ما زالت تداعيات الأزمة الدبلوماسية الكبرى بين فرنسا والولايات المتحدة على خلفية أزمة الغواصات مستمرة، ففى وقت اعترف فيه وزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلينكن بأن المصالحة مع باريس ستستغرق «وقتا وعملاً دءوبا»، أعربت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلى عن أسفها بسبب السلوك الأمريكى العنيف للغاية تجاه بلادها، فى حين كشفت وزارة الدفاع الفرنسية أن كانبيرا أرسلت خطاباً أكدت فيه رضاها التام عن الصفقة، وذلك قبل ساعات من إلغائها.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الفرنسية إيرفيه جرانجان، للتليفزيون الفرنسى: «فى اليوم الذى أصدر فيه الرئيس الأمريكى جو بايدن ورئيس الوزراء الأسترالى سكوت موريسون إعلان الاتفاق، تلقت وزارة الدفاع والمجموعة البحرية «نافال»، التى كانت تصنع الغواصات، خطابا بختم رسمى من البحرية الأسترالية».
وأوضح المتحدث أن الخطاب جاء من وزارة الدفاع الأسترالية ومسئول عسكرى كبير يشرف على المشروع، قال فيه لفرنسا إنه «ألقى نظرة فاحصة على التقدم فى العقد بما يتماشى مع بنوده»، وأكد أن أستراليا «راضية عن أداء الغواصة الفرنسية الممتاز، مما يعنى بوضوح أننا سننتقل إلى المرحلة التالية من العقد». من جهتها، أعربت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلى، عن أسفها لما وصفته بسلوك الولايات المتحدة الأمريكية «العنيف للغاية»، معتبرة أن هذه المرحلة تثبت أن الموثوقية الأمريكية لم تعد كبيرة كما كانت عليه.
وقالت بارلى، فى مقابلة مع صحيفة «لوموند»، إنها ترحب باستئناف الحوار لكنها تأسف للسلوك «العنيف للغاية» للولايات المتحدة، مضيفة: «أنها ليست مفاجأة، لقد مرت عدة سنوات بالفعل نلاحظ فيها هذا التوجه الأساسى من جانب الشريك الأمريكي».
ورأت أن «هذه المرحلة تثبت أن الموثوقية الأمريكية لم تعد كبيرة كما كانت عليه فى الماضى، لذلك يجب على أوروبا أن تتخطى بتصورها حدود الاتحاد الأوروبي»، مشددة على أن «أوروبا تتمتع بفرصة فريدة لتأكيد نفسها كقوة استراتيجية ولدينا خيار: إما أن تواجه أوروبا ذلك أو تختفى أوروبا».
وفى نيويورك، أكد وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن خلال اجتماع مع نظيره الفرنسى جان إيف لودريان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الولايات المتحدة تدرك أن المصالحة مع فرنسا بعد أزمة الغواصات ستستغرق وقتا وعملا دءوبا، ولن تُترجم ببيانات فحسب، بل أيضا بأفعال.
رابط دائم: