تمارس بعض الأمهات الكثير من الضغوط على ابنائهن فى مراحل التعليم المختلفة وربما قبل سن المدرسة من أجل النبوغ والتفوق فهى لا تقبل بأقل من الدرجات النهائية ولا تتصور أن يتفوق طفل آخر على طفلها وهى بذلك ترتكب خطأ فادحا فى التربية يترك أثرا سلبيا على الطفل وتبالغ بعضهن فى سلوكياتهن واجبار الطفل على المذاكرة.
وكما يوضح سامح عزت مدرب تعديل السلوك والسيكودراما فمعظم الآباء والأمهات يهدفون إلى تنشئة أبنائهم لتحقيق احلامهم وان يكونوا افضل منهم، لكن لا يدركون أن لكل طفل شخصية مختلفة فى التعليم وليس دور الأبن أن يحقق احلام والديه الشخصية وغير مطالب بمواكبة توقعاتهم ولكنهم مطالبون بمساعدة الابن لمعرفة ماذا يريد وتنمية قدراته بما يتناسب مع طبيعته وقدراته وميوله والطفل يتعلم بالقدوة وقد يبنى اختياراته على اساس حبه لوالديه فى المراحل الاولى من عمره لكن اهدافه قد تتغير عبر المراحل التعليمية المختلفة حتى يستقر ولكن للاسف ما يحدث عكس ذلك فنلاحظ مثلا على جروبات الأمهات فى وسائل التواصل الاجتماعى التى تهدف الى متابعة أنشطة وواجبات المدرسة ان بعض الأمهات يغضبن عندما يقع أطفالهن فى خطأ ما، وقد يصل بهن الأمر إلى عدم الاعتراف بالخطأ المرتبط بسلوك طفلها وهو خطأ كبير فيجب أن تتقبل الأم فكرة أن يخطأ ابنها وتسمح له بذلك ودور الاب والام مساعدة الطفل على إدراك الأخطاء والتعلم منها حتى مع التكرار لان مبدأ المثابرة الذى يعد شرطا أساسيا من شروط النجاح يعتمد على الاستمرار فى التوجيه وعند مواجهة الطفل لاى مشكلة لا يجب على الوالدين التدخل بشكل مباشر وممارسة الحماية الزائدة والقاء اللوم على الآخرين سواء على زملائه او على المدرسة فهو بذلك ينشئ طفلا اعتماديا غير مسئول ويوضح أن الطريقة الأمثل لحل هذا النوع من المشكلات هى سؤال الطفل بشكل دائم عن يومه وأفضل واسوأ ما جرى فيه وعند وقوع مشكلة عليهم سؤال الطفل أولا عن المشكلة وعن عن اقتراحاته لحلها. ومساعدة الطفل على التحصيل الدراسى لا تأتى بالإجبار والإلحاح وينصح بالاعتماد على الجانب النفسى والفكرى وذلك من خلال اعداد جدول يشمل ثلاث خانات هى الالتزامات وتتمثل فى الواجبات والاداء المدرسى والانشطة الرياضية والصلاة والنظافة الشخصية والمنزلية وكل المهام المطلوب من الطفل انجازها والخانة الثانية هى المكافآت وتتضمن الخروجات والألعاب والأوقات المسموح فيها باستخدام الاجهزة التكنولوجية وكل ما يحبه الطفل وتكون المكافأة اسبوعية وشهرية بناء على الخانة الأولى ويجب ان تتناسب المكافأة مع مستوى الاسرة وسن الطفل وعدم المبالغة فى تقديمها.
والخانة الأخيرة هى الإجراءات او طريقة العقاب ويجب ان يتم تنفيذها بدون قسوة أو إهانة ولكن بصرامة ودون ان يكون من بينها الحرمان من التمرينات الرياضية لاهميتها فى نمو الطفل وبنائه من الناحية العقلية والنفسية والاجتماعية لطفل.
والخطوة التالية يقول سامح عزت مدرب تعديل السلوك لتحقيق تحصيل دراسى أفضل هى تحديد أسرار التفوق والنجاح المناسبة لهذا الطفل والتى يمكن من خلالها تحفيزه وتتمثل فى اكتشاف قدرات الطالب وكيف يتعامل مع ذاته وكيف ينظم حياته ووقته وتفضيلاته فى الدراسة واللعب وكيف يتعامل مع الآخرين ومن خلالها يمكن وضع القواعد والحدود الفعالة والمناسبة لقدراته وتحديد عدد ساعات المذاكرة التى تتناسب مع سنه واستيعابه وقدرته على التحصيل ويتم احتسابها بالمعادلة التالية: سن الطفل+2 وقسمة الناتج على 2 بحيث لا تزيد على 45 دقيقة متواصلة ويتخللها اوقات للراحة واوقات للعب وتنمية الذكاء واستحضار المعلومات من خلال اللعب التفاعلى بين الاب والام والطفل فعلى سبيل المثال نختار كلمة فى كل مرة من الدرس المطلوب استذكاره بحيث لا يزيد عددها على ثمانى كلمات ونطلب من الطفل أن يحفظها وان يكون منها قصة ثم تتبادل الام الدور مع الطفل فيقوم هو بالاختيار وتكون هى القصة وهذه الطريقة تنمى اللغة والخيال وتحببه فى المذاكرة وتحقق التواصل بين الام والطفل ومثال آخر ان تذكر الام للطفل معلومة خاطئة وتقوم بتصحيحها أو تطلب منه ان يسأل هو فتجيب اجابة غير منطقية لتساعد على تنشيط عقله وتثبيت المعلومة وهكذا تتحول لحظات الراحة من المذاكرة الى متعة ومرح.
رابط دائم: