رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بلموندو.. المتمرد على مقاييس الوسامة

كتب ــ وسام أبوالعطا:
بلموندو خلال حفل عيد ميلاده بحضور داليدا وعمر الشريف

لم يمتلك يوماً ملامح الفتى الرومانسى الوسيم، فقد كانت ملامح النجم الفرنسى جون بول بلموندو، الذى وافته المنية أمس الأول عن عمر 88 عاما، تمثل دوماً تمرداً على مقاييس جمال نجوم السينما الفرنسية فى الستينيات. فقد كانت معايير الوسامة لهذا الزمن تتمثل فى زميله وصديق عمره، النجم آلان ديلون.

ولكن وسامة بلموندو تجلت فى مسار آخر، وهو القدرة الفائقة على التوفيق بين أفلام الكوميديا والحركة، حيث كان يعتبره النقاد الوريث الحقيقى الوحيد للنجم الفرنسى الكبير لجان جابين(1904-1976) بطل ملحمة البؤساء للمؤلف الفرنسى فيكتور هوجو(1802-1885). وقد استطاع بلموندو بقدرته الهائلة على التلون فى أدواره أن يستمر لما يقرب من ستين عاماً قدم خلالها للسينما الفرنسية جسداً ووجهاً وصوتاً وحضورًا لا مثيل لهم.

وكانت هذه الخلفية الثرية التى وقفت وراء إجماع الآراء التى شيعت النجم الفرنسى. فنقلت صحيفة «لوموند» الفرنسية ما كان من نعى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بكلمات رقيقة ومعبرة عن تقديره وتقدير كل الفرنسيين، قائلاً: «كان جان بول بلموندو كنزًا وطنياً، كان فعله صاخبا وكان بطلا ساميا ذا شخصية مألوفة، كان المتهور صاحب الكلمات الساحرة التى لا تعرف الكلل، فيه وجدنا أنفسنا جميعًا، سيبقى إلى الأبد، كان جان بول بلموندو بحق كنزًا وطنياً، مليئاً بالحنكة والضحك الرشيق».

ولم يكن ماكرون وحده فى تشييع فقيد الفن الفرنسي، فقد أشاد العديد من أسلافه فى «قصر الإليزيه» بجان بول بلموندو، فكتب الرئيس السابق فرانسوا أولاند عبر حسابه بتويتر: «أن بلموندو كان قادراً على تكوين علاقة استثنائية مع الفرنسيين، سواء بالنسبة للأدوار التى أمتعنا بها أو الأفلام التى قام ببطولتها ونجحت نجاحاً كبيراً، لدرجة أن الجميع أراد أن يكون بلموندو صديقاً لهم». ووفقاً لهولاند فإن مع اختفاء جان بول بلموندو، قد فقدت فرنسا أحد لاعبيها الرئيسيين، وأن صفحة رائعة للسينما الفرنسية يتم طيّها. أما الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، فقد أعرب عن حزنه بقوله: «لن ينسى أحد جان بول بلموندو».

ولكن شهادة نجوم الفن وزملاء وأصدقاء بلموندو كانت أكثر تدفقا بالحزن لفراق رفيق دربهم. فحسب كلوديا كاردينالى: «لقد كان وسيظل بالنسبة لى كما بالنسبة للكثيرين الصورة ذاتها, صاحب الحيوية التى لن تتوقف أبداً عن الحركة فى قلبى وفى ذاكرتي, إنه ابتسامة وفرح مدى الحياة, الجرأة والبساطة، فقد كان لدى الكثير من اللحظات السعيدة التى لا تُنسى معه».

وبصوت مرتجف عبر الهاتف، صرح النجم الفرنسى الكبير آلان ديلون لأحد البرامج، بأنه مدمر نفسيا تماما، قائلا: «يا ليتنا غادرنا معاً, إنه جزء من حياتى حيث بدأنا معا منذ ستين عاماً». وكان حزن ديلون منطقيا، فقد كانت العلاقة بين النجمين تتميز بأنها خليط من المنافسة والصداقة التى أثرت السينما الفرنسية بشكل كبير، خاصة من خلال الأفلام التى تشاركا فيها معاً مثل فيلم «بورسالينو» عام 1970.

فقد كان ينتمى كل منهما إلى مرحلة الحداثة فى السينما، وساهمت أدوارهما والأفلام التى قدماها فى تهيئة السينما الفرنسية فى مواجهة قوية أمام السينما الأميركية. كما ساهم بلموندو من خلال تركيبته الشخصية والشكلية فى ترسيخ لون مميز من ألوان السينما الفرنسية الشعبية، والتى تلاشت بعد ذلك فى نهاية الثمانينيات.

وقد اكتسب جون بلموندو شهرة واسعة فى مصر خلال السبعينيات من خلال فيلمه الشهير «المحترف»، ثم انضم إليه عدد من الأفلام التى كانت تتباين مابين الأكشن والكوميديا، مثل «المخاطرة الكبرى» و«ستافيسكى» و«لص باريس» وغيرها، كما شارك أيضاً الفنان المصرى العالمى عمر الشريف عام 1971 فيلمهما الشهير«اللصوص».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق