«المدن صديقة البيئة»، هى مدن مصممة بأسلوب يراعى التأثير الاجتماعى والاقتصادى والبيئى لتحقيق الاستدامة «الخضراء والاجتماعية والاقتصادية»، وتُعد هذه المدن المستدامة أحد أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ويتم ذلك من خلال تصميم يركز على «الشمولية» والحفاظ على نمو اقتصادى مستدام، كما يشمل التركيز على تقليل المدخلات المطلوبة من الطاقة والمياه والغذاء، وتقليل النفايات بشكل كبير، ومخرجات الحرارة، وتلوث المياه والهواء بثانى أكسيد الكربون والميثان، ويشير برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن معظم المدن اليوم يعانى التدهور البيئى، والازدحام المرورى، والبنية التحتية الحضرية غير الملائمة، بالإضافة إلى نقص الخدمات الأساسية، مثل إمدادات المياه والصرف الصحى وإدارة النفايات، وبناء على ذلك يجب أن تعزز المدينة المستدامة النمو الاقتصادى وتلبى الاحتياجات الأساسية لسكانها، مع توفير ظروف معيشية مناسبة للجميع، ومن الناحية المثالية، فإن المدينة المستدامة هى التى تخلق طريقة دائمة للحياة.
إن المدن تشغل 3% من مساحة الأرض فقط، لكنها تستهلك من 60% إلى 80% من الطاقة، وتتسبب فيما لا يقل عن 70% من انبعاثات الكربون، وبالتالى، فإن إنشاء مدن آمنة ومرنة ومستدامة هو إحدى الأولويات القصوى، وينص بروتوكول «التنمية المستدامة» على أن المدن المستدامة اجتماعيًا يجب أن تكون عادلة ومتنوعة ومتصلة وديمقراطية، وتوفر نوعية حياة جيدة، ومن أبرز أولويات المدينة المستدامة، إطعام نفسها بالاعتماد المستدام على البيئة الطبيعية المحيطة، وتزويد نفسها بالطاقة بمصادر متجددة، مع إنشاء أصغر بصمة بيئية يمكن تصورها، وأقل كمية من التلوث يمكن تحقيقها.. كل هذا يتم تحقيقه من خلال استخدام الأرض بكفاءة وأساليب مبتكرة كتحويل المواد المستخدمة إلى سماد، وإعادة التدوير، أو تحويل النفايات إلى طاقة، والهدف الرئيسى أن هذه المساهمات ستؤدى إلى تقليل تأثير المدينة على التغيرات المناخية.
لقد أعدت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى عام 2015 أهداف للتنمية المستدامة فى عام 2030، وهى مدرجة فى قرار للأمم المتحدة باسم «أجندة 2030»، وهى: القضاء على الفقر، والجوع، والصحة الجيدة والرفاهية، والتعليم الجيد، والمساواة بين الجنسين، والمياه النظيفة، والصرف الصحى، والطاقة النظيفة بأسعار منطقية، والعمل اللائق والنمو الاقتصادى، والصناعة والابتكار والبنية التحتية، والحد من عدم المساواة، والمدن والمجتمعات المستدامة، والاستهلاك والإنتاج الآمنان، والحياة تحت الماء، الحياة على الأرض، والسلام والعدالة والمؤسسات القوية، والشراكات للأهداف الواحدة التنموية، وفى واقع الأمر، فإن كل ذلك لا يؤول فقط إلى المدن المستدامة، بل إلى الحياة المستدامة.
د. رجب إسماعيل مراد
أستاذ التحكم البيئى بجامعة مطروح
رابط دائم: