1
أُطَوِّحُ كَفِّى بكُلِّ اتِّجَاهٍ
لعَلِّى أُلَاقِى يَدًا شَارِدَةْ
فنَحيَا معًا
مَيتَةً وَاحِدَةْ
2
أُجَرِّبُ أن أتَنَفَّسَ مَاءً،
وأستَنبِتَ الحَرشَفَ المَعدِنِىَّ عَلَى مَنكِبَىَّ،
أُجَرِّبُ أن أَفقِدَ الذَّاكِرَةْ
وأَنبُتَ طُحلُبَةً فى الصُّخُورِ،
وأغفُوَ فى الصَّدَفَاتِ،
وألتَفَّ -كالحَلَزُونِ- على الخَاصِرَةْ
أُجَرِّبُ.. لَستُ أُجَرِّبُ إِلَّا
تَشَنُّجَ أطرَافِىَ الخَائِرَةْ!
3
أنا لَستُ مِن ذَلِكَ العَالَمِ الرِّخوِ:
عَينَايَ مِن لَهَبٍ،
وجَبِينِيَ شَمسٌ هَوَتْ مِن حَوَافِّ الأُفُقْ
أبِى يَبذُرُ الزَّهرَ فَوقَ السَّحَابِ،
ويَبحَثُ عن نَسلِهِ المُفتَرِقْ
«أنا ها هُنَا يا أبِى
فى الظَّلَامِ الَّذِى لا تُحِبُّ،
تَشُدُّ الشَّيَاطِينُ أذرُعَهَا حَولَ عُنْقِى،
فخُذْ بِيَدِى قَبلَ أن أختَنِقْ».. ولكِنَّهُ مَا نَطَقْ!
4
ألَيسَ سِوَى المِلحِ؟
لَذعَتُهُ فى الخَيَاشِيمِ أقوَى مِنَ الشَّمسِ
«هل ثَمَّ شَمسٌ؟»،
حُبَيبَاتُهُ تَأكُلُ المُقلَتَينِ
«أَكُنتَ تَرَى ذَاتَ يَومٍ؟»،
رَخَاوَتُهُ تَبلَعُ الذَّاكِرَةْ
فَلَيسَ سِوَى المِلحِ:
لا وَقتَ يَكفِى لِتَنقَلِبَ الجَاذِبِيَّةُ،
لا وَقتَ للإحتِمَالَاتِ،
لا وَقتَ أصلًا
سِوَى ذَرَّةِ المِلحِ حِينَ تَذُوبُ
«أى: اللَّحظَةَ الحَاضِرَةْ»
5
عَلَى القَاعِ جُمجُمَةٌ:
عَبَرَتْ حَافَّةَ الدَّائِرَةْ
وعَادَت بلا ضَجَّةٍ
شَاغِرَةْ!
رابط دائم: