كل زائر لديوان عام محافظة الدقهلية لابد أن يمر به ليعيش لحظات من الدهشة والمتعة، مع صور ومعلومات موجزة عن مشاهير وأعلام المحافظة الذين تضمهم قاعة كبيرة، أطلق عليها متحف أعلام الدقهلية.
المتحف تم إنجازه أخيرا بعد الاستفادة من موقع كان مهملا وتم توظيفه طويلا كمخزن، وتم تطويره بدعم من منظمات المجتمع المدنى بمبلغ ٧٥٠ ألف جنيه ليكون واجهة مناسبة تحكى عن رموز الدقهلية. هناك، فى هذا المتحف الذى طال انتظاره، تتعرف الأجيال الجديدة، التى ربما طمست ذاكرتها الهشة فنون الحداثة الإلكترونية، على سيرة الشامخين من جيل الرواد المصريين.
فهناك تجد كوكب الشرق أم كلثوم، ابنة قرية «طماى الزهايرة» بمركز السنبلاوين، وسيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة، ابنة السنبلاوين أيضا. وكذلك أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد، ابن قرية «برقين» بالسنبلاوين، وإمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى المولود فى قرية «دقادوس» بميت غمر، وكذلك شيخ الأزهر، سابقا، جاد الحق على جاد الحق، من قرية «بطرة» مركز طلخا، والدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق من قرية «الضهرية» مركز شربين، وكذلك الحال مع الشيخ سيد النقشبندى، المولود فى «دميرة» مركز طلخا، وكروان المداحين نصر الدين طوبار سليل النضال الوطنى فى مدينة «المنزلة»، و«الباشا الوطنى» وصاحب أول رواية عربية والمعنونة بـ«زينب»، الدكتور محمد حسين هيكل من قرية «كفر غنام» مركز السنبلاوين، وهذه مجرد نماذج من قائمة طويلة تضم أعلاما من الدقهلية فى مجالات شتى.
يوضح الدكتور أيمن مختار، محافظ الدقهلية أن إنشاء المتحف جاء فى إطار توجيهات القيادة السياسية ورئيس مجلس الوزراء بالاستغلال الأمثل لمقدرات الدولة وفى إطار التعريف بالرموز الوطنية التى قدمت عطاء سخيا فى مختلف المجالات.
ويضيف أنه حرص على توافد أفواج تلاميذ وطلاب المدارس على متحف أعلام الدقهلية، وكان فى استقبالهم أول مرة حيث يتم فى كل زيارة تعريف التلاميذ والطلاب الزائرين من خلال أفلام تسجيلية بتاريخ الدقهلية وأعلامها الذين أثروا جوانب الحياة الفكرية والثقافية والعلمية والأدبية فى مصر وخارجها، كما يتم تعريفهم بحجم الإنجازات التى تتم على أرض الواقع للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وما تبذله الدولة من جهود فى مختلف المجالات عملا على راحة المواطنين ، بما يستهدف تعميق الانتماء فى نفوس النشء.
وتكشف الدكتورة هدى بلاط مدير عام التنمية البشرية بديوان عام محافظة الدقهلية أن هناك خطة شاملة تم وضعها بالتنسيق مع التربية والتعليم تستهدف تلاميذ المدارس بمحافظة الدقهلية من سن ١١ حتى ١٨ سنة، وتركز على تعريف أبنائنا من تلاميذ وطلاب المدارس بالتاريخ العريق لمحافظتهم الدقهلية ودورها فى الانتصارات على مر العصور وموقعها الفريد بين المحافظات وكذلك مناطقها السياحية والأثرية .
من جانبه، أوضح على عبد الرءوف، وكيل وزارة التربية والتعليم بالدقهلية حرص المديرية على إنجاح زيارات الطلاب فى إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بإعادة بناء الإنسان المصرى، وضرورة نشر الوعى بين المواطنين لتعميق مفهوم الانتماء، وتنفيذا لأعمال مبادرة «أعرف بلدك» لتعميق الانتماء فى نفوس النشء من تلاميذ وطلاب المدارس. وأشار إلى تعريف الطلاب بالأعلام من أبناء المحافظة وقصص كفاحهم ودورهم وتأثيرهم فى كل مجالات الحياة الإنسانية، والعلمية والأدبية والفكرية والفنية، وتستهدف كذلك تعزيز المشاركة والجدية فى نفوس الأبناء لكيفية الحفاظ على الإنجازات وصيانتها من أجل الأجيال المتعاقبة.
رابط دائم: