الغابات الشجرية كنز، وخير جديد ومورد اقتصادي مهم إذا أحسنا الاهتمام بها، وتعتمد منظومة هذه الغابات علي الاستفادة القصوي من وحدتي الأرض الصحراوية والمياه المعالجة, ولهذه الغابات العديد من المنافع الاقتصادية والبيئية حيث لا يوجد بمصر غابات طبيعية مطيرة مثل غابات الأمازون بالبرازيل (رئة العالم) نظراً لندرة الأمطار ووجود ظهير صحراوي شاسع.
لذا قررت الدولة إقامة الغابات الشجرية علي أرض مصر، في ظل حكومة تدعم البيئة الخضراء وتحقق التنمية المستدامة في إطار رؤية مصر 2030 وتتماشي مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وترجع أهمية إنشاء الغابات الشجرية إلى الأسباب الأتية :
أولاً : أسباب بيئية :
ــ معالجة قضية التغيرات المناخية فتسهم هذه الغابات في امتصاص غازات الانبعاث الحراري، فالشجرة الواحدة تمتص يومياً 7٫1 لتر من غاز ثاني أكسيد الكربون وتنتج 14 لترا من غاز الأكسجين تقريبا ما يشكل من تلك الغابات رئة جديدة.
ــ تعزيز الاستفادة القصوي من مياه الصرف الصحي والزراعي المعالج بمراحله، علي التخلص الآمن من التلوث الذي تسببه تلك المياه ببقائها في التربة، وتعظيم الاستفادة منها في ري الغابات.
ــ تعمل الغابات الشجرية كأحد أهم مصدات الرياح وللحد من زحف الكثبان الرملية وحماية المزروعات والمدن من أخطارها.
ــ تسمح البيئة المصرية ذات المناخ المعتدل بمعدل نمو أسرع لأشجار الغابات ذات القيمة الاقتصادية من بعض الدول الأخري.
ــ تشكل الغابات الشجرية الصناعية أجمل لوحة فنية خضراء وبساطا أخضر بديعا جاذبا للطيور، وتعتبر مزارا سياحيا يحيط بالمدن ذات الظهير الصحراوي.
ثانيا : أسباب اقتصادية :
ــ تعظيم الاستفادة من الأخشاب الطبيعية في التصنيع والتجارة، وهو ما يقلل حجم فاتورة الاستيراد التي تبلغ قيمتها مليارا دولار سنويا، فصناعة الغابات لها اقتصادياتها وتستطيع أن تمول نفسها.
ـ زراعة الأنواع المهمة من الأشجار التى تتوافر فيها القيمة الاقتصادية العالية وتلائم ظروف البيئة المصرية مثل أنواع (السيستال ـ والكايا ـ الصنوبريات ـ الأكاسيا ـ السنط ـ السرو ـ التوت ـ السرسوع ـ الكازورينا ـ الكافور .. إلخ ) في ظل استخدام نظم الري الحديث والتنقيط من المياه المعالجة.
وتستخدم أخشاب هذه الأشجار فى صناعة الأثاثات المنزلية والمكتبية والمراكب وأعمال البناء وإنتاج الفحم ودعائم قضبان السكك الحديدية.. إلخ
ـ التوسع في زراعة أشجار «الماهوجنى» الإفريقى وهو من أفضل وأرقي أنواع أخشاب الأثاث عالميا ويصل سعر المتر المكعب إلي 22000 جنيه، ويستخرج من أشجار ذات عمر 20 عاما، وتستطيع مصر أن تتحول إلي دولة الأثاث مايترتب علي ذلك من فرص عمل جديدة للشباب.
ـ زراعة أشجار الجاتروفا والجوجوبا ويطلق عليها أشجار «الذهب الأخضر» ويستخرج من بذورها زيت «البيوديزل» أو «الديزل الحيوى» الذي يدخل في صناعة
زيوت محركات الطائرات، وزيوت عالية القيمة خاصة بالسيارات غير الملوثة للبيئة.
ـ التوسع في زراعة أشجار الحور أو البولونيا لإنتاج خشب «الأبلاكاج»، لتغطية الاستهلاك المحلى خلال سنوات قليلة، خاصة أن الدورة العمرية لهذه الأشجار خمس سنوات.
ـ تستخدم المخلفات النباتية للأشجار في إنتاج الوقود الحيوي (البيو إيثانول) والسماد العضوى.
ـ تزويد الغابات الشجرية بأفضل أنواع المشاتل التي تدعم الغابات بالبذور والشتلات المتنوعة، وتطبيق الأبحاث العلمية الحديثة لإنتاج جيل جديد ذي قيمة اقتصادية عالية.
ــ الاهتمام بمناهج تدريس تكنولوجيا الغابات الشجرية في كليات الزراعة، وإنشاء أقسام جديدة متخصصة في زراعة الغابات لتخريج مهندسين متخصصين.
لقد صار ضروريا إنشاء هيئة وطنية للغابات تحت إشراف مجلس الوزراء، لوضع إستراتيجية طويلة الأمد لمضاعقة المساحة الحالية من الغابات إلي مليون فدان بدلاً من 15 ألف فدان من الغابات تم توزيعها بمساحات صغيرة لبعض المدن ذات الظهير الصحراوي بالإضافة إلى دعم التنمية الاقتصادية الخضراء، ووضع مصر علي خريطة الدول المنتجة والمصدرة للأخشاب عالية الجودة.
د. عادل منصور الشرقاوى
رابط دائم: