فيما بدأت روسيا فى تعبئة غازها المتجه إلى أوروبا عبر خط نورد ستريم ٢ استعدادا لضخه، سجلت أسعار الغاز فى أوروبا مستوى قياسيا غير مسبوق، حيث صعدت فى غضون ساعة واحدة ٣٠٠ دولار.
وبلغت أسعار الغاز فى أوروبا خلال تعاملات أمس مستوى ١٩٠٠ دولار لكل ألف متر مكعب ، بينما سجلت فى بداية التعاملات ١٦٠٠ دولار لكل ألف متر مكعب.
ويرجح الخبراء أن ترتفع أسعار الغاز فى أوروبا أكثر خلال الأيام القادمة لتسجل مستوى ألفى دولار لكل ألف متر مكعب، معتبرين أن ذلك يتوقف فى المقام الأول على الطقس خلال موسم الشتاء الجاري.
وقالوا «نحن لا نستبعد سعر ألفى دولار، خاصة أن أوروبا مجبرة على التنافس مع آسيا للحصول على كميات إضافية من الغاز».
فى الوقت ذاته ، ذكرت كادرى سيمسون المفوضة الأوروبية لشئون الطاقة، أن أسعار الغاز فى أوروبا ستبقى خلال فصل الشتاء عند مستويات مرتفعة، لكنها سوف تنخفض فى فصل الربيع القادم، وحذرت من احتمال حدوث أزمات طاقة جديدة فى أوروبا، قائلة « يجب أن تستعد أوروبا لأزمات طاقة مستقبلية محتملة، كما يجب عليها أن تزيد من استعدادها ومرونتها فى مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة».
وأضافت أن المفوضية الأوروبية، سوف تحدد الأسبوع المقبل الإجراءات التى يمكن أن تتخذها الحكومات الوطنية لتخفيف الضربة التى يتعرض لها المستهلكون والشركات على المدى القصير والمتوسط، موضحة أن الإجراءات المقترحة تشمل تقديم تعويضات للأسر الأكثر احتياجا، وتخفيضات ضريبية ومساعدات حكومية للشركات.
أما على المدى الطويل، فإن المفوضية الأوروبية، تدرس تعزيز القواعد المتعلقة بتخزين الغاز وأمن إمدادات الطاقة، ومن المقرر تقديم اقتراحات رسمية بهذا الشأن نهاية العام الجاري.
فى الوقت ذاته، شددت سيمسون، على أهمية استثمار أوروبا فى الطاقة المتجددة، قائلة «الاستثمار فى الطاقة المتجددة مهم بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وهو ما يمنح أوروبا أسعارا أكثر استقرارا واستقلالية «.
من جانبه، أعلن وزير المالية الفرنسى برونو لو مير، أن الحكومة ربما تتدخل لحماية الأسر، إذا استمرت أسعار البنزين والديزل فى الارتفاع.
وقال فى تصريحات لإذاعة «آر.تي.إل» أمس ، ردا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة ستخفض الضرائب على البنزين والديزل، إنه يجب أن نترك جميع الأبواب مفتوحة، ودائما نرد، حال الضرورة، وعندما نحتاج إلى أن نحمى بشكل مؤقت القوة الشرائية للفرنسيين» .
وأضاف لو مير « مستعدون للتدخل لاحتواء أسعار البنزين والديزل ، إذا استمرت فى الارتفاع».
أما فى لندن، فقد رفض رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، الإقرار بأن بلاده تشهد أزمة إمدادات، واصفا الاضطرابات الحالية بأنها «استيقاظ عملاق»، فى إشارة إلى قوة تعافى الاقتصاد البريطانى بعد شهور الوباء، على حد تعبيره.
وأضاف «أتعاطف كثيرًا مع إحباطات الأشخاص الذين كانوا يصطفون فى طوابير للحصول على البنزين.. أتفهم كم هو مزعج عندما لا يمكنك الحصول على البنزين من محطات الوقود.. لكن يجب أن أكرر أن هذا كان فى الغالب مشكلة الطلب، وليس العرض». ولفت إلى أن الوضع سوف يتحسن الأيام القادمة.
رابط دائم: