رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بهية وأخواتها

هبة على حافظ [ إشراف : علا عامر ]

«المحنة» قد تتحول إلى «منحة» .. مقولة لا يستطيع الكثيرون استيعابها، خاصة إذا كانت المحنة من العيار الثقيل .. ولكن يبدو أن شيئا من هذا اليقين كان مستقرا فى قلب «بهية» تلك المرأة التى يبدو ظاهريا أنها خسرت معركتها مع السرطان، فإذا بوصيتها ببناء مستشفى مكان بيتها تكون سببا فى أن تهب الأمل والحياة لأخواتها من بنى جنسها، اللاتى يغزوهن المرض فى أنوثتهن وأمومتهن.. اخترنا بهية، لتكون عنوانا لتحقيق صحفى يحمل رسالة تحريضية لكل أنثى، للانضمام لصفوف «المطمئنات» أو - لا قدر الله - إلى صفوف المحاربات.. وليعلمن أن الرعب من السرطان لم يعد موجودا، وأن التقاعس عن الفحص مع كل الحملات الرئاسية والمراكز المجانية لم يعد مقبولا.


> الباحثات عن الكشف المبكر والاطمئنان ربما لا يعرفن سوى اسم المعهد القومى للأورام، التابع لجامعة القاهرة، صحيح أنه أكبر مركز متخصص فى علاج الأورام فى مصر بل والشرق الاوسط، إلا أن هناك وجهات أخرى يمكن للنساء أن يتوجهن لها، فهناك نحو 15 قسما لعلاج الأورام فى كليات الطب الحكومية التابعة لوزارة التعليم العالى، و11 مركزا فى مستشفيات وزارة الصحة، بالإضافة الى 10 مراكز منشأة حديثا تتبع القوات المسلحة بكافة أنحاء الجمهورية، فضلا عن مستشفيات المجتمع المدنى مثل بهية بالهرم، وشفا الاورمان بالأقصر، ومركز شريف عمر بالشرقية.

 

 

د. حسين خالد: ٢٣ ألف حالة سرطان ثدى سنويا.. و«الوراثى» 15%

 

الوقاية والاكتشاف المبكر وعلاج الأورام والعلاج التلطيفى .. كل هذا يتم فى مصر - كما فى باقى الدول الأخرى - من خلال استراتيجية قومية تتفق مع المبادئ العامة لمكافحة الأورام المعلنة من قبل منظمة الصحة العالمية، هذا ما قاله لنا الدكتور حسين خالد عميد معهد الأورام الأسبق وأستاذ طب الأورام ورئيس لجنة القطاع الطبى بالمجلس الأعلى للجامعات، مشيرا الى وجود ما يسمى السجل القومى للأورام الذى تم إقراره سنة ٢٠٠٩ باتفاقية ثلاثية بين وزارات: التعليم العالى والصحة والاتصالات، وكان أول تقرير يصدر عنه فى عام ٢٠١٤، موضحا أعداد إصابات الأورام فى مصر نسبة إلى عدد السكان، من خلال عينات علمية ممثلة بعدد من محافظات الوجهين البحرى والقبلى، ثم كان التقرير التالى والأخير فى عام ٢٠١٨.


وبلغة الأرقام، أوضح د. خالد أن من بين 65 ألف حالة سرطان تصيب السيدات فى مصر سنويا لدينا نحو ٢٣ ألف حالة سرطان ثدى من إجمالى عدد المصابات بالأورام من السيدات فى مصر، الذى يمثل 35٪ من حالات السرطان بصفة عامة لدى النساء، وهذه الأرقام يمكن فى ضوئها كذلك التنبؤ بالأعداد المتوقعة للمصابات بأورام الثدى بحلول٢٠٣٠، حيث سيصل الرقم إلى ٣٢ ألفا، وبحلول عام ٢٠٤٠ سيكون ٤٠ ألفا، وفقا للنمو السكانى المتزايد الذى يجعل هناك علاقة طردية بين حجم الإصابة وعدد السكان، وإذا شئنا عمل مقارنة سريعة مع دول أخرى، فإننا نجد فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية يتراوح عدد المصابات بسرطان الثدى بين 300 و500 حالة جديدة لكل 100 ألف نسمة، بينما فى الدول النامية ومن بينها مصر يبلغ متوسط الاصابة من 100 إلى 200 حالة جديدة سنويا لكل 100 ألف نسمة.

ويبعث د. حسين خالد برسالة تطمين عن مستوى مراكز الأورام والعلاج المقدم بها، قائلا: مصر من الدول المتقدمة فى مكافحة الاورام ومراكز الأورام بها متطورة والفريق الطبى مدرب بشكل جيد، كما أن المعهد القومى للاورام الذى أنشئ فى عام 1969عضو فى المجموعة الأوروبية لأبحاث وعلاج الأورام، وهناك مشروعات علمية مشتركة مع كثير من دول العالم.

منشطات التبويض

ويفرق د. حسين خالد بين نوعين من مسببات سرطان الثدى، أولهما: يتعلق بأمور يمكن السيطرة عليها، مثل السمنة والتدخين، والعلاج الهرمونى سواء لتنشيط التبويض فى محاولات الحمل والحقن المجهرى، أو للحفاظ على جمال وصحة المرأة وحمايتها من الأعراض السلبية فى مرحلة انقطاع الطمث، ففى كلتا الحالتين يجب التعامل بحذر شديد ولمدد محددة مع العلاج الهرمونى وتحت إشراف طبى، أما النوع الثانى - يكمل د. حسين - فلا يمكن التدخل فيه سوى بالمراقبة والمتابعة المستمرتين، لكونه يتعلق بالوراثة، ذلك أن نسبة لا يستهان بها من أورام الثدى (نحو 15%) من الحالات سببها الرئيسى، توارث جينات المرض من الأم أو الجدة مثلا، وهنا ينصح بعمل تحليل جينات فى الدم للفتيات فى العائلات التى تظهر بها حالة أو أكثر من أقارب الدرجة الأولى.

ويؤكد أنه وفقا لمنظمة الصحة العالمية لابد من توافر مراحل ثلاث للتعامل مع المرض، تتعلق الأولى بتوعية المجتمع بالمشكلة وأهميتها، والثانية تقييم المرضى وتشخيص المرض، أما المرحلة الثالثة فتنصرف إلى توفير البنية التحتية التى تسمح بعلاج المرضى، منتقدا عدم وجود وعى صحى كاف لدى المجتمع لدرجة الخوف من نطق اسم السرطان، واستبداله بعبارة «المرض الوحش»، بالاضافة لعدم توافر الرعاية الأولية فى العيادات والوحدات الصحية بالقرى والمراكز والمدن بشكل كبير، وهناك مشكلات تتعلق أحيانا بتأخر التشخيص أو عدم دقته، فضلا عن التكلفة الباهظة المطلوبة لشراء الأجهزة والأدوية اللازمة، إذ تبلغ التكلفة السنوية لمريضة أورام الثدى التى تتلقى علاجا موجها تقليديا، جراحيا وإشعاعيا وكيماويا نحو ٢٥٠ الف جنيه فى السنة، أما السيدة التى فى حالات المرض المتأخرة والتى تتلقى أدوية موجهة «كيماوى حديث» وتلطيفية أى مسكنات «جدول» فترتفع التكلفة إلى ٧٠٠ ألف جنيه، موضحا أن الآثار الجانبية للكيماوى أصبحت أخف بالمقارنة بسنوات مضت.

وينبه د. خالد لضرورة بث رسائل إعلامية لتوعية الفتيات والسيدات، بأهمية الفحص المبكر وتصحيح الاعتقاد بأن الفحص الذاتى فى أثناء الاستحمام ليس كافيا على الاطلاق سواء كان بواسطة المرأة أو الطبيب، وأن الأهم وفقا لما ذكرته الجمعية الأمريكية للسرطان، هو التعرض لأشعة الماموجرام، التى لا ضرر منها على الإطلاق.

 

د. نادية زخارى: مستمرون فى أبحاث علاجات السرطان

مشكلة مرض السرطان ليست فقط فى كونه مرضا خبيثا، لا يتوقف عن التوغل والانتشار فى مختلف أجزاء الجسد، أو أنه قد يعاود الظهور مرة أخرى بعد الشفاء، ولكن أيضا التكلفة العالية للعلاج، التى يعجز مريض السرطان عن تحملها مهما تكن موارده، أو ظروفه الاقتصادية، تحدثنا مع الدكتورة نادية زخارى وزيرة الدولة للبحث العلمى سابقا، والأستاذ بالمعهد القومى للأورام بشأن هذا الأمر، حيث أكدت أن بعض الأدوية الخاصة بالعلاج «الموجه» تحتاج إلى مجهود جبار فى البحث وإجراء التجارب، التى يمكن أن تستغرق سنوات طويلة، يتم خلالها دراسة سبب المرض وما قام به من تأثير على خلايا الإنسان والجينات ثم انتاج العلاج «الموجه»، بمعنى أنه ينطلق ليتعامل فقط مع الخلايا المصابة بالجسم، محاولا إصلاح هذا الخطأ، وتزف إلينا بشرى أن هناك العديد من الأبحاث المصرية التى يمكن أن تقودنا لإنتاج دواء مصرى ١٠٠٪، وقد تم اتخاذ العديد من الخطوات بالفعل، موضحة أن التأخير كان سببه عدم وجود قانون لدينا يسمح بإجراء التجارب السريرية، متسائلة: كيف يمكن تصنيع دواء دون وجود قانون يتيح تجربته على عدد من المرضى المتطوعين؟ ولكن بعد أن تم أخيرا إقرار هذا القانون العام الماضى بعد جهود ومناشدات استمرت أكثر من عشر سنوات، يمكننا أن نخطو خطوات واسعة على طريق تصنيع دواء مصرى لعلاج السرطان، وهو أمر يستغرق وقتا لا يقل عن سبع سنوات حتى يتم تجربته أولا على الحيوانات، ثم ينتقل لعينات من المتطوعين كما ذكرنا، ووقتها يمكننا الاستغناء ولو جزئيا عن الاستيراد الذى يضاعف من تكلفة علاج مرضى السرطان، مشيرة إلى أن التجارب لم تكن ممنوعة تماما، فقد كان هناك محاولات، ولكنها كانت تتوقف عند مرحلة الخلايا المزروعة أو حيوانات التجارب كالأرانب والفئران، دون تطبيقها على الإنسان ولكن كنا بصورة ما نتعاون مع دول أخرى فى التجارب السريرية، وبعد هذا القانون يمكن أن ننتج هذه الأدوية بفكر وبحث وأياد مصرية. الأهم من خطوة انتاج الدواء ــ تضيف د. نادية زخارى ــ هو الاكتشاف المبكر للمرض، لتحقيق نسب أعلى للشفاء، وتقليل جرعات العلاج المطلوبة سواء الكيماوى، أو الاشعاعى، لأن هناك مراحل لهذا المرض حسب فترة وجوده بالجسم واكتشافه، ففى البدايات أو ما يسمى بالمرحلة صفر، والمقصود بها اكتشاف كتلة أو ورم حميد بالثدى، فيكون بحاجة للمراقبة والمتابعة الدورية، فإذا ما ظهر أى تحول وتم التدخل، تكون نسبة الشفاء عالية جدا تتعدى 96%، أما المرحلة الأولى لاكتشاف سرطان الثدى فتقترب نسب الشفاء من 90%، وتقل بالطبع النسب تدريجيا مع تأخر الاكتشاف فتصبح 66% فى المرحلة الثانية، وتهبط إلى 36% للمرحلة الثالثة، وأخيرا لا تتعدى 6% فى المرحلة الرابعة، وتصبح نسب الشفاء حينئذ للأسف ضئيلة، بسبب تدهور الحالة، ومن هنا تتضح أهمية المبادرات الرئاسية التى تتم حاليا من أجل توعية السيدات بضرورة الكشف الدورى .


د. عفاف عزت:

قليل من «السكر».. كثير من «الماء»

أكل الشارع والانفعالات والمبيدات.. تمهيد للسرطان

 

 

نصائح غذائية على الـ«فيس بوك» تدعونا لتقليل استهلاك السكر، والاهتمام بأكل البيت وطبق السلطة والفاكهة، وتجنب الوجبات السريعة، ضمن روشتة تحصين الجسم ضد السرطان، فما مدى صحة هذا الكلام؟

الدكتورة عفاف عزت أستاذ الكيمياء الحيوية والتغذية بالمركز القومى للبحوث، أوضحت أن صحة الإنسان ترتبط بثلاثة عوامل، الأول: الجينات الموجودة بالجسم، والثانى نظام الحياة والتغذية، والثالث: البيئة المحيطة بالإنسان، مؤكدة أن نظام الحياة الخاطئ الخاص بالسيدة يعتبر من أهم العوامل المسببة لسرطان الثدى، فحتى لو أن المرأة أو الفتاة كانت حاملة للجينات الممرضة الخاصة بسرطان الثدى، إلا أنها تتبع نظام حياة غذائيا وصحيا سليما، وتعيش ببيئة نظيفة، يمكن وقتها لهذه الجينات أن تظل فى حالة كمون، فى حين أن هناك نساء لم يكن حاملات للجين الذى يصيب بالسرطان، لكن مع سوء التغذية ونظام الحياة غير الصحى ظهرت لديهن الإصابة بمرض سرطان الثدى، ثم تنتقل د. عفاف لتأكيد حقيقة ما يتم تداوله عن تأثير الغذاء الصحى فى تشكيل حائط صد للجسم ضد هذا المرض، وتخص بالذكر مضادات الأكسدة ومركبات الفايتو الموجودة فى الخضراوات والفواكه الطازجة، وهى مركبات طبيعية حيوية لها تأثيرات علاجية خاصة الفواكه الملونة مثل العنب بأنواعه والبطيخ والكريز والتوت البرى بأنواعه وألوانه والخضراوات سواء الخضراء أو الملونة، ومنها الفلفل بألوانه: الأحمر والأخضر والأصفر، قائلة: كل ما هو ملون يحتوى على الفايتو كيميكال ومضادات الاكسدة الطبيعية التى تقاوم وتهاجم الشوارد الحرة فى الجسم، وتمنع تحولها لخلايا غير طبيعية، وبالتالى ينشأ مرض السرطان، كما تشير لأهمية إعداد الطعام بشكل صحى، دون مبالغة فى عمليتى القلى والتحمير باستخدام الدهون المشبعة مثل السمن والزيت، خاصة الزيوت المهدرجة لتأثيرها السيئ، وتقليل استهلاك السكريات، مؤكدة حقيقة أن السكر يحبط عمل الجهاز المناعى، ويُساعد على نمو الخلايا السرطانية، والابتعاد كذلك عن الأطعمة سريعة التحضير والجاهزة، لأنها تحتوى على نسبة كبيرة من الدهون غير معلومة المصدر، وتنصح بدلا من ذلك بالاهتمام بأكل البيت، وتناول الأطعمة مسلوقة، وعمل الخضار «السوتيه» على البخار، وطبق السلطة الذى يجب أن يكون ضيفا يوميا على المائدة، ولا مانع من تناول قدر بسيط من الكربوهيدرات كالأرز أو العيش الأسمر الصحى أو المكرونة أو البطاطس، بالإضافة إلى البروتين الحيوانى أو النباتى، ولا يشترط أن يكون البروتين الحيوانى لحوما أو فراخا، فهناك مصادر أخرى مثل البيض ومنتجات الألبان والأسماك، وكذلك الاهتمام بشرب الماء بكمية لا تقل عن ٢ لتر يوميا، وتوزيعها على مدى اليوم، وضرورة ممارسة أى رياضة ولتكن المشى يوميا لمدة لا تقل عن ربع ساعة، وعدم التدخين، مع عدم إغفال أهمية اعتدال الحالة النفسية، بعيدا عن الانفعالات المستمرة حتى لا يتأثر الجهاز المناعى بالسلب، أما من ناحية البيئة المحيطة بالسيدة، فيجب الحرص على النظافة والتهوية المستمرة والخلو من ملوثات الهواء كالعوادم أو الأبخرة الصادرة عن ورش أو أعمال صناعية، أو دخان السجائر، وكذلك المبيدات الحشرية المنزلية التى يتم رشها بالبيت، وفى حالة الاضطرار إلى ذلك يجب عدم دخول الغرفة أو البيت لمدة ساعتين على الأقل.

 

 

 

 محررة «الأهرام» تخوض تجربة الفحص

 د. عمارة: الكشف قبل «الأربعين» لحالات الوراثة

 

على بعد أمتار من شارع الهرم الرئيسى، لا يمكنك توقع وجود كل هذه الأعداد من النساء فى رحاب «بهية»، فالهدوء يسيطر على المكان، وهناك خلايا نحل تدير الأمر بنظام دقيق، لا مجال فيه لمعرفة أو قرابة أو واسطة، فالحجز يتم تليفونيا بناء على وصف الحالة، والأولوية للأكبر سنا، والأكثر حاجة للتدخل السريع، كل شيئ هنا يتم بالمجان، فحوصات وأشعة وتحاليل وعمليات، الدكتور محمد عمارة المدير العام لمستشفى بهية، يحدثنا عن هذا الصرح الطبى المدعوم بتبرعات أهل الخير، الذى يفحص ويعالج أعدادا كبيرة سنويا، حيث تم الكشف على ١٦٠ ألف حالة منذ نشأة المستشفى فى عام ٢٠١٥، ويجرى متابعة حالاتهم باستمرار، بالاضافة لما يقرب من ٩ آلاف حالة يتم علاجهم بالفعل من المرض داخل المستشفى.


نادية زخارى - د.محمد عمارة مدير مستشفى بهية

وأضاف عمارة أن نسبة الإصابة بمرض سرطان الثدى فى مصر مقاربة جدا للنسب العالمية، وتختلف نسبة الإصابة حسب كل مجموعة عمرية، حيث يكون لكل فئة عمرية نسب إصابة مختلفة. وأكد أنه وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية فإن المرأة بعد سن الـ 40 لابد أن تخضع للكشف الدورى سنويا، ما لم يكن هناك تاريخ وراثى، ففى هذه الحالة ننزل بسن الفحص والمتابعة إلى سن الـ 35، ويتم الكشف على الحالة من خلال السونار والماموجرام وكل ذلك بالمجان ويتم توجيهها الى الطبيب اذا أظهرت نتائج الفحص شيئا يستوجب التدخل، ويؤكد د.عمارة أن عملية الكشف فى بهية سهلة وميسرة ولا تستغرق أكثر من ساعتين أو ثلاث على الأكثر، فالاطمئنان مطلوب، قائلا إنهم يستقبلون حالات من كافة أنحاء الجمهورية، وبخلاف مواعيد الفحص الدورى، يجب سرعة التوجه للمستشفى إذا أحست السيدة بأى تغير فى ثديها مثل الاحمرار أو كرمشة جلد الثدى أو وجود افرازات من الحلمة، أو انبعاج فى شكلها. على أحد مقاعد الاستراحة المخصصة للمرضى وذويهم خارج المستشفى، ألقيت نظرة متفحصة فى وجوه النساء والفتيات الموجودات، من كافة الأعمار، سيدة فى مقتبل الخمسينيات من عمرها جاءت لتجلس بجانبى ويبدو على وجهها علامات الارهاق، روت لى قصتها قائلة: أنا أم لثلاثة أولاد، لاحظت أعراضا غريبة فقمت بالاتصال بمستشفى بهية وبعد تحديد موعد توجهت إلى المستشفى وقام الأطباء بإجراء الأشعة والتحاليل التى أثبتت أننى مصابة فى المرحلة الثانية، وطمأنونى بأن نسبة الشفاء ستكون عالية، وتضيف: كنت فى حالة انهيار كامل خوفا على أولادى، وبدأت رحلة العلاج بجلسات كيماوى تمهيدا لإجراء العملية الجراحية لاستئصال الورم ثم المتابعة مرة أخرى بجلسات الكيماوى والعلاج الاشعاعى، وتضيف مما زاد من اطمئنانى أننى قابلت حالات سيدات كن فى مراحل أسوأ منى وبالرغم من ذلك ومع إيمانهن بالله تخطين المحنة وأصبحن يقفن على عتبات التعافى. «كوثر» سيدة أخرى بدأت قصتها قبل خمس سنوات، خضعت وقتها لما يقرب من ٢٠ جلسة كيماوى وجلسات اشعاع وجراحة ومتابعة مستمرة، وتعافت تماما من المرض، بعد عامين، إلا أنها فوجئت به يعود مؤخرا ولكن فى منطقة الرئة، وها هى تستعد لبدء رحلة العلاج الثانية، وكلها شجاعة وثقة واطمئنان استمدتهم من تجربتها السابقة التى جعلت وحش السرطان ينهزم أمامها مرة وبإذن الله تهزمه ثانية، قالتها وهى تشير إلى رجل يقف بالجانب الآخر يرمقها بإهتمام، قائلة: زوجى يدعمنى بكل حب. أما «آمنة» فلها رحلة طويلة مع المرض الذى داهمها وهى فى الخامسة والأربعين من عمرها، تقول: لم أكن مدركة لقصة الفحص المبكر، بالرغم من وفاة أختى الوحيدة متأثرة بالمرض، ولم أفطن لكونه وراثيا إلا عندما بدأت تظهر علىّ الإصابة، والحمد لله شفيت ولكن بعد سنوات ارتد المرض إلى الثدى الآخر، وقرر الأطباء إعطائى العلاج الموجه. لم نكن لننه سطورنا دون أن أذكر أننى قبل كتابة هذا التحقيق كنت واحدة ممن خضن تجربة الاتصال ببهية وتحديد موعد للفحص، وذلك بناء على نصيحة طبيب أورام كان متابعا لحالة والدتى التى توفيت قبل سنوات بهذا المرض، لذا فالدعوة إلى فحوصات الاطمئنان، سواء فى بهية أو مركز الأورام، أو أى مكان ذكرناه، تأتى بناء على تجربة شخصية صادقة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق