رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

العلاقات بين مصر وقبرص تقوم على أرضية صلبة من التمازج الحضارى
السيسى خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع أناستاسياديس: آلية التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان نموذج يحتذى فى التكامل الإقليمى

كتب ــ شادى عبدالله زلطة
الرئيس السيسى وأناستاسياديس خلال المؤتمر الصحفى المشترك بقصر الاتحادية

  • توافق الرؤى حول ضرورة عقد الانتخابات الليبية فى ديسمبر المقبل وخروج كل القوات الأجنبية
  • أناستاسياديس: مصر لها دور فعال فى مكافحة الهجرة غير المشروعة والإرهاب.. وتوقيع مذكرة الربط الكهربائى الشهر الجارى

 

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى لنظيره القبرصى الرئيس نيكوس أناستاسياديس موقف مصر الثابت إزاء الوضع فى منطقة شرق المتوسط والقضية القبرصية والمستند إلى ضرورة التزام جميع الدول باحترام القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة خاصة مبادئ عدم التدخل فى الشئون الداخلية واحترام السيادة والمياه الإقليمية للدول وأهمية احترام الحقوق السيادية لدول المنطقة اتصالا بمسألة التنقيب عن الغاز الطبيعى فى مناطقها الاقتصادية الخاصة طبقا للقانون الدولى واتفاقيات تعيين الحدود البحرية ذات الصلة.

كما أكد الرئيس، خلال كلمته فى المؤتمر الصحفى المشترك، موقف مصر الثابت من مساعى تسوية القضية القبرصية وفق مقررات الشرعية الدولية ومقررات مجلس الأمن ذات الصلة، مشددا على تضامن مصر مع قبرص حيال أى ممارسات من شأنها المساس بالسيادة القبرصية أو محاولات فرض الأمر الواقع بالمخالفة لقرارات مجلس الأمن وبما يقوض فرص التوصل لتسوية القضية القبرصية على أساس وحدة الجزيرة والأطر التى توافق عليها المجتمع الدولى لحل القضية.

ورحب الرئيس بنظيره القبرصى ضيفا عزيزا على مصر وشعبها فى إطار الحرص المستمر على التشاور وتبادل الرؤى ووجهات النظر حول مختلف الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك والعمل على تعزيز علاقات التعاون بين مصر وقبرص بما يحقق المصالح المشتركة ويعضد من جهود البلدين لمواجهة التحديات الماثلة فى المنطقة ويسهم فى تحقيق الاستقرار والأمن والرفاهية لشعبى البلدين.

وثمن الرئيس العلاقات الخاصة التى تربط بين البلدين والتى تقوم على أرضية صلبة من التمازج الحضارى الذى ميز علاقات الشعبين المصرى والقبرصى تاريخيا، كما أعرب عن فخره بالعمل المشترك الذى تم القيام به على مدى السنوات الماضية نحو تدعيم وتطوير الصداقة الراسخة.

وأوضح أن تلك الفترة شهدت تناميا ملحوظا فى حجم التعاون والتنسيق بين البلدين حيال العديد من الملفات والقضايا على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية سواء كان على المستوى التجارى أو فى إطار آلية التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان، ليمثل هذا التعاون الفريد نموذجا يحتذى به فى كيفية تحقيق التكامل على المستوى الإقليمى.

وفى إطار التزام البلدين بالاستمرار على هذا النهج فى تقوية أواصر الصداقة، ترأس الرئيس السيسى الاجتماع الأول مع الرئيس القبرصى، لتدشين اللجنة الحكومية العليا بين البلدين لتصبح إطارا لمتابعة مسارات التعاون الثنائى على أعلى مستوى فى البلدين فى توقيت مفصلى ومهم، حيث يسعى البلدان لتحقيق نقلة نوعية فى وتيرة هذا التعاون فى خضم تحديات إقليمية ودولية هائلة.

وأعرب الرئيس عن ثقته فى أن هذه الخطوة سيكون لها انعكاس إيجابى ملموس على مجمل العلاقات بين البلدين، من حيث تعميق وتكثيف مسارات العمل المشترك فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والزراعية والسياحية، فضلا عن أن اللجنة العليا ستكون محفلا مهما لتبادل وجهات النظر تجاه القضايا الإقليمية بشكل دورى ومستمر.

وأكد الرئيس أن الشراكة الإستراتيجية التى تم تأسيسها فى شرق المتوسط، تستوجب تنسيقا دائما يهدف لتحقيق الاستقرار الإقليمى والالتزام بالدعم المتبادل إزاء جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى أنه أجرى على هامش الاجتماع الأول لتدشين اللجنة العليا للتعاون بين مصر وقبرص، مباحثات مثمرة وبناءة مع الرئيس القبرصى شهدت توافقا ملحوظا فى وجهات النظر حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأشار الرئيس إلى أنه استمرارا لخط مصر الثابت فى تعزيز العلاقات مع شركائها فى إقليم المتوسط، فقد توافق مع الرئيس القبرصى حول أهمية تعزيز الآلية القائمة للتعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان لمواصلة التنسيق السياسى والتعاون الفنى بين الدول الثلاث وضرورة العمل على تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الآلية التى تجمع الدول الثلاث تحديدا بحكم تفرد تلك العلاقة.

وأشار إلى أنه تم الاتفاق على أهمية التحضير الجيد للقمة الثلاثية القادمة والتى من المقرر أن تعقد فى اليونان خلال أكتوبر 2021.

وفيما يتعلق بالصعيد الإقليمى، أوضح الرئيس أن المباحثات تناولت آخر التطورات ذات الصلة بالملف الليبى واتفقت الرؤى حول ضرورة عقد الانتخابات الليبية فى الموعد المحدد لها فى ديسمبر المقبل، مع التشديد على أهمية خروج كل القوات الأجنبية من الأراضى الليبية وعودة ليبيا لأيدى أبنائها لينصروا مقدراتها ويبنوا مستقبلها بإرادتهم الوطنية المستقلة دون تدخلات خارجية.

وأضاف أنه تم كذلك تناول آخر التطورات فى الأراضى الفلسطينية، حيث أكد الرئيس لنظيره القبرصى ضرورة تضافر الجهود الدولية لتقديم الدعم اللازم لقطاع غزة المتضرر بشدة من جراء الهجمات الأخيرة على القطاع وكذلك العمل على عودة الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى مجددا لطاولة المفاوضات للتوصل إلى تسوية نهائية تفضى إلى إقامة دولة فلسطينية وفق المقررات الشرعية الدولية.

وفى الإطار ذاته، أطلع الرئيس نظيره القبرصى على جهود مصر المستمرة للتوصل إلى حل عادل لأزمة سد النهضة وجهود استئناف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم لملء وتشغيل السد، مؤكدا أهمية اضطلاع المجتمع الدولى بدور جاد فى هذا الملف حفاظا على استقرار المنطقة.


الرئيس فى أثناء استقباله نظيره القبرصى

واختتم الرئيس كلمته بالترحيب مجددا بنظيره القبرصى فى القاهرة، معربا عن تطلعه أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من التعاون والتنسيق بين البلدين بما يحقق الرخاء والازدهار للشعبين الصديقين والمزيد من الزخم للشراكة الاستراتيجية والصداقة الوطيدة التى تجمع بين البلدين والشعبين.

ومن جانبه، تقدم الرئيس القبرصى نيكوس اناستاسياديس بخالص الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسى على حفاوة الاستقبال، كما تقدم بالنيابة عن الشعب القبرصى بخالص العزاء لمصر فى المصريين الأربعة الذين لقوا حتفهم فى الحرائق التى اجتاحت جزيرة قبرص خلال شهر يوليو الماضى.

ووصف الرئيس القبرصى تدشين اللجنة الحكومية العليا بين البلدين والتى تعد الأولى من نوعها، بأنها تاريخية وتؤكد العلاقات القوية بين الدولتين وتأتى لتأكيد الإرادة المشتركة والتعاون المشترك والارتقاء بهم لتقوية الروابط السياسية والاقتصادية. وأضاف أن الاتصالات الدورية الثنائية بين وزراء الخارجية والطاقة والزراعة والتعليم كانت فرصة لبحث التعاون الوثيق بين الدولتين وتطوير وتنمية الأفكار وزيادة هذا التعاون فى مجالات جديدة، مشيرا إلى أنه فى مجال التجارة تم الاتفاق على تفعيل دورى لمنتديات الأعمال لتقوية الروابط بين غرف التجارة والأعمال بهدف زيادة التبادل التجارى خاصة فى مجال الدواء والمزارع السمكية.

وتابع أنه فى مجال الطاقة تم إصدار تعليمات بتسريع تفعيل الاتفاقية الثنائية لتدشين خط أنابيب تحت سطح البحر لنقل الغاز الطبيعى، مشيرا إلى أن اللجان الفنية المختصة ستلتقى فى 15 من الشهر الجارى.

وأوضح أنه سيتم خلال الشهر الجارى أيضا التوقيع على مذكرة تفاهم للربط الكهربائى بين مصر وقبرص وكذلك التوقيع على مذكرة تفاهم على المستوى الثلاثى بين مصر واليونان وقبرص للربط الكهربائى، وذلك فى إطار مشروع الربط الأوروبى الإفريقى.

وفى مجال التعليم، أكد أهمية تفعيل التعاون بين البلدين عبر التوقيع على مذكرة تفاهم بخصوص التعليم العالى والبحث العلمى والشهادات الجامعية.

وأوضح أن المباحثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسى تناولت تطورات الأوضاع فى أفغانستان والمحاولات التى تهدف للاستقرار والسلم وحل النزاعات فى منطقة شرق المتوسط، وفى هذا الإطار استعرض التطورات السلبية التى حدثت فى النقاشات مع تركيا والتى تحيد تماما عن قرارات الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن تركيا تدفع لحل دولتين مستقلتين فى قبرص.

وأوضح أنه أكد للرئيس موقف قبرص الثابت الذى يعتمد على أهمية إيجاد حل لهذه القضية فى إطار قرارات الأمم المتحدة وفى إطار الاتحاد الأوروبى، وأشار إلى أنه أطلع الرئيس على بعض الإجراءات التى اتخذها لبدء حوار فعال وهادف مع تركيا.

وتقدم بخالص الشكر والتقدير للرئيس السيسى لموقف مصر الثابت وغير المتغير تجاه القضية القبرصية واعتراضها على كل الأفعال التركية غير القانونية، خاصة المنشآت الموجودة فى المناطق الاقتصادية لدولة قبرص بالبحر المتوسط.

كما ثمن الرئيس القبرصى دور مصر فى حل الأزمات بالشرق الأوسط خاصة الفلسطينية، كما أكد تطابق الرؤى حول أهمية تثبيت حالة الاستقرار فى ليبيا وانسحاب القوات الأجنبية وإجراء انتخابات شرعية بالبلاد.

وأضاف أن وجهات النظر تطابقت تجاه الأزمات التى تهدد منطقة شرق المتوسط، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا لتفعيل الدعم والتعاون الثلاثى مع اليونان، معربا عن أمله أن تنضم دول المنطقة لهذا التعاون بشرط احترام القانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن واحترام سيادة الدول، كما استعرض التعاون فى عدد من المجالات ومن بينها منتدى غاز شرق المتوسط الذى تسهم فيه العديد من الدول.

وأشار إلى أن المباحثات تطرقت إلى العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبى، مؤكدا إصرار الدولة القبرصية على أهمية التوصل لاتفاقية شراكة بين مصر والاتحاد الأوروبى، موضحا أن مصر تعد أهم وأكبر الشركاء للاتحاد الأوروبى فى منطقة الشرق الأوسط وحجر الاستقرار وأساس السلم فى منطقة الشرق الأوسط ولها دور فعال فى مكافحة الإرهاب والحد من الهجرة غير المشروعة من إفريقيا والشرق الأوسط للاتحاد الأوروبى.

وتوجه الرئيس القبرصى فى ختام كلمته بالشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسى، مؤكدا أن الاتفاقيات والحوار التى تمت بين وزراء حكومتى البلدين، تهدف لخدمة الشعبى المصرى والقبرصى وكل دول شرق المتوسط، مشيرا إلى أن هذا التعاون يعكس ليس فقط الاحترام المتبادل ولكن يعكس أيضا الروابط التاريخية والتعاون الاستراتيجى بين البلدين.

ودعا الرئيس أناستاسياديس، الرئيس السيسى لزيارة قبرص، لرد حفاوة الاستقبال التى لقيها خلال زيارته لمصر.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق