-
حميدتى يدعو السودانيين لحماية الثورة.. و«السيادى» يتهم أطرافا خارجية بالتورط فى أزمة الشرق
تصدت القوات السودانية أمس لمحاولة توغل إثيوبية جديدة شرق البلاد، وذلك فى الوقت الذى تعهد فيه عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادى الانتقالى فى السودان بالكشف عن انتماءات منفذى محاولة الانقلاب الفاشل التى تم إحباطها يوم الثلاثاء الماضي.
وشدد البرهان، خلال مؤتمر صحفي، على إتمام عملية انتقال السلطة، وإجراء الانتخابات فى موعدها المحدد، مؤكدا أن «القوات المسلحة ستعود لثكناتها بعد الانتخابات».
وأشار رئيس المجلس السيادى الانتقالى إلى الحرص على «إنجاز التحول الديمقراطي»، مضيفا: «كلنا شركاء بالتغيير فى السودان». ودعا إلى ضرورة «توحيد قوى الثورة والتغيير فى السودان». وكشف عن أن «القوات السودانية تصدت لمحاولة توغل لقوات إثيوبية». من جانبه، أوضح المستشار الإعلامى للقائد العام للقوات المسلحة العميد الطاهر أبوهاجة أن الجيش تصدى لمحاولة توغل قوات إثيوبية فى قطاع أم براكيت شرق البلاد، وأجبرها على التراجع.
فيما انتشرت القوات الأمنية على الحدود لتمشيط المناطق المستردة ومنع أى محاولات للسيطرة عليها.
ومن جانبه، اعتبر محمد حمدان دقلو «حميدتى» نائب رئيس مجلس السيادة أن الترويج بأن العسكريين يقفون وراء محاولة الانقلاب الفاشل مجرد نفاق.
وأكد أن المحاولة الانقلابية كانت مكتملة الأركان، وتستهدف العسكريين قبل أى جهة أخرى.
ورأى أن على المجتمع الدولى أن يدعم الشعب السودانى وليس أى حزب أو جهة، مضيفا «لا نقبل تهديدنا بالمجتمع الدولى من أى طرف».
أما فيما يتعلق بحق التظاهر، فشدد على أن الاحتجاج فى السودان مكفول قانونا، لكنه أوضح أن القوات الأمنية لن تقبل بالتخريب وإغلاق الطرق. وأضاف أن الديمقراطية لا تعنى الفوضى، معتبرا أن الكيل طفح. إلى ذلك، أشار إلى أنه «لا يمكن التهديد بالشارع»، داعيا السودانيين إلى حراسة الثورة، ومتعهدا بإيصال الشعب للديمقراطية.
وفى غضون ذلك، وصل وفد وزارى من الخرطوم إلى شرق السودان، بغية تهدئة الأجواء المتوترة هناك منذ أيام عديدة.
فعلى رأس وفد يضم وزراء الداخلية والطاقة والنقل، وصل عضو مجلس السيادة شمس الدين الكباشى إلى بورتسودان وكسلا، حيث يلتقى مع قيادات الشرق بغية الوصول إلى تهدئة وحلول ناجزة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية.
جاء التحرك لتهدئة ما أطلق عليه «أزمة الشرق»، بعد أن حذر وزير النفط السودانى جادين على العبيد من خطورة الوضع فى بورتسودان إثر إغلاق محتجين خطى تصدير واستيراد النفط فى البلاد.
وقال فى تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية أمس «أغلق المحتجون أنبوبى النفط اللذين ينقلان صادر دولة جنوب السودان إلى ميناء بورتسودان والوارد من الميناء إلى داخل البلاد».
فيما حذرت وزارة النفط من الخسائر المالية المترتبة على إغلاق الخطين، ومن أن المخزون المتوفر من النفط يكفى البلاد فقط لمدة «عشرة أيام». وقبل يومين أيضا أغلق عشرات المحتجين مدخل مطار مدينة بورتسودان وجسرًا يربط ولاية كسلا فى الشرق بسائر الولايات السودانية، احتجاجاً على التهميش فى المنطقة، وعلى اتفاق سلام وقعته الحكومة السودانية العام الماضي، مع الحركات المسلحة فى جوبا.
وكشفت شركة خطوط نقل خام النفط التابعة لوزارة الطاقة والنفط السودانية عن تعرّض ميناء بشائر لخسائر مالية فادحة قدّرها بنحو 100 ألف برميل يوميا، من إنتاج نفط دولة جنوب السودان.
ونقل موقع «السودان ناو» الإخبارى عن مدير الشركة محمد عبد الرحيم قوله إنّ خسارة الشركة تقدّر بنحو مليون دولار فى اليوم، وهى نظير تكرير ونقل النفط الخام، بجانب ربح سنوى يبلغ 300 مليون دولار فى العام.
من جهة أخرى وعلى صعيد الحرب فى إقليم تيجراى الإثيوبى الشمالي، حذر نائب رئيس الوزراء الإثيوبى ديميكى ميكونين، فى حديثه خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس الأول، من أن «الإجراءات العقابية لن تساعد أبدا فى تحسين الأوضاع». جاءت هذه التصريحات بعد أقل من عشرة أيام على تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات ضد رئيس الوزراء أبى أحمد وكبار المسئولين إذا لم يتخذوا خطوات لوقف الحرب.
رابط دائم: