رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أحمد منصور.. طائر «الفلامنجو»

البهاء حسين عدسة ــ بسام الزغبي

هناك حياة أخرى عاشها أحمد منصور بعينيه. حياة الطير. يعرف خط سيرها كما يعرف خطوط كفه . متى تغير ألوانها ، متى تخاف، كأنه يحلق معها.

من قريته، تونس بالفيوم، وعبر منظار، يختزل أحمد سنواته الـ ٤٩ فى عينيه، مراقبا أسراب الطيور خلال موسم الهجرة، من أكتوبر إلى مارس. حياة طائرة بدأت معه منذ الطفولة، فى الحقل مع أبيه، رحمه الله، وهو يرفع الفأس وكلما مر سرب وألقى ظله على الأرض، ترك ذراعيه عالقتين فى الهواء قليلا، كأنه سيقتل الطير لو هوى بفأسه على الظل. قالها لى وهو يجهش ببكاء ضاحك كمن يغلبه الحنين.

يقسم منصور يومه بين السماء والأرض.. نصفه للفلاحة والآخر يدل فيه السائحين على أسماء الطيور: الزرزور، والوروار، والهدهد، والبلابل، واللقلق، والكورسار، والكركى.. إلخ.

يعرف الطير الخجول من صوته ويعرف الذكر والأنثى من لون الريش. عشرون عاما مضت عليه وهو فى هذه المهنة، مرة ضمن مشروع هولندى معنيّ بالمحميات الطبيعية، ومرة كدليل حر ينتظر بفارغ الصبر عودة الطيور من آسيا وأوروبا إلى مصر، كأنه ينتظر عودة عائلته من الغربة.

حين سألته: أى طائر تشبه يا أحمد؟ مسّد ذراعيه كأنهما جناحان وقال : الفلامنجو، لأنه قادر على العيش فى كل الظروف.

أحمد، الحاصل على دبلوم تجارة، والزوج والأب لـ ٤ أبناء وبنات، جرب أشياء كثيرة ، لكنه لا يجد نفسه إلا حين يجد الطير.


رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق