الهاتف الأخرس.. مزاج شباب العالم

العالم يتغير ولا ثابت فى الموضات أو الاهتمامات، ولا أدل على ذلك من علاقة الفرد بالهاتف المحمول. فبعد أن كانت أحدث وأكثر «رنات» الهواتف من الاهتمامات التى جذبت شباب العالم زمنا، وتحديدا مع أوائل عهود علاقة العالم بالمحمول، يؤثر بعض الشباب الآن الرنين الصامت ولم يعودوا يفضلون الاتصال المباشر.

فحسب استطلاع نشرت نتائجه صحيفة «جارديان» البريطانية، أن شباب اليوم تمردوا ليس فقط على «رنات» الهواتف، وإنما على فكرة تلقى الاتصال فى حد ذاتها. وأوضح الاستطلاع أن حاملى الهواتف الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاما لا يميلون إلى تحميل الرنات الجديدة، وذلك على خلاف أحوال بداية الألفية، حيث حققت «رنة» مثل «الضفدع المجنون» ما تجاوز قيمته 40 مليون دولار فى عام 2004.

وأن ذلك التحول فى هجران «الرنات» له علاقة بعدم رغبة هذه الفئة العمرية فى تلقى الاتصالات من الأساس. فقد أوضح استطلاع لـ«أوفكوم» أن حوالى 15% فقط من الفئة التى يتراوح أعمارها بين 16 و24 عاما، يعتبرون الاتصال الهاتفى من الوسائل الرئيسية للتواصل، أما باقى هذه الفئة العمرية فترى أن «الرسائل النصية» بمثابة الوسيط الأكثر عملية والأقل إزعاجا لتحقيق التواصل.

فقد كشف الاستطلاع ذاته، أن 49% من الأفراد فى عمر المراهقة يشعرون براحة أكثر فى الاعتماد على البريد الإلكترونى أو الرسائل الهاتفية النصية أو تطبيقات المراسلة المعروفة عبر الهاتف للتواصل حتى مع طرف قد يكون معهم فى ذات الغرفة.. العالم يتغير .. والهواتف المحمولة مازالت على أهميتها.. لكن الأغلبية يفضلونها خرساء.