رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هدده السادات بالإعدام وكرمه السيسى..
البطل أحمد إدريس.. الجنوب يتذكر صاحب «الشفرة النوبية»

أسوان ــ ياسر أبو النيل
البطل وتكريمه من الرئيس السيسى بوسام «النجمة العسكرية»

بات اسمه وإنجازه معروفين لكثيرين أخيرا، وذلك بعد الاهتمام الواسع الذى قدمته الدولة المصرية ومؤسسات الإعلام باستحضار وتقدير إسهامه فى تحقيق نصر السادس من أكتوبر عام 1973. هو الصول «أحمد محمد إدريس» ابن أسوان البار والذى وافته المنية قبل أيام عن عمر 84 عاما، صاحب فكرة استخدام اللغة «النوبية» كشفرة فى يوم العبور العظيم.

رحل الصول أحمد إدريس بعد أن شهد تكريمه على أكثر من مستوى، فصوره بالزى العسكرى تتصدر عددا من الجداريات التى تنتشر فى أنحاء أسوان. وستظل ذاكرة طلاب مدارس أسوان الثانوية العسكرية تعتز بـ «عم أحمد» كما اعتاد أن يناديه قادة القوات المسلحة المصرية وذلك فى لقاء الطلاب به فى واحدة من أمسيات الصالون الثقافى بقصر ثقافة أسوان، ليحكى قصته مع حرب أكتوبر وعن تهديد الرئيس الأسبق محمد أنور السادات له بالإعدام.

فقد حكى لهم عن أجواء سبقت ولادتهم بأعوام طويلة، وذلك عندما وقعت نكسة 1967، وبات الاستعداد لمعركة التحرير والعبور الشغل الشاغل للجميع طوال الأعوام التى مهدت لحرب أكتوبر. وكان التجهيز لمعركة الحسم متشعبا ويتطلب استعدادات مختلفة، ومن بينها حل مشكلة الاختراق المتكرر من جانب العدو لمنظومة «شفرة» التواصل بين القوات المصرية. بذكاء المحارب، توصل الصول أحمد للحل وطلب مقابلة رئيس غرفة عمليات القوات المسلحة وسط دهشة واستغراب جميع القادة.

وأمام الإصرار المهذب للصول، تمت المقابلة ليفضى خلالها بفكرة استخدام «الرطانة» النوبية كشفرة جديدة للتواصل وتعميم التوجيهات، تحديدا مع قرب ساعة الصفر وموعد إطلاق معركة التحرير، نالت فكرته الاستحسان، حتى بلغت مسامع الرئيس السادات الذى طلب لقاء الصول أحمد إدريس، ليطلع على تفاصيل فكرته بنفسه.

وبالفعل تم توزيع المجندين النوبيين لإرسال واستقبال الأوامر باللغة النوبية، لتفشل قوات العدو الإسرائيلى فى حل الشفرة المستخدمة، ما ساهم فى تعضيد القوات المصرية وتحقيق نصرها المدوى فى السادس من أكتوبر 1973.

تطبيق فكرة الصول أحمد، جاء بعد تحذير الرئيس السادات له من إفشاء السر العسكرى، وما قد يستدعيه ذلك من عقوبة الإعدام!.

وبالفعل التزم الصول أحمد وزملاؤه بحفظ سر «الشفرة النوبية» فلم يكشف عنها حتى عام 2017، حينما قرر الرئيس عبد الفتاح السيسى تكريمه ضمن الاحتفالات الـ 44 بذكرى حرب أكتوبر، وذلك بمنحه وسام «النجمة العسكرية».

يؤكد أشرف نجل العم أحمد إدريس، أنه حتى أبناؤه وأفراد أسرته، لم يكونوا على علم بسر «الشفرة النوبية» طوال السنوات التى سبقت عام 2017. ويقول أشرف لـ«الأهرام»: «غرس والدى فينا حب الوطن وقواته المسلحة وحب الواجب» مشيرا إلى أنه منذ السنوات الأولى من عمر والده، وهو يدرك رغبته فى خدمة بلاده، فقد حصل ابن قرية «توماس وعافية» النوبية على الابتدائية الأزهرية عام 1952 وتطوع بالجيش المصرى، وتحديدا سلاح الحدود، عام 1954 .

وقتها، والحديث لأشرف، ألحق والده للخدمة بـ«قوات الهجانة» التى كانت تحرس صحراء مصر من عصابات تجارة المخدرات والمهربين، وعايش والده العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، ثم حرب اليمن فى الستينيات، ووقائع عدوان النكسة فى الخامس من يونيو 1967، ثم ما كان من حرب الاستنزاف تمهيدا لنصر أكتوبر العظيم، والذى لعب فيه إدريس دورا محوريا.

ويضيف أشرف، أن والده حصل على تعويض عن تبعات مرحلة تهجير النوبة، وذلك بمنزل وأرض زراعية بقرية توماس وعافية الجديدة بأسنا. ورغم توزيع إقامته بين إسنا ومنطقة «كنج مريوط» بمحافظة الإسكندرية، إلا أنه كان دائم التواجد بين أبناء قريته لقضاء الأعياد والمناسبات، مشاركا الجميع الأفراح، ومواسيا فى الأحزان.

ويضيف أشرف أن والده ترك لأسرته رصيدا كبيرا من حب الناس والاحترام، فقد تسابق الجميع لمواساة أبنائه، فاستقبلوا المعزين بقرية «توماس وعافية» سواء فى إسنا، أو « نصر النوبة» الأسوانية، وكذلك بمقر فروع جمعيات «توماس وعافية» سواء فى الإسكندرية أو القاهرة.

ويختتم أشرف حديثه: «الوالد كان رمزا من رموز الوطنية، فشارك جميع أهل وأبناء مصر فى وداعه، تقديرا لما قدمه لوطنه من حب وانتماء».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق