رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مصائر اللاجئين وتبعات الاستعمار ترسم روايات عبدالرزاق قرنح

هبة عبد الستار
عبدالرازق قرنح

في السنوات القليلة الماضية ، كانت هناك صور مروعة للمأساة الإنسانية التي تتكشف على الشواطئ الأوروبية مع عشرات اللاجئين الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط من إفريقيا. وبدا أن أوروبا مترددة في فتح أبوابها أمام الأشخاص الذين يفرون من أراضيهم لأسباب تتنوع من الفقر إلى الحرب. منحت الأكاديمية السويدية جائزة نوبل للآداب لعام 2021 لمؤلف قام بتأريخ تجربة اللاجئين وتأثير الاستعمار القاسي في جميع رواياته.

فاز عبد الرزاق قرنح بالجائزة «لاختراقه وتعمقه العاطفى المتجذر غير المسبوق لآثار الاستعمار ومصائر اللاجئين فى الهوة بين الثقافات والقارات».ووصفه أندرس أولسون ، رئيس لجنة نوبل للأدب ، بأنه «أحد أبرز الكتاب في العالم في فترة ما بعد الاستعمار». فى هذا الملف نرصد تداعيات ذلك الفوز والجدل المرتبط به، ونلقى الضوء على مشروع قرنح الإبداعى . كما نقدم قراءة سريعة مكثفة فى رواياته العشر.

 

 دعا قرنح في مقابلة مع مؤسسة نوبل، دول أوروبا إلى التعامل مع اللاجئين باعتبارهم «ثروة»، موضحا: «هؤلاء لا يأتون فارغي الأيدي، إن كثيرين منهم يأتون بدافع الضرورة، ولأنهم بصراحة يملكون ما يقدمونه، وهم لا يأتون فارغي الأيدي»، داعياً إلى تغيير النظرة إلى «أشخاص موهوبين ومفعمين بالطاقة».يجد مأزق اللاجئين الذي صورته أعمال قرنح صدى كبيرا في عالم اليوم حيث أصبحت أزمات اللاجئين أكثر وضوحًا في السنوات الأخيرة. 

الهجرة والاقتلاع الثقافي إلى جانب التنوع الثقافي والعرقي لشرق إفريقيا هي في قلب روايات القرنح كما شكلت حياته أيضا .بحلول الوقت الذي وصل فيه إلى بريطانيا ، كان قد شكل صورة لبلد «اللطف والأدب». قال: «لم أكن أتوقع العداء الذي واجهته». «تصادف كلمات سيئة ، تحديقا قبيحا ، فظاظة.» كانت بريطانيا التي عاش فيها شديدة البياض لدرجة أنه، في بعض الأحيان ، كان يرى نفسه في نافذة متجر ، ليتساءل للحظة عن هويته.

إن إفريقيا التي يصورها فى رواياته هي أكثر تعقيدًا ودقة وتعددًا للثقافات من الرواية النمطية التي تسربت إلى الغرب. فرواياته تسأل: كيف نتذكر الماضي الذي تم طمسه ومحوه عن عمد من الأرشيف الاستعماري؟ وتعتبر رواياته أن المحو المتعمد للروايات ووجهات النظر الإفريقية إحدى النتائج الرئيسية للاستعمار الأوروبي.

تتحدث شخصيات قرنح عن هويات معقدة، تجمع بين التأثير الثقافي للإسلام والعرق والعرق المختلط ، جنبًا إلى جنب مع الصدمة المنتشرة للاستعمار والاضطراب في الغرب. المستعمر قاتل لأسباب معقدة» ، ويلاحظ تناقض الإمبريالية ، التي تدعي أنها تهتم بالشعب بينما تقتلهم في النهاية. من الصعب فهم العنف والقسوة التي أصبحت ممكنة بطريقة ما من خلال الأفكار العرقية. كما يقول: «هناك تناقض غريب ، أعتقد أن الإمبريالية تتضمنه: من ناحية الإكراه العنيف ، ومن ناحية أخرى نوع من الموقف الأخلاقي العام».

تظهر رواياته كيف تهرب الذاكرة من التاريخ. أبطاله رواة قصص ، يعيدون كتابة التاريخ ، يروون حكايات طويلة من أجل إعادة صياغة أنفسهم والهروب من أنفسهم. قصصهم عن مسارات النجاة بين الخسارة والحرية والخيانات القديمة والولاءات الجديدة. يمكن وصف أسلوب صاحب “الجنة” الأدبي بأنه «مثير للذكريات» هو يستحضر في الحياة قصص الناس والأماكن في زوايا التاريخ المنسية ، إن لم يتم محوها عمدًا.

صراع على الهوية

منذ إعلان فوزه بجائزة نوبل للآداب، ثار جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعى حول هوية عبد الرزاق قرنح وجذوره وعما إذا كان يمكن اعتباره ثانى روائي عربي يفوز بنوبل للآداب بعد نجيب محفوظ. اشتعلت المعركة بين نشطاء اليمن وتنزانيا الذين تنازعوا فيما بينهم نسب الكاتب وهويته .

ولد عبد الرزاق قرنح في جزيرة زنجبار عام 1948 لعائلة من أصول يمنية من حضرموت، والده سليم قرنح، ووالدته سلمى عبد الله وهاجرت الأسرة في منتصف الأربعينيات إلى زنجبار، وظلت فيها حتى عام 1964، وتعرض المواطنون من أصل عربي للاضطهاد، وأصبحت الجزيرة الإفريقية فيما بعد تنزانيا.

وصل قرنح إلى إنجلترا كلاجئ في نهاية الستينيات. درس وعمل كأستاذ للغة الإنجليزية وآداب ما بعد الاستعمار في جامعة كنت. ينصب اهتمامه الأكاديمي الرئيسي على الكتابة ما بعد الاستعمار والخطابات المرتبطة بالاستعمار ، لا سيما فيما يتعلق بإفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي والهند. كما قام بتحرير مجلدين ضما مقالات عن الكتابة الإفريقية ، ونشر مقالات عن عدد من الكتاب المعاصرين في فترة ما بعد الاستعمار ، بما في ذلك في. إس. نايبول ، وسلمان رشدي . وهو محرر كتاب «رفيق سلمان رشدي»، الصادر عن جامعة كامبريدج.

وبسبب الأصول المتعددة اندلعت تلك الأزمة، حيث تناقل بعض الباحثين والنشطاء اليمنيين ما كتبه الدكتور خالد بلخشر في مجلة حضرموت الثقافية عام 2016 في مقالة نُشرت له قبل خمس سنوات في مجلة حضرموت الثقافية حملت عنوان «حكايتي مع عبدالرزاق قرنح»، واعتبروها تأكيدا على أصول قرنح اليمنية التى تمتد إلى حضر موت، مؤكدين أن بلدة “الديس” هناك لا تزال تحتضن بعض أفراد أسرته حتى اليوم، فاحتفل يمنيون بفوزه باعتباره فوزا لليمن رغم أن قرنح وجائزة نوبل ركزا على أصوله التنزانية الإفريقية وتجاهلا جذوره العربية سواء فى إعلان حيثيات الفوز أو التصريحات التى صدرت بعد الفوز.

ورغم أن قرنح يكتب بالإنجليزية ، وليس لغته الأم السواحيلية ، فإن الجدل نفسه انتقل إلى الأوساط التنزانية التى انشغلت بنقاش موسع حول كونه تنزانيا ام زنجباريا، ورسميا اعتبرت الحكومة التنزانية، بحسب وكالة «فرانس برس»، أن تكريم قرنح «فوز لتنزانيا وللقارة الإفريقية برمتها»، وقالت المحامية التنزانية فاطمة كرومي، إنه في أعقاب إعلان جائزة نوبل هذا الأسبوع ، دخلت بلادها في نقاش حول جنسية قرنح. كان البعض يتخوف من حقيقة أن تنزانيا لا تعترف بالجنسية المزدوجة لكنهم كانوا يحاولون يائسين المطالبة به باعتباره تنزاني الأصل وأن فوزه فوز لتنزانيا .

فى أكثر من حوار له عندما كان يسأل من أين أصوله ؛ أجاب عبد الرزاق قرنح دون مواربة “: “أنا من زنجبار. ليس هناك أي لبس في ذلك»، وبعد إعلان فوزه بنوبل غرد على حسابه الشخصي على تويتر قائلا «أهدي جائزة نوبل هذه لإفريقيا والأفارقة ولجميع قرائي. شكراً!»، وفى كلتا الحالتين لم يشر أبدا إلى أصوله اليمنية أو العرب.

جدل حول حضور إفريقيا بالثقافة والترجمة العربية

جزء رئيسي من أسباب عدم معرفة القارئ العربي بعبد الرزاق قرنح وأعماله وغيابها عن الترجمة العربية يرجع إلى أزمة أكبر تتعلق بالغياب الذى يتسم به الأدب الإفريقي فى حقل الترجمة، مقارنة بآداب أخرى أكثر انتشارا بالترجمة مثل الأدب اللاتينى والانجليزى والأمريكى، والروسي ، رغم أن تجربة إفريقيا في الرواية المكتوبة حديثة، وبالمعنى الشفهي للحكاية متجذرة في ذاكرة الإنسان وتراثه الشعبي. يحكي الناس عن الماضي والذكريات، وتروى القصص من التجارب اليومية وتجارب الأجداد، والطقوس والمعتقدات دليل على الميراث الخصب للحكاية الإفريقية.

تلك الأزمة يقف وراءها للأسف نظرة الاستعلاء والدونية إلى إفريقيا وكتابها حتى لو كانوا فى المهجر يكتبون عن قضايا وشواغل تتعلق بوطنهم الأم بلغة بلد المهجر . وهى مشكلة أشار إليها الناشر شريف بكر، مدير دار العربي للنشر، إحدى أبرز دور النشر المعنية بترجمة الأدب من لغات وبلدان مختلفة ، فى مقال له أخيرا .. ذلك العزوف من القراء بالتأكيد يصعب من مهمة أى ناشر مستقل لتبنى ترجمة تلك الكتب لصعوبة تسويقها على الرغم من أن مؤسسات الدولة الثقافية لعبت دورا فى ترجمة ودعم هذا الأدب كما حدث بسلسلة الجوائز وكذلك فى عدد من دورات معرض الكتاب التى احتفت بأدباء أفارقة . كما خصص المعرض بالسنوات الأخيرة إحدى دوراته لتكون تحت شعار «مصر إفريقيا... ثقافة التنوع» التى ضمت العديد من الفعاليات التى كانت إفريقيا محورها.

لا يمكننا أن نتجاهل هنا اشتباك تلك القضية مع قضية ربط “الأدب الإفريقي” بالجغرافيا ، الأمر الذى ينزع عنه توسعه وتنوعه وخصوصيته أيضا . كما يقول الروائي النيجيري البارز،تشينوا أشيبي: «لا يمكن أن نحصر الأدب الإفريقي في تعريف واحد، فأنا لا أنظر إلى الأدب الإفريقي بكونه وحدة واحدة؛ بل أراه مجموعة من الوحدات المرتبطة ببعضها، تعني في الحقيقة الصورة الكلية للعراقة الإفريقية».

ويحذر أحمد شحيمط فى كتابه “ المكان الضائع في سرديات الرواية الإفريقية” من تقسيم الأدب الإفريقي على أساس إثني أو ديني، كالقول إن الأدب خاص بالمناطق غير الناطقة بالعربية، أو أدب للزنوج الذين لا يدينون بالإسلام. الأدب الخاص بشمال إفريقيا والأدب الخاص بإفريقيا جنوب الصحراء. فهذا النوع من التقسيم استعماري وعنصري واستئصالي؛ لأن إفريقيا بحدودها مجال ترابي شاسع، يستوعب كل القوميات والأديان. والكتابة الروائية تتعالى عن الحسابات الضيقة؛ لترسم لنفسها عالمًا جديدًا يعبر فيه الروائي عن هموم الإنسان الإفريقي. بالتأكيد هذا التقسيم يلعب دورا فى تغييب بعض الأدب الإفريقي عن الترجمة من وإلى العربية بينما يتم الاحتفاء بالبعض منه.

 

  • الهجرة والتنوع الثقافى محورالأحداث


 

> ذاكرة الرحيل 1987

روايته الأولى تتبع حياة حسن ، مراهق عربي ، عالق في دوامة ما بعد الاستقلال بين أصحاب الامتيازات العربية والأفارقة الأصليين. قررحسن الهروب بسن الرشد من بؤس مدينته الساحلية بشرق إفريقيا، حيث عانى وعائلته لفترة طويلة من الفقر والمعاناة ، لا تجمعهم رابطة الدم بقدر ما تجمعهم الحاجة المتبادلة إلى تعذيب بعضهم البعض. فيخطط حسن للهرب والالتحاق بجامعة أجنبية. لكن والديه لا يملكان المال ،لذا يلجأ لعم ثرى بنيروبي. هناك يكتشف عالما جديدا يحتوي على نصيبه من القسوة ولكنه أيضًا طريقه للأمل والخلاص للخروج من حياته القديمة وكراهية الذات التي تجمده، ويتورط بصراع عبر وقوعه بحب ابنة عمه، الذى فورعلمه، يلقى بحسن بالشارع فيعود لوطنه خجلا.

تناقش الرواية تطلعات ومعضلات البطل التى تعكس نضال أفريقيا للتخلص من جلدها الاستعماري ، بتقاليدها من الفقر والقمع ، وبناء هوية جديدة لنفسها، وكيف تفشل الحصون الدفاعية للأسرة والعرق والأمة في توفير السلامة لحسن، وكيف دفعته مشاعر القلق وانعدام الأمن إلى الهجرة. تكشف روايته كيف أن وعد حسن للانفصال بالعودة مقرون بقراره الخاص بعدم العودة، قرنح يقدم فكرة دولة ما بعد الاستعمار على أنها «نكسة». ويبدأ تحليل الشعور بالفراغ العاطفي الذي يتسم بالفجيعة من الخسارة ، والرثاء على الجذور. هنا قضية الصيرورة والانتماء وثيقة الصلة تمامًا بسرد خرائط الشتات، حيث تصبح إشكالية التذكر والنسيان هى الجوهر.

 

> طريق الحجاج 1988

تقدم تصويرا غير عادي لحياة داوود، مهاجر زنجبارى محبط بسبب الاضطهادات الصغيرة والفقر بحياته، وكذلك الصدمات التاريخية الناتجة عن إرث الاستعمار بشرق إفريقيا ، والخسارة المرتبطة بالعائلة والمجتمع ، وخيبة الأمل الناتجة عن هجرته إلى بريطانيا العنصرية. في الشارع يتعرض لخطر الضرب ، بينما ينتظره في العمل أشكال أكثر «خفية» من الإذلال.ومع ذلك ، فإن الجانب الأكثر ترويعًا في وضعه ليس العنف الفعلي ، بل حقيقة أنه من خلال وصفه بأنه غريب ، تسرق منه قصته. المجتمع الذي يعيش فيه غير مهتم بماضيه. يزوده بهوية جديدة. هو واحد من كثيرين. حتى اسمه غير مهم. على الرغم من تعرضه لهجمات المرارة والندم ، فإن حسه الفكاهي لم يهجره قط وهو يكافح من أجل التصالح مع رعب ماضيه ومعنى قضيته (حاضره ومستقبله) ببريطانيا. ترصد الرواية القطيعة بين المجتمعات العرقية البريطانية المختلفة بالسبعينيات من القرن الماضي، والتي سبق أن توحدت بالعقود السابقة لمكافحة العنصرية ، وترفض العنصرية كوسيلة لمكافحة العنصرية . حتى عندما يحب داوود امرأة بيضاء لاتقدم الرواية أوهاما ساذجة حول قوة الحب في رفع الحواجز العرقية. يستمر التمييز حتى النهاية، لايظهر حل للأزمة . بدلاً من ذلك ، تُظهر الرواية أن «التقدم» لن يكون ممكناً حتى يُسمح للعناصر الأجنبية من المهاجرين واللاجئين بالاستمرار في الوجود بشخصياتهم الفريدة. تتشكل الرواية في نسخة علمانية من الحج الكلاسيكي ،استخدام السوابق التاريخية والأدبية كمحاورين في قضايا الهوية والذاكرة والقرابة.

 

> دوتى 1990

قصة ثلاثة أشقاء دوتى، صوفى، وهدسون ، من بقايا عائلة فقيرة من أصول مختلطة غامضة. محور الرواية هو الأخت الكبرى دوتي ، عاملة مصنع ولدت في ليدز ، عند اندلاع الحرب العالمية الثانية ، واسمها الحقيقي دوتي بادورا فاطمة بلفور. يعود أصل أسلافها ، كما يوحي اسمها ، إلى أفغانستان والبنجاب وإفريقيا. تحاول دوتى اكتشاف تاريخ عائلتها المضطرب وماضيها الثقافي، والإساءة التي عانى منها أسلافها عندما جعلوا بريطانيا وطنهم. في السابعة عشرة ، تتحمل دوتى عبء المسئولية عن أخيها وأختها وهي مهووسة بالحفاظ على تماسك الأسرة. بناءً على ذكرياتها المجزأة والمثيرة ، بدأت دوتى في تمهيد طريقها في الحياة ، وتكوين صداقات ، وتحدي التسميات التي فُرضت عليها. تكشف الرواية عن عدم التوافق والتناقضات التي تشكل نماذج مركزية لتجربة وخطاب المهاجرين. والطرق التي يتم من خلالها التوسط وتخيل «الوطن» والبيئة البريطانية من خلال استراتيجيات دوتى الانتقائية لبناء هوية خاصة بها تمنح القارئ نظرة ثاقبة لطبيعة خطاب المهاجر نفسه. كما تصور مجتمعًا يتم فيه تحديد الوصول إلى السلطة من خلال العرق والطبقة والنوع الاجتماعى .

 

> الجنة 1994

تعد نقطة الانطلاق الحقيقية لقرنح ككاتب. تدور أحداث الرواية في شرق إفريقيا المستعمرة ، حيث يقوم الغزاة الإنجليز بطرد السكان الأصليين من الأرض ويخطط الألمان لإنشاء خط سكة حديد عبر القارة ، وتركز الرواية على يوسف، وهو مراهق باعه والده في الخدمة بالسخرة في سن الثانية عشرة لسداد دينه. يعمل يوسف في متجر عمه الانتهازى عزيز، ثم يسافر في قافلة تجارية ، ويتعلم طرق العالم بينما يواجه أفريقيا التي تعج بالحرب القبلية والخرافات والمرض واستعباد الأطفال. كما أنه يقع في حب يائس لأمينة وتستحضر الرواية قدرًا من تاريخ العداوات بين المسلمين الأفارقة والتجار الهنود والمزارعين الأوروبيين والقبائل المحلية . تدمج الرواية الأسطورة ، الحكاية الشعبية ، التقليد التوراتي والقرآن ، ومآسي الاستعمار فى قصة بلوغ سن الرشد وقصة حب حزينة تصطدم فيها عوالم مختلفة وأنظمة معتقدية. لقد أعادنا سرد قصة القرآن عن يوسف ، على خلفية وصف عنيف ومفصل لاستعمار شرق إفريقيا في أواخر القرن التاسع عشر. في عكس النهاية المتفائلة لقصة النبي يوسف بالقرآن ، حيث يكافأ يوسف على قوة إيمانه ، يشعر يوسف هنا بأنه مجبر على التخلي عن أمينة ، المرأة التي يحبها ، للانضمام إلى الجيش الألماني الذي كان يحتقره سابقًا. هى قصة رائعة لإفريقيا ما قبل الاستعمار. وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة بوكر عام 1994 .

 

> إجلال الصمت 1996

حكاية مغترب زنجباري لم يذكر اسمه ويعود إلى وطنه بعد 20 عامًا من المنفى في بريطانيا ، تجابه الرواية النسيان الثقافي للعديد من المهاجرين. يلعب الراوي دور المستعمر الممتن ، ويختلق ذكريات غنية بأمجاد الإمبراطورية الأسطورية. يرتبط بامرأة بريطانية وينجب منها ابنة .يمقت عمله كمدرس . عندما يتلقى رسالة من والدته تخبره بإعلان العفو عن من غادروا البلاد بطريقة غير شرعية ، كما فعل، ويحثه على العودة ، فإنه يفعل - ويجد نفسه عالقًا بين ذكرياته الواقعية الضئيلة وافتراءاته المفصلة. عندما يعود لا يستطع إخبار عائلته عن زوجته وابنته المراهقة رغم أن عائلته أرادت تزويجه امرأة محلية فيبدأ بالتساؤل هل يمكنه أن يصبح واحدا منهم مرة أخرى؟ بعد أن عاش مغتربا ببريطانيا 20 عاما. يبدو الصمت هنا رمزا وطريقة يتنقل من خلالها المهاجرون عند تقاطع حياتهم الحالية والماضية عندما يواجهون عدم تجانس تجربتهم فيسعون لإسكاتها. يتم تقديم الصمت على أنه استراتيجية اللاجئ لحماية هويته من العنصرية والتحيز ، ولكن أيضًا كوسيلة لتجنب الاصطدام بين الماضي والحاضر ، مما يؤدي إلى خيبة الأمل وخداع الذات الكارثي. يعيد قرنح تعريف التجربة الاستعمارية بشكل مؤثر عبر الرواية حيث يشرح بالتفصيل `` الحب المخيب للآمال ‘’ الذي يشعر به المنفى لكل من الأم المستعمرة ، بريطانيا ، ووطنه المستقل بالحاضر، ومعاناته مع الحنين إلى الوطن.

 

> بالقرب من البحر 2001

تروي قصة صالح عمر البالغ من العمر 65 عامًا ، وهو تاجر لاجئ من زنجبار تقدم بطلب للحصول على اللجوء في بريطانيا. يهرب عمر من أرض حيث الجن الشرير هم الحكام السارقون المجهزون بجميع تجهيزات الاستبداد المعاصر - معسكرات الاعتقال ، و عند وصوله إلى مطار جاتويك ، قدم عمر تأشيرة غير صالحة ، فاستعان بابن عمه البعيد وعدوه الأكثر كرهًا الذى نصحه بعدم إثبات أنه يعرف اللغة الإنجليزية ، يجتمع الرجلان في بلدة إنجليزية صغيرة على شاطئ البحر. بسبب تبادل الاتهامات على ممتلكات موروثة ، تم في النهاية تجريد عمر من منزله ، واعتقاله وسجنه في معسكرات مختلفة. عند الخروج ، يبدأ من جديد . تعتبر الرواية تحقيقًا مؤلمًا ومثقفًا في مأساة عالم ما بعد الاستعمار ، ينسج قرنح ببراعة موضوعات الاغتراب والخيانة واليأس ، في قصة عن اثنين من المنفيين السياسيين ، في بلدة ساحلية إنجليزية رهيبة ، وجدا أخيرا المغفرة والتفاهم. تقودنا الرواية إلى مفترق طرق لمجموعة من العوالم الخيالية - الهندية والعربية والفارسية والإفريقية - وإلى حداثة مراكزنا الحضرية متعددة الثقافات.

 

> الهجران 2005

أصاب إرث الاستعمار المثير للانقسام ثلاثة أجيال من العائلات الإفريقية والإنجليزية في الرواية السابعة للمؤلف الزنجبارى البريطانى الذى يصوغ قصة امتدت لعقد من الزمن عن الحب بين الثقافات وتداعياته على خلفية إفريقيا الاستعمارية ، تمتد القصة لعدة أجيال لرسم الأحداث المحلية الرئيسية من الفترة الاستعمارية في نهاية القرن التاسع عشر ، ومن أواخر الخمسينيات ، قبل فترة ليست طويلة من الاستقلال. على النقيض من هذه الكثافة المفعمة بالحيوية لتاريخ زنجبار الحديث ، ولكن أيضًا في انعكاس له ، تعيش الشخصيات الرئيسية في الرواية حبًا وحياة غير حاسمة حيث يتم تدمير الأحلام والرغبات بشكل قاسٍ ، وغير عقلاني.

 

 

> الهدية الأخيرة 2011

تتبع مهاجرًا من شرق إفريقيا يعيش في بلدة إنجليزية صغيرة حيث يحسب هو وعائلته ماضيه ، الذي يكتنفه الغموض منذ فترة طويلة. بعد إصابته بجلطة دماغية منهكة في سن 63 عامًا ، يريد عباس فجأة التحدث لأول مرة عن القرارات الشبابية التي دفعته لمغادرة موطنه الأصلي زنجبار ، ليصبح بحارًا ، ثم يتزوج في النهاية ويستقر في إنجلترا. بما أن زوجته مريم وطفليهما حنا وجمال يهتمون بعباس المريض ، فإنهم هم أيضًا يجدون أنفسهم يواجهون ذكرياتهم. تناقش الرواية موضوعات الهوية الثقافية وثقل أسرار الأسرة. وتبحث في مفهوم الذات والوطن ، والشعور بالذنب والنفي ، ومعنى القصص التي نرويها للإجابة على الأسئلة الأساسية في حياتنا.

 

> قلب من الحصي 2017

حكاية فتى يبحث عن إجابات عن وطنه وهويته ومصيره بعد أن نقلته ظروف عائلية غامضة من موطنه الأصلي زنجبار إلى لندن.يعود قرنح إلى الموضوعات المألوفة له مثل الهجرة والأسرة والذاكرة ،تجربة الهجرة والصراع الثقافي ، والاغتراب، ليربطها ببعضها البعض في قصة تقليدية عن سالم ، الراوى الذى وُلد في عائلة مفككة في زنجبار بالسبعينيات، سالم، الذي يترك منزل طفولته للدراسة في لندن. هى رواية غارقة في الأسرار والمكائد، حيث يكشف سالم ببطء عن ماضي عائلته؟ لماذا يرفض والده عائلته، ولماذا أحضر عمه سالم إلى بريطانيا ، ولماذا تلتقي والدته برجل غريب. يظل بطل الرواية للنهاية معلقًا بين ثقافتين . يرسم عبد الرزاق بشكل حي صورة جذابة لحياة الشاب وقصة عائلته في زنجبار الاستعمارية وما بعد الاستعمار وفي لندن خلال عرضه للملحمة العائلية المعقدة .

 

> مابعد الحياة 2020

الرواية الأحدث لصاحب نوبل . وصلت إلى القائمة المختصرة لجائزة أورويل للخيال السياسي لعام 2021، كما أدرجت بالقائمة الطويلة لجائزة والتر سكوت 2021. رواية ملحمية عن إلياس الذى سُرق من والديه من قبل القوات الألمانية عندما كان طفلا صغيرا. بعد سنوات بعيدًا ، قاتل في حرب ضد شعبه ، عاد إلى قريته ليجد والديه قد اختفيا ، وأخته قد استعبدت. حمزة هو شاب آخر يعود في نفس الوقت تم بيعه بالحرب لسداد دين لوالده . لقد نشأ فى كنف ضابط حماه طوال حياته . يربط القدر الشابين معًا ، بينما يعيشان ويعملان ويقعان في الحب ، يطل ظل حرب جديدة في قارة أخرى لتتعكر حياتهم عندما تنتزعهم تلك الحرب وتحملهم بعيدا من جديد. تدور أحداث الرواية في شرق إفريقيا في خضم المعركة الاستعمارية للقارة السمراء، من أواخر القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين، تستكمل الرواية مناقشة قضايا قرنح الأثيرة مثل موضوعات ما بعد الاستعمار والهجرة واللاجئين والعنصرية مع التركيز على واحدة من أبرز القضايا المسكوت عنها التى فرضتها الحرب العالمية الأولى والاستعمار: حياة وصراعات السكان الأفارقة الذين سُرقوا أو تم شراؤهم للقتال من أجل أوروبا. هناك أيضا استكشاف للذاكرة والصدمات والفقدان ، ومن ناحية أخرى ، المزيد من الاستكشافات لبراءة الطفولة وكيف تتشكل المراهقة والبلوغ المبكر من خلال تجارب نظام وحشي من الاضطهاد ، سواء كان ذلك نظاما عسكريا أو بالاشتراك مع التجار وقوى الرأسمالية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق