رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الحقوق الثابتة

بريد;

تطل بعض الجامعات ذات الفكر المتطرف، فى وسط آسيا، (وما يماثلها فى كثير من بلاد العالم) برأسها من جديد على صفحات وشاشات وسائل الإعلام فيبدو ما كان خافيا من مكنون أسرارها وأفكارها: وأن تصب جام غضبها ـ بصفة خاصة على حق النساء ـ شقائق الرجال ـ فى العلم والمعرفة والمساواة فى الحقوق والواجبات، وسبل التقدم فى الحياة.

وقد كرم الله بنى آدم، دون تفرقة بين إنسان، وإنسان يقول (تبارك وتعالى) «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا...» وغمر المرأة برحمته وعنايته وفضله، وكرمها تكريما عمليا واضحا للعيان يحتاج إلى مجلدات، ونكتفى من ذلك كله ـ على سبيل المثال المجرد ـ بما كان فتحا مبينا فى التاريخ الإنسانى بأكمله بإنصاف المرأة، وتكريمها فى مجال المواريث.. ولحكمة إلهية يشد الانتباه ـ للوهلة الأولى ـ أن أحكام المواريث الكبرى قد اجتمعت عبر البيان القرآنى العظيم (بما قل ودل)... فى أربع آيات بينات متتاليات فى بدايات سورة النساء (الآيات 14:11) وكانت التركات ـ المتبعة فى النظم والشرائع والأعراف القبلية القديمة ـ لا تعطى إلا للرجال الأشداء الأقوياء القادرين على القتال والنزال و (ركوب الخيل) أما النساء والأطفال، فلا شىء لهم «فهم تابعون لغيرهم»!! فحفظ النظام الإلهى لهم ـ بل للأجنة فى بطون أمهاتهم ـ حقهم فى الحياة، ولم تكلف المرأة ـ مع حقها الثابت فى الكسب والميراث ـ بشىء من (ماديات) الحياة إلا بما كان بمبادأة، ومبادرة، وسبق منها : عن أريحية ـ وطيب نفس ـ واختيار.. لا إلزام أو إجبار.

ويمكن أن يترجم ذلك كله عمليا ـ عند التعمق حسابيا ـ فى مجال المواريث : حيث توجد 34 حالة تتفاوت فيها أنصبة المرأة: منها 30 حالة كاملة تتساوى فيها حقوق المرأة مع الرجل أو تزيد... أو تحجبه عن الميراث أصلا!!: وبيان هذه الحالات ـ كلها ـ هو: عشر حالات تحجب المرأة فيها الرجل (وترث الإرث كاملا) عشر حالات ترث فيها المرأة أكثر من الرجل!! عشر حالات ترث فيها المرأة مثل الرجل 4حالات فقط هى ينال فيها الرجل «مثل حظ الأنثيين».

وتفصيل ذلك (مع التمثيل): إذا توفيت ـ إلى رحمة الله ـ امرأة وتركت: زوجا وبنتا، وأبا، وأما، وأخا: يكون أنصبة كل منهم كالتالى: للزوج: الربع (لوجود الفرع الوارث، وهو البنت) للبنت ـ بمفردها ـ النصف (لانفرادها) للأب: السدس (لوجود الفرع الوارث) للأم: السدس (لوجود الفرع الوارث وهو البنت) للأخ: لا شىء (لأنه محجوب بالأب) ويتبين لنا ـ بذلك ـ أربع حقائق كبرى.

الأنثى: ورثت أكثر من ضعف الذكر (البنت إذا قورنت بجدها) الأنثى: ورثت ضعف الذكر (الأنثى إذا قورنت بأبيها) الأنثى: ورثت كما يرث الذكر (الأم مثل الأب)..

الأنثى: ورثت ولم يرث ذكر (الأخ).. يقول ـ تبارك وتعالى ـ «تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها، وذلك الفوز العظيم، ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين».

حسن أغا

مدير البحوث بالمجلس الأعلى للثقافة (سابقا)

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق