ربما لم يسمع كثيرون من سكان القاهرة عن حديقة تقع فى حى حلوان اسمها الحديقة اليابانية، وهى حديقة عامة أنشأها المهندس المعمارى ذو الفقار باشا عام 1919 وانتهى منها عام 1922 وهى على الطراز الآسيوى وترمز لحضارات الشرق، وكان يطلق عليها «كشك الحياة الآسيوى» ثم سميت بعد ذلك بالحديقة اليابانية. وتبلغ مساحتها أكثر من 40 ألف متر مربع، وفى عام 1990 ضمت محافظة القاهرة الحديقة إلى مشروع الحدائق المتخصصة، وفى يناير 2005 بدأت المحافظة فى تنفيذ مشروع كبير لتطويرها وإنقاذها من الإهمال الذى أصابها على مر السنين، إلى أن أعادتها إلى سابق عهدها فى يونيو 2006 بتكلفة بلغت خمسة ملايين ونصف المليون جنيه.
لقد زرتها أخيرا وهالنى ما أصبحت تعانيه من إهمال وتدهور وعدم النظافة فى كثير من أنحائها ومن بين مظاهر الإهمال حالة المقاعد الخشبية بها فهى متهالكة وفقدت ألوانها لتتحول إلى لون لا يسر الناظرين، أما ماء البحيرة فيمكن لزوار الحديقة ركوب المراكب الصغيرة المعروفة باسم «البدال» فيها فهى مياه «آسنة أغلب الظن أنه لم يتم تغييرها منذ سنوات» أما التماثيل الثمانية والأربعون التى تمثل المعلم شيبا وتلاميذه والتى يطلق عليها العامة على بابا والأربعين حرامى فقد فقد ثلاثة من هؤلاء التلاميذ رءوسهم ولا يعرف أحد أين ذهبت، أما كشك الموسيقى فقد حمل تحذيرا يقول إنه ممنوع تماما دخول بهو الكشك لخطر انهياره، وأنه مغلق لدواع أمنية.
وأطالب أن تتولى محافظة القاهرة العناية بهذه الحديقة التى كانت جميلة عندما زرتها منذ سنوات طوال، ولعل المحافظة تستعين فى ذلك بالسفارة اليابانية أو ببعض رجال الأعمال اليابانيين.
د. أحمد شفيق الخطيب
الأستاذ المتفرغ بكلية اللغات والترجمة ـ جامعة الأزهر
رابط دائم: