رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بعد التحذير من تكرار الكوارث المناخية
الأسطح الخضراء.. ملاذ الحياة البرية

هدير الزهار

من أجل المساهمة فى حل أزمة المناخ، دعا عدد من الباحثين والخبراء حكومة المملكة المتحدة لـ «إطلاق العنان لقوى الطبيعة»، وذلك من خلال تبنى مجموعة من التدابير المناخية وطرح تصورات جديدة صديقة للبيئة، من بينها الدعوة إلى زيادة عدد الأشجار فى المدن والبلدات، وتحويل أسطح المبانى لمساحات خضراء ذات أسقف شمسية وتأهيلها لتصبح ملاذا للحياة البرية، وذلك بهدف حماية المنازل والأراضى الزراعية من الفيضانات والجفاف وموجات الحرارة الناجمة عن أزمة المناخ.

وفى الشهر الماضي، أصدر أكثر من 200 عالم من الأمم المتحدة «إنذارا أحمر» للإنسانية، محذرين من أن الكوارث والأزمات المناخية الطارئة، التى باتت تضرب بلدان العالم، ستصبح أكثر تكرارا. وطالبوا قادة العالم أيضا بالتحرك بوتيرة أسرع لتجنب وقوع المزيد منها. وقد أشار تقرير مشترك، أصدرته الجمعية الملكية لحماية الطيور بالتعاون مع  الصندوق العالمى للحياة البرية (وهى منظمة رائدة فى الحفاظ على الحياة البرية والأنواع المهددة بالانقراض)، إلى أن الحكومة بحاجة للعمل بشكل أسرع لتنفيذ مشورة الخبراء حول استخدام الطبيعة لمساعدة المجتمع على التكيف مع آثار تغير المناخ. وقد ارتبطت أكثر من 2500 حالة وفاة بموجات الحر فى إنجلترا العام الماضي، وأغرقت الفيضانات المفاجئة هذا الصيف محطات مترو أنفاق لندن، لذا سلطت المنظمة الملكية الضوء على أهمية دعم جدران المبانى والأسطح بالمساحات الخضراء والزهور البرية وجذوع الأشجار. وقد أفاد تقرير صدر فى عام 2019 بأن الأسطح الخضراء المسطحة بطبقة سميكة من التربة تقلل من حرارة المبانى فى الصيف بما يصل إلى 12 درجة مئوية، مما يحد من مخاطر الفيضانات عن طريق امتصاص المياه وتنقية الهواء.

وفى وقت سابق من هذا العام، كشفت الحكومة البريطانية عن خطة لزراعة 44 ألف شجرة كبيرة فى المدن والبلدات، كجزء من خطة طموحة تهدف للوصول بالمساحات الخضراء إلى حوالى12%، بزيادة 2% على مساحتها حاليا، وذلك فى إنجلترا. لكن يعتقد الباحثون أن هناك حاجة إلى مزيد من التمويل والدعم لتعزيز نهج الطبيعة والسيطرة على الفيضانات، ويدعون أيضا إلى اتخاذ تدابير أخرى مثل بناء السدود عند المنحدرات للمساعدة فى تقليل مياه الفيضانات من الإضرار بالحقول. ويقول أولى واتس، مسئول سياسة تغير المناخ فى الجمعية الملكية: «بينما يستعد قادتنا للاجتماع فى قمة كوب 26 فى اسكتلندا الشهر المقبل، نرسل رسالة مفاداها أن الاستثمار فى استعادة الطبيعة لن يساعد فقط فى إنقاذ بعض أنواع الكائنات الحية، مثل النحل والقنافذ والضفادع والفراشات وثعالب الماء وغيرهم، لكنه سيفيد أيضا فى التخفيف من حدة الموجات الحارة ويعمل على تنقية الهواء وحماية البنايات من الفيضانات، وكذلك المجتمعات الساحلية من ارتفاع منسوب البحار».

وقد أفاد تقرير جامعة أكسفورد حول مبادرة الحلول القائمة على الطبيعة، أن الحكومة يمكنها تسخير إمكانات الطبيعة لتحسين نوعية الحياة لسكان المملكة المتحدة، مع توفير مدخرات طويلة الأجل عند احتساب جميع التكاليف. ومن جانبها، تشير إيزابيلا أودود، مسئولة المناخ فى الصندوق العالمى للحياة البرية، إلى أن العمل على مكافحة تغير المناخ يهدف لاستعادة الكوكب من أجل الجيل القادم، وأنه من الأهمية أن تفى الحكومة بكل الوعود المناخية التى قطعتها، بما فى ذلك خفض الانبعاثات بشكل كبير.

ومن جانبه، قال متحدث باسم وزارة البيئة أن قانون البيئة يدعم ويخلق المزيد من الفرص للمطورين لإدراج الأسطح الخضراء والجدران فى خططهم التنموية، مؤكدا أن مشروع قانون البيئة الخاص بالوزارة، سيعمل على حماية الطبيعة وتحسين التنوع البيولوجى لوقف تدهور الأنواع فى إنجلترا بحلول عام 2030. وأضاف المتحدث بإسم وزارة البيئة، قائلا: «يأتى هذا جنبا إلى جنب مع استثمارنا المضمون بقيمة 640 مليون جنيه إسترلينى فى صندوق الطبيعة للمناخ، وتنفيذ خطط لزراعة الأشجار بمقدار ثلاثة أضعاف قبل انتهاء فترة هذا البرلمان».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق