رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

طريقك للتغلب على الاكتئاب

منال بيومى
الاكتئاب

إذا كنت تعانين من القلق والتوتر أو اعتلال المزاج والشعور بالوحدة والكآبة واضطرابات الصحة النفسية بشكل عام فلست وحدك فالنساء أكثر اكتئابا.. هذه إحدى الحقائق العلمية التى لابد أن تعترف بها المرأة وتتعامل معها ووفقا للبيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية فالاكتئاب ليس مشكلة الصحة العقلية للمرأة الأكثر شيوعا بل أيضا الأكثر ثباتا واستمرارية وترتفع نسبة المعاناة لدى النساء بمقدار ضعفين او ثلاثة عن الرجال.

دائما تتجه أصابع الاتهام من قبل الأزواج لتتهم المرأة بانها «نكدية» ومتقلبة مزاجيا وأن لديها أحيانا طاقة سلبية تسبب المتاعب لمن حولها دون أسباب مفهومة بالنسبة لهم لكن ليس هناك شىء دون سبب كما يقول د.علاء قرقر اخصائى الطب النفسى فمعاناة المرأة من الاكتئاب لها أكثر من سبب منها البيولوجى ومنها البيئي

والأسباب البيولوجية تتعلق بهرمون الاستروجين أو مايسمى بهرمون الانوثة والتقلب المستمر فى إفرازه يؤدى إلى زيادة خطر تعرض المرأة لمشاعر القلق والاكتئاب فى مراحل عمرها المختلفة بدءا بمرحلة البلوغ ثم يصبح عرضا رئيسيا للدورة الشهرية كما أن تأثير هرمون الاستروجين يظهر بوضوح خلال أشهر الحمل وبعد الولادة وحتى عند بلوغ سن انقطاع الطمث

كما أن الظروف المعيشية والبيئية تلعب دورا كبيرا فى تعرض المرأة لنوبات الاكتئاب والتقلبات المزاجية فنزول المرأة للعمل وزيادة مسئولياتها داخل البيت وخارجه له عامل كبير كذلك عدم قدرتها على الاستقلال فى اتخاذ قراراتها المصيرية ونواحى حياتها المختلفة الأمر الذى يجعل لديها تخوفات من بعض الاخطار المجتمعية مثل التحرش أو ما شابه فى أغلب الأحيان يمثل سببا مهما.

لذلك على المرأة أن تكون على دراية ووعى كامل بالتغيرات البيولوجية والهرمونية التى تتعرض لها وتؤثر فى نفسيتها واذا لاحظت أن الأمور زادت عن الحد الطبيعى وباتت تتعرض لنوبات الاكتئاب والتقلبات المزاجية التى تعطل حياتها وإلى تتمثل أعراضها فى المعاناة من التغيرات فى نمط النوم وفقدان الطاقة الجسدية والإحساس الزائد بالذنب وفقدان القدرة على الاستمتاع بما حولها والتى قد يصل بها الأمر إلى التفكير فى الانتحار عليها أن تلجأ إلي طلب المساعدة من الطبيب المختص ولحسن الحظ نجد أن المرأة اكثر ميلا من الرجل فى طلب المساعدة اذا تعرضت لمشكلة نفسية لأن الرجل لا يعترف غالبا بحاجته إلى الطبيب النفسي

ويوضح د.أسامة عشم خبير تنمية الموارد البشرية فيقول إن الاكتئاب هو حالة حزن شديدة يتعرض لها المرء لفترات لا تقل عن أسبوعين حيث يشعر المكتئب بعدم الرغبة فى ممارسة أى أنشطة عادية كان يقوم بها وتجنب رؤية الآخرين أو التحدث إليهم وقلة الاعتناء بالمظهر الخارجى، كما يفقد الشهية ويفقد الكثير من وزنه وقد يلجأ إلى العكس فقد يلتهم كميات هائلة من الطعام فيصاب بالسمنة فتزاد نفسيته سوءا

والمرأة فى مجتمعاتنا أكثر عرضة من الرجل للإصابة بالاكتئاب نتيجة وقوعها تحت وطأة ضغوط عنيفة وكثيرة جدا فالأم تستيقظ فى الصباح الباكر لتصطحب الأبناء إلى المدرسة ثم تذهب للعمل وتعود للقيام بالأعمال المنزلية وإعداد الطعام ومتابعة المذاكرة مع الأولاد وقد تكون حاملا أو لديها طفل حديث الولادة وسط كل هذه الأعباء أو انها تعانى من متاعب الدورة الشهرية .. كل هذا مع عدم وجود اى تقدير فلا تسمع أى شكر او إطراء أو ثناء لما تقوم به فمن الطبيعى أن تصاب بالاكتئاب

ومن أعراض الاكتئاب عدم القدرة على التركيز وهذا يرجع إلى الاحتياج إلى الامان والحب والتقدير لذاتها

والعنف ضد المرأة من الأسباب المهمة التى تسبب الاكتئاب لدى المرأة وأيضا قلة فرص العمل فى المجتمع فالعمل مهم جدا لانه يعطى للإنسان الثقة فى النفس وهى من الامور المهمة التى تجعل لدى الإنسان الحافز للحياة فهو مفيد ومنتج للمجتمع مما يقلل لديه الشعور بالاكتئاب

ومن عوامل شعور المرأة بالاكتئاب أيضا عدم وجود هدف لديها مما يشعرها بعدم الرغبة فى القيام بأى نشاط فتصاب بالإحباط

وعن التغلب على الشعور بالاكتئاب والإحباط ينصح د.اسامة عشم كل امرأة بمحاولة تحفيز مستقبلات السعادة لديها أو ما يسمى بهرمونات السعادة مثل السيروتونين والذى يرتبط دائما بالشعور بالثقة فى النفس أما الاندروفين ينتج من ممارسة النشاط البدنى والرياضة كالمشى والدوبامين وهو هرمون المكافأة أو النجاح نتيجة العمل الناجح الذى يقوم به المرء

اما هرمون الاوكسيتوسين أو ما يسمى بهرمون العناق بين الأم والابن أو بين الزوجين فقد قل تأثيره بسبب التباعد بين البشر نتيجة العصر الذى نعيشه وبسبب ظروف انتشار وباء كورونا مما صعب كثيرا من الاتصال المباشر الذى كان مصدرا أساسيا للخروج من الاكتئاب والشعور بالسعادة.

مضيفا أنه من غير الممكن القول اننا نعيش فى عالم مثالى أو أنه ليس لدى المرأة اى مشكلات فذلك مستحيل ولكن عليها ان تتخطى ذلك بشيئين أساسيين هما المرونة والتكيف ولان البعض يعانى من قلة المرونة ويتسمون بالعناد ولديهم تفكير أحادى وهؤلاء تعساء دائما، فلابد من المرونة حتى تنتهى المشكلة باقل الخسائر ولابد من التكيف بمعنى أنه ليس كل ما يريده المرء يجده فعليه ان يتكيف مع الظروف المحيطة الى ان يجد ما يحبه وألا سيتعرض للكسر

والمرأة تعانى من مسببات التوتر والاكتئاب على مدار حياتها سواء خلال أشهر الحمل او اكتئاب ما بعد الولادة وفى سن انقطاع الطمث

ويختتم الدكتور أسامة عشم حديثه قائلا إن المرأة يمكنها أن تحصل على السعادة من خلال خمسة اشياء مهمة أولها التعود فالسعادة هى عادة واى عادة تكتسب بعد 21 يوما من ممارستها فلو اعتدت الاستيقاظ سعيدة وفى مزاج جيد ستصبح عادة متأصلة لديك

وثانيا التخلص مما يسمى بالدفاتر المخفية فالشخص الذى لا ينسى الذكريات المؤلمة ولا يسامح هو إنسان محروم من السعادة

والأمر الثالث هو العيش بالأمل لغد افضل والبعد عن فكرة ( مفيش فايدة ) وسيطرتها على المشاعر

والرابع التركيز علي فكرة مساعدة الآخرين لأنه فى مفهوم العطاء الذى يعطى يكون اكثر سعادة ممن يأخذ أما الأمر الأخير فتذكرى دائما أن الله لا يضيع أجرا وهو يمهل ولا يهمل ولا يمكن أن تضيع الحقوق وبهذا المبدأ ستشعرين بالرضا وتتخلصين من الاكتئاب والإحباط.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق