع فيشجراد، معربا عن اعتزازه لما تشهده تلك العلاقات من تعاون وثيق فى مختلف المجالات، والمستوى الرفيع من التنسيق والتعاون على المستويين الثنائى والمتعدد الأطراف. 

وأضاف الرئيس السيسى: العالم واجه ــ فى العامين الماضيين ــ تحديات جمة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، نتيجة فيروس كورونا المستجد»، مشيرا الى أن استمرار الجائحة منذ قرابة العامين، أثبت أن البشرية مثلما تتشارك فى الأخوة الإنسانية، فإنها عرضة كذلك للتشارك فيما تواجهه من تحديات، مهما تفاوتت مستويات تقدمها، بما يفرض على المجتمع الدولى تضافر جهوده وتعزيز التعاون بين شتى الدول. وأشار الرئيس إلى أنه فى ظل إدراك مصر خطورة التباين فى مسارات التعافى الاقتصادى بين الدول، فقد حرصت على السعى لتوطين صناعة اللقاحات ليس فقط لتلبية احتياجات مواطنيها، لكن أيضا للتصدير الى القارة الافريقية فى محاولة منها لرأب الفجوة بين الدول النامية والدول المتقدمة فى تلقى اللقاح، معربا عن تطلعه للتعاون مع دول التجمع لتحقيق هذا الهدف.

وقال الرئيس السيسي، إن لقاء قمة تجمع «فيشجراد» تناول العديد من الموضوعات مثل الهجرة غير الشرعية والإرهاب، مثمنا مواقف «الصديق» رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان، والأصدقاء من بولندا وسلوفاكيا فيما يتعلق بدعم مصر. وأوضح أن المؤتمر يمثل فرصة ليسمعه الأصدقاء الأوروبيون، قائلا: «أنا أتصور أن الهجرة غير الشرعية كعنوان؛ تعكس شكلا من أشكال حقوق الإنسان المفتقدة فى منطقتنا، لكن من منظور مختلف، ليس منظور التعبير عن الرأى، والمنافسة السياسية».

وتابع السيسى: «هناك حقوق أخرى كثيرة لم تتوافر بعد فى منطقتنا».. متسائلا: هل الدول الأوروبية مستعدة للمساهمة والمشاركة مع هذه الدول فى تحسين أوضاعها السياسية والاقتصادية والثقافية؛ حتى نصل إلى مقاربة مختلفة لفهم ما يخص حقوق الإنسان والذى يكون دائما موضوعا جدليا كبيرا؟»

وأوضح: «أتحدث عن مصر على سبيل المثال والدول الأوروبية، فأنا لا أرفض مناقشة هذا الموضوع، لكن مناقشته من أى مقاربة، هل من مقاربة توفير «حياة كريمة» لمائة مليون مصرى، وهل أنتم ــ كأصدقاء أوروبيين ودول مهتمة بحقوق الإنسان ــ على استعداد لتوفير لنا ذلك، وخلق فرص لحدوث توأمة مع جامعاتكم الأوروبية المتقدمة، حتى نقدم شكلا جيدا من التعليم، يناسب متطلبات العصر، وهل أنتم مستعدون لنقل نوع من الصناعة فى بلادكم لبلادنا وتوطينها، لتوفير فرص عمل لأكثر من 65% من شعبنا من الشباب؟».

وأكد الرئيس السيسى أنه لم يخرج مركب واحد للهجرة غير الشرعية من مصر، لافتا إلى أن الهجرة التى جاءت إلى مصر كانت من الدول الإفريقية التى تعرضت إلى مشاكل وصل عددهم ــ حتى الآن ــ إلى 6 ملايين مواطن ومواطنة من إفريقيا ودول أخرى، عانت عدم الاستقرار.

وقال السيسى إن «مصر رفضت ــ من منظور حقوق الإنسان ــ أن تسمح بالمزايدة بهذه الفئة، والتى نسميهم فى مصر «ضيوفا» وليس «لاجئين»، فنحن لا نمتلك معسكرات للاجئين فى مصر، بل مثلما يعيش باقى المصريين، يتعلمون فى مدارسنا، ويتلقون العلاج فى مستشفياتنا، كما أننا وفرنا لهم اللقاح المضاد لفيروس كورونا على الرغم من قلة إمكاناتنا مقارنة بالدول الأوروبية المتقدمة».

وأعرب الرئيس السيسى عن شكره على إهداء مصر 250 ألف جرعة لقاح مضاد لفيروس كورونا.

ووجه الرئيس السيسى حديثه إلى جميع الدول الصديقة، قائلا: إن مصر دولة تسعى - بإصرار وعزيمة - من أجل التقدم والتحضر فى مختلف المجالات، منوها بأن الجهد الذى بذل فى مصر - خلال السبع سنوات الماضية - خير دليل على ذلك، لتوفير حياة كريمة.

وتابع: أطلقنا فى مصر مبادرة «حياة كريمة»، التى تستهدف تحسين حياة 60 مليون إنسان فى الريف المصري، ووضعنا 700 مليار جنيه مصرى فى ثلاث سنوات؛ لتغيير حياة الناس فى مختلف المجالات على غرار التعليم والصحة والصرف الصحى ومحطات المعالجة والطرق ومياه الرى وكل شيء، مضيفا «أنكم تتعاملون مع دولة تحترم نفسها وتحترم شعبها بشكل كامل».

وقال الرئيس، إن تفهم «أصدقائنا» فى تجمع «فيشجراد» لما يحدث فى مصر مهم، لكنه غير كاف؛ حيث يجب على «أصدقائنا الأوروبيين» أن يتفهموا أيضا ما يحدث فى مصر، مشددا على أننا كقيادة تحترم شعبها وتحبه وتسعى من أجل تقدمه، لسنا بحاجة لأحد أن يقول لنا إن معايير حقوق الإنسان عندكم فيها تجاوز .

وأضاف قائلا: «أنا مسئول عن حياة 100 مليون مواطن، والحفاظ عليهم؛ وهذا أمر ليس باليسير، أنتم تتحدثون وفى الوقت ذاته يوجد فى المجر 10 ملايين نسمة، وبولندا 40 مليونا، وتشيكيا 10 ملايين».

ووجه الرئيس السيسى الشكر إلى الأصدقاء فى دول تجمع «فيشجراد»، الداعمة لمصر فى مختلف المجالات، مبديا تطلعه لمزيد من الدعم من تلك الدول.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق